كان له دوراً هاماً في دعوة الإمام عليه السلام إلى العراق، فكان حاملاً لكتب أهل الكوفة في مرحلتين إلى الإمام الحسين عليه السلام، وفي المرة الثانية حمل رسالة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه ، وسلّمها للإمام عليه السلام، والتحق بالركب الحسيني وجاء معهم إلى كربلاء.
له خطبة في ليلة عاشوراء في الدفاع عن الإمام الحسين عليه السلام تكشف عن ولائه لآل الرسول (صلي الله عليه وآله).
سعيد حامل كتب اهل الكوفة الى الحسين عليه السلام
لمّا ورد نعي معاوية إلى الكوفة اجتمعت الشيعة «فكتبوا إلى الإمام الحسين عليه السلام كتب «وأرسلوها في ثلاثة مراحل إليه عليه السلام، وفي مرحلة الثالثة تمت هذه المهمة على يد سعيد بن عبد الله الحنفي وهاني بن هاني السبيعي.
نص رسالة أهل الكوفة الأخيرة للإمام الحسين عليه السلام
"بسم الله الرحمن الرحيم : أمّا بعد، فقد اخضرّ الجناب، وأينعت الثمار، وطمت الجمام، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجنّد"
فأعاد الحسين عليه السلام سعيداً وهانياً من مكّة، وكتب إلى الذين كاتبوه من أهل الكوفة كتاباً ورد فيه: (وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي، مسلم بن عقيل).
بعثه مسلم بكتاب إلى الحسين عليه السلام ليدعوه إلى الكوفة، فتوّجه سعيد مرة أخرى إلى مكة حاملاً رسالة مسلم بن عقيل حتى سلّمها للإمام عليه السلام، وبقي مع الإمام الحسين عليه السلام حتى يوم عاشوراء.
موقف سعيد ليلة عاشوراء
لسعيد بن عبد الله موقف مشرف في ليلة عاشوراء، وذلك عندما خطب الإمام الحسين عليه السلام بين أصحابه، وطلب منهم أن يتركوه وينجوا بأنفسهم، وقال:
(وهذا الليل قد غشيكم فتخذوه جملا....) فكان سعيد ابن عبد الله ممن قام، وتحدث، وقال (والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا نبيّه محمّداً صلي الله عليه وآله فيك، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيى ثمّ أحرق حيّا ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك، وإنّما هي قتلة واحدة، ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً).
سعيد شهيد
برز سعيد بن عبد الله الحنفي بعد الحجاج بن مسروق الجعفي وقبل حبيب بن مظاهر الأسدي، وكان يرتجز في ميدان ويقول:
أقدم حسين اليوم تلق أحمدا وشيخك الخير علياً ذا الندى
وحسناً كالبدر وافى الأسعدا
ففي ظهر يوم عاشوراء صلى الإمام الحسين عليه السلام الظهر صلاة الخوف في أصحابه، ثمّ برزوا أصحابه إلى ميدان المعركة، فاشتدّ القتال، ولمّا قرب الأعداء من الحسين عليه السلام وهو قائم بمكانه، استقدم سعيد الحنفي أمام الحسين عليه السلام، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً، وهو قائم بين يدي الحسين عليه السلام يقيه السهام طوراً بوجهه، وطوراً بصدره، وطوراً بيديه، وطوراً بجنبيه، فلم يكد يصل إلى الحسين عليه السلام شيء من ذلك حتّى سقط الحنفي إلى الأرض وهو يقول: (اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود، اللهمّ أبلغ نبيّك عنّي السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإنّي أردت ثوابك في نصرة نبيّك، ثمّ التفت إلى الحسين عليه السلام فقال: أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال: «نعم، أنت أمامي في الجنّة»، ثمّ فاضت نفسه النفيسة).
فوجد به ثلاثة عشر سهماً سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.
بمزيد من الشرف على هذا الشهيد، حيث يقف عليه وليُّ الله الإمامُ المهديّ المنتظر (عجل الله فرجه) ويخصّه بسلامٍ في ضمن زيارته للشهداء، ويُؤبّنه قائلاً: السلامُ على سعدِ بن عبدِالله الحَنَفيّ ، القائلِ للحسين ـ وقد أذِنَ له في الانصراف: لا واللهِ لا نُخلّيك حتّى يَعلمَ اللهُ أنّا قد حَفِظْنا غَيبةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله فيك.
فسلامٌ على سعيد الحنفي في الغيارى الشجعان، وأسكنك الله فسيح الجِنان.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم