اللّهُمَّ اجْعَلْني أخْشاكَ كأني أراكَ وَأسْعِدْني بِتَقْواكَ، وَلاتُشْقِني بِنَشْطي لِمَعاصيكَ وَخِرْ لي في قَضائِكَ وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ حَتّى لا أحُبَّ تأخيرَ ما عَجّلْتَ وَلا تَعْجيلَ ما أخّرْتَ، واجْعَلْ غِناي في نَفْسي وَمَتِعْني في سَمْعي وَبَصَري وَاجْعَلْهُما الوارِثَيْنِ مِنّي، وَانْصِرْني عَلى مَنْ ظَلَمَني وَأرِني فيهِ قُدْرَتَكَ يارَبِّ وَأقِرَّ بذْلِكَ عَيْني.
اللّهُمَّ أعِنّي عَلى هَوْلِ يَوْمِ القيامَةِ، وَأخْرِجْني مِنَ الدُّنْيا سالِماً، وَزَوِّجني مِنَ الحورِ العينِ، وَاكْفِني مؤُونَتي وَمؤُونَةَ عيالي وَمؤُونَةَ النّاسِ، وَأدْخِلْني بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصالِحينَ.
يَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وآمَنُ سَخَطَهُ(۱) عِنْدَ كُلِّ عثرةٍّ، يَا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ ومَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تُحَنُّناً مِنْهُ ورَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيَا، وجَمِيعَ خَيْرِ الْآخِرَةِ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيَا وشَرِّ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَيْتَ، وزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ.
قَالَ (عليه السَّلام): ثم مد يدَهُ الْيُسْرَى فَقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ، ودَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ، وهُوَ يَلُوذُ بِسَبَّابَتِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: «يَا ذَا الْجَلَالِ والْإِكْرَامِ، يَا ذَا النَّعْمَاءِ والْجُودِ، يَا ذَا الْمَنِّ والطَّوْلِ، احَرِّمْ شَيْبَتِي عَلَى النَّارِ.
اللهم فقهني في الدين وحببني الى المسلمين، واجعل لي لسان صدق في الآخرين.
اللهم لا تجعلني ممن تقدم فمرق ولا ممن تآخر فزهق واجعلني من النمط الاوسط برحمتك يا ارحم الراحمين».
(۱) سخطه، لعله محمول على السخط الذي يوجب الخلود في النار,او المراد بالامن رجاء العفو او محض العثرة بالصغائر- مرات العقول.
*******
المصدر: الصحيفة الصادقية