فَاِذا وَلَجَتْ بِطُرُقِ الْبَحْثِ عَنْ نِعْمَتِكَ بَهَرَتْها(۷) حَيْرَةُ الْعَجْزِ عَنْ اِدْراكِ وَصْفِكَ، فَهِيَ تَتَرَدَّدُ فِي التَّقْصيرِ عَنْ مُجاوَزَةِ ما حَدَّدْتَ لَها، اِذْ لَيْسَ لَها اَنْ تَتَجاوَزَ ما اَمَرْتَها، فَهِيَ بِالْاِقْتِدارِ عَلى ما مَكَّنْتَها تَحْمَدُكَ بِما اَنْهَيْتَ اِلَيْها، والْألْسُنُ مُنْبَسِطَةٌ بِما تُمْلِيءُ عَلَيْها. وَلَكَ عَلى كُلِّ مَنِ اسْتَعْبَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ اَنْ لا يَمَلوُّا مِنْ حَمْدِكَ، واِنْ قَصُرَتِ الْمَحامِدُ عَنْ شُكْرِكَ بِما(۸) اَسْدَيْتَ اِلَيْها مِنْ نِعَمِكَ، فَحَمِدَكَ بِمَبْلَغِ طاقَةِ جُهْدِهِمُ الْحامِدُونَ واعْتَصَمَ بِرَجاءِ عَفْوِكَ الْمُقَصِّرُونَ، واَوْجَسَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ الْخائِفُونَ، وقَصَدَ بِالرَّغْبَةِ اِلَيْكَ الطَّالِبُونَ، وانْتَسَبَ اِلى فَضْلِكَ الْمُحْسِنُونَ.
(۷) بهره: غلبه.
(۸)على ما "خ ل".