وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ، وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ، إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ، كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ، وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ، فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ.
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ، وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ، وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ، وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ، وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ .
اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ بِالْايَةِ الَّتي اَمَرْتَ عَبْدَكَ عيسَى بْنَ مَرْيَمَ اَنْ يَدْعُوَ بِها فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، فَاَحْيَى الْمَوْتى وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِاِذْنِكَ ونَبَّأَ بِالْغَيْبِ مِنْ اِلْهامِكَ وبِفَضْلِكَ ورَأْفَتِكَ ورَحْمَتِكَ.
فَلَكَ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، حُلْ بَيْنَنا وبَيْنَ اَعْدائِنا وانْصُرْنا عَلَيْهِمْ يا سَيِّدَنا ومَوْلانا.
فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ واتَّبَعُوا اَهْوائَهُمْ، قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (۱۲)، الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ، فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ ، إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ، وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ، قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (۱۳) ، أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ، كَلاَّ بَلْ رَانَ (۱٤)عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ.
اَللَّهُمَّ يا مَنْ كَفى اَهْلَ حَرَمِهِ الْفيلَ اِكْفِنا كَيْدَ اَعْدائِكَ بِسَتْرِكَ لَنا واسْتُرْنا بِحِجابِكَ الْحَصينِ الْمَنيعِ الْحَسَنِ الْجَميلِ، وجُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي وبِغِناكَ عَلى فَقْري، وبِعَفْوِكَ عَلى خَطيئَتي، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ وافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ ولاتَفْعَلْ بي ما اَنَا اَهْلُهُ، واسْتَجِبْ دُعائي يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.
(۱۲) خرص في الامر: حدس وقال بالظنّ.
(۱۳) وجف الشيء: اضطرب.
(۱٤) الرين: الطبع والدنس.