واعتبرت وزارة الخارجية في بيانها امس 14 آب 2020 خطوة العار الاماراتية هذه بانها خطوة خطيرة (محذرة) من اي تدخل اسرائيلي في معادلات منطقة الخليج الفارسي.
واضح جدا ان هذا القرار التطبيعي جاء نتيجة لمجمل السلوكيات والسياسات الخيانية التي اتخذتها دولة الامارات لاضعاف دور محور المقاومة بوجه الغطرسة الاسرائيلية ولخدمة الاستراتيجية العدوانية الصهيواميركية في منطقة غرب آسيا، فضلا عن كونه طعنة نجلاء في قلب الامة الاسلامية وقضية فلسطين والقدس والمسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
لا شك في ان حكام ابو ظبي قدموا خدمة مجانية للكيان الصهيوني وزعمائه المنهزمين بفعل انتصارات المقاومة وحولوا انفسهم الى عملاء حقيقيين للمخططات الاستكبارية في المنطقة وذلك بعدما جعلوا قبل ذلك اراضي الامارات قواعد عسكرية واستخبارية للاميركيين والتحالف الاطلسي، وبعدما فرطوا بسيادتهم وكرامة شعبهم لضمان رضا الرئيس الأرعن دونالد ترامب وجميع مؤججي الحروب والفتن والغزوات الدوليين.
السؤال الطبيعي هنا هو الى اين يذهب حكام ابو ظبي وما هو جدوى اعلان هذا الانبطاح الاماراتي المشين في الوقت الحاضر في حين ان منطقة الخليج الفارسي تعيش على صفيح ساخن بسبب السلوكيات الاستفزازية الوقحة التي تقوم به البوارج الاميركية بين آونة واخرى الى جانب استخدام الولايات المتحدة لقواعدها العسكرية والتجسسية في اثارة التوترات والقلاقل والاغتيالات تهديدا لدول المنطقة؟!
فالامة الاسلامية على علم تام بالزيارات السياسية والامنية المتبادلة بين حكام ابوظبي وتل ابيب، والمعاملات التجارية المتواصلة فيما بينهم، بدليل ما اعلنت عنه صحيفة "اسرائيل اليوم" من قيام رئيس الحكومة الصهيونية مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بالسفر الى الامارات مرتين على مدى العامين الماضيين.
والامة الاسلامية ودول غرب آسيا تعي جميعا خطورة تواجد الصهاينة في منطقة الخليج الفارسي، باعتبار ان هذا تهديد جدي للامن القومي الايراني خصوصا والامن الاقليمي عموما.
من المؤكد ان دولة الامارات بخطوتها الخيانية السافرة وضعت منطقتنا فوق فوهة بركان وسخرت نفسها لخدمة التوجهات التصعيدية الاميركية ـ الاسرائيلية ضد دول محور المقاومة التي احبطت الكثير من مؤامرات واشنطن وتل ابيب المعادية للامة وفي مقدمتها اثارة فتنة المد التكفيري ودعم عصابات داعش واخواتها الارهابية التي اشاعت الخراب والدمار والموت في العالم الاسلامي.
من المتيقن ان السلوك الاماراتي المقزز هذا لن يمر بسهولة، وان على حكام ابوظبي المتخاذلين ان يتحملوا مسؤولية خيانتهم للامن الاسلامي ولثوابت الامة التي لن يقر لها قرار حتى تطهير فلسطين والقدس والاقصى الشريف من دنس الصهاينة المحتلين.
بقلم الكاتب والاعلامي / حميد حلمي البغدادي