غزوة بدر
وذات مرة خرج النبي (صلى الله عليه وآله) لهذه الغاية - حيث سمع بركب قريش للتجارة فخرج إليه ليستولي عليه - فوصل الخبر إلى الركب، فأرسل بخبر ذلك إلى مكة واستنفرهم بأن أموالهم في خطر والعرب في مكة كانوا يفدون أنفسهم لأموالهم، ويبذلون أرواحهم في سبيل حفظها، فحينما سمعوا بالنبأ، وهو أن محمدا (صلى الله عليه وآله) يتعرض لأموالهم، خرجوا إليه مسرعين نحو المدينة.
وكان أبو سفيان يتولى رئاسة القافلة التجارية، فتنكب بها عن الطريق حتى سيّرها على ساحل البحر الأحمر بعيدا عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعن سريته المسلحة، وأنقذها بذلك من سيطرة واستيلاء المسلمين عليها.
وأما كفّار قريش فإنهم ساروا إلى جهة المدينة. ومع أنهم سمعوا بنجاة القافلة التجارية، فإنهم لم يسمحوا لأنفسهم بالرجوع إلى مكة إلاّ بعد إبادة المسلمين وكسر شوكتهم.
وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله) لايزال في طريقه إلى مكة - وهو يطلب عير قريش - وقريش في طريقها إلى المدينة تريد إبادة المسلمين، فالتقيا على ماء كان يسمى ببدر ولم يكن النبيُّ (صلى الله عليه وآله) قد استعد للحرب، بل كما سبق كان هدفه الاستيلاء على أموال التجارة القرشية. ومع ذلك فإنه رأى رجوعه إلى المدينة انهزاماً، ولم يسمح لنفسه بذلك حتى لايدبَّ الطمع في قلوب الكفّار بالقضاء على المسلمين.
وكانت هذه أول حرب يخوضها المسلمون وكانت في السنة الثانية من الهجرة، وكان عدد الكفار يتجاوز تسعمائة وخمسين رجلا، بينما لم يكن عدد المسلمين يبلغ أكثر من ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ومع كل ذلك فقد ربحها المسلمون وألحقوا خسارات فادحة بأعدائهم وهزموهم بإذن الله.
لقد كان التكتيك الحربي في الجزيرة العربية لايعدو عن مقابلة الفرد بالفرد في مشهد ينظر إليه الفريقان، حتى إذا قتل الأبطال، هاجم الفرد، أو الجبهة - الجبهة المعادية - حتى ينهزم أحد الفريقين.
بيد أن النبيَّ (صلى الله عليه وآله) اتبع في حرب بدر طريقة جديدة حيث شكَّل مثلثاتٍ حربيةً فريدةً من نوعها. وذلك بأن أمر باصطفاف المسلمين على شكل مثلث كبير على شرط أن يكون ظهر كل فرد داخل المثلث - أي إلى سائر أفراد المثلث - ووجهه إلى الخارج - أي إلى الكفار -.
ولقد نصره الله بجنودٍ من الملائكة أنزلهم لِنُصرة نبيَّه (صلى الله عليه و آله) فانهزم الكفّار بعدما قُتل أبطالهم على يد الإمام علي بن أبي طالب (ع). وانجلت الحرب عن سبعين قتيلاً من الكفّار أكثرهم من رؤسائهم وأبطالهم، وأربعة عشر شهيداً من المسلمين، ثمانية منهم من الانصار، وستة من المهاجرين.
وهذه الحرب الدامية فتحت باب الحروب بوجه النبي (صلى الله عليه و آله)، الذي تصدى لها ببسالة وصمود.. فجعلت قريشا موتورة بقتلاها، وطالبة لثاراتها ؛ كما جعلت المسلمين مؤمنين بنصر الله لهم وقدرتهم على صد كلَّ هجومٍ مسلَّح من أيِّ طراز كان.
وهذه الحرب دعت قريشاً إلى حبك المؤامرات الكائدة للنبيِّ (صلى الله عليه و آله). فقد أرسلت ببعض أبطالها إلى المدينة خفية للغدر بالنبي وقتله. بيد أن الله تعالى فضحه. فلما جيء به إلى النبي (صلى الله عليه و آله) وتكلم النبي معه وأخبره بالمؤامرة تفصيلاً اسلم الرجل الذي كان يدعى " عمير بن وهب " وذهب إلى مكة داعياً للإسلام متحمساً نشيطاً.
وهكذا فشلت هذه المؤامرة الماكرة.
غزوة السويق
ثم قامت قريش بمحاولة فاشلة أخرى، إذ خرجوا وهم مائتا نفر يقودهم أبو سفيان، وأغاروا على المدينة ليلاً فقتلوا رجلَين. فلما لحقهم المسلمون بقيادة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ولَّوا هاربين، وخلفوا بعض أمتعتهم ليخففوا عن أنفسهم في السير.. وتسمى هذه الغزوة ب " السُّوَيق " حيث إن المسلمين غنموا من السويق ما كان زاداً للكفار.
غزوة أُحُد
وأخذ أبو سفيان قيادة قريش هذه المرة، إذ نصب لواء الكفر وحشد تحته خمسة آلاف رجل مقاتل، وزحف نحو المدينة. فلما بلغ جبل أُحُد على بعد كيلو مترات من المدينة، تصدّى له الرسول (صلى الله عليه و آله) بجيش لم يتجاوز عدده ستمائة محارب. ووضع النبيُّ خطة حربية باهرة، إذ اتَّخذ من الجبل ظهراً للجيش، وجعل على ثغور الجبل الذي وراءَه سريّة برئاسة " عبد الله " وأمرهم بأن لايغادروا موقعهم الحربي الخطير مهما كان الأمر، غلب المسلمون أو غُلِبوا، ثم أمر المسلمين بالهجوم الموحد على الكفار.
والكفار الذين لم يكونوا يعرفون نظام الهجوم الموحّد لأنهم لم يروه من ذي قبل انهزموا بعد ساعات من الاشتباك الدامي، فاستولى المسلمون على امتعتهم - فرأى أهل الثغور خلف المسلمين فوق جبل اُحُد رأى هؤلاء ان اخوانهم - في تقدم باهر وفي جمع الغنائم فنزلوا عن الموقع الخطير واشتركوا في جمع الغنائم. وكلما ناشدهم قائدهم عبد الله بالبقاء لم يقبلوا منه، وحينما رأى الكفَّار ذلك داروا من خلف الجيش الإسلامي، وهجموا على ما بقي من أصحاب عبد الله - صاحب الثغر - بقيادة خالد بن الوليد وكان في جيش قريش، وقتلوهم وهجموا على المسلمين من ورائهم ونادوا بالكفار المنهزمين ليرجعوا. فأحاط جيش قريش بالجيش الإسلامي، وهرب القسم الأكبر من المسلمين. بيد أن الذين بقوا مع النبيِّ والإمام علي عليهما الصلاة والسلام وطائفة أخرى من المسلمين المخلصين، ربحوا الموقف. وأخيراً قتل الإمام عشرة أفراد من حاملي ألوية الكفار حتى وقع لوائهم وانهزموا راجعين..
وبعد ذلك غنم المسلمون غنائم كثيرة.. مع أنهم خسروا خسارات باهظة، مثل قتل حمزة بن عبد المطلب الشجاع البطل والقائد الثالث للقوات الإسلامية بعد النبيِّ والإمام عليّ، والذي سمَّاه النبيُّ (صلى الله عليه و آله) " بسيد الشهداء ".
وجمع أبو سفيان فلول جيشه وعسكر في بعض المواقع بين مكة والمدينة. فخرج الرسول (صلى الله عليه و آله) إلى الروحاء مع كل ما لحقه من خسارات الحرب الباهظة، وكل ما أضر باصحابه من متاعبها ومصاعبها. وحينما وصل إليه هابه ابو سفيان وفرَّ هارباً إلى مكة.
وكان خروج النبي هذا كسباً للموقف بعد خسارته، وإرجاعاً لمكانة الجيش الإسلامي في نفوس أعدائه بعد زوالها.
غزوة الأحزاب
ثم بعد مدة جمع أبو سفيان ألف مقاتل وزحف بهم إلى المدينة، فلما سمع النبيُّ (صلى الله عليه و آله) بخبره خرج حتى بلغ بدراً ولكن الكفار لما سمعوا بذلك ولَّوا هاربين ولم يبق من أمر كفار قريش مع النبيِّ إلاّ غزوة واحدة فقط، وهي غزوة الخندق التي اشترك فيها قريش وغيرها.
وقاد هذه الغزوة ابو سفيان بوصفه قائداً للقوات العربية في مكة، حيث جمع قريشاً والأعراب وتحالفوا مع بعض اليهود في المدينة، وجاؤوا إلى إبادة المسلمين.
والحروب التي خاضها المسلمون في حياة النبيِّ (صلى الله عليه و آله) كانت تنقسم إلى ثلاثة أنواع:
الأول: الذي كان بينهم وبين قريش.
والثاني: الذي كان بينهم وبين اليهود الساكنين في حصون اليهود حول المدينة.
والثالث: الذي كان بينهم وبين سائر الأعراب الذين تصدوا لمنع تقدُّم الإسلام، ووقفوا أمام انتشاره.
وقد اجتمعت الحروب بأنواعها الثلاثة في غزوة الخندق. ولذلك سميت ب " الأحزاب " أيضا، حيث تحالفت قريش مع " بني سليم " و " أسد " و " فزارة " و " أشجع " و غطفان " ومع " بني قريظة ". وبعض يهود المدينة تحالفوا جميعا على محاربة النبيّ (صلى الله عليه و آله).
وحينئذٍ تمَّ رأي المسلمين على أن يبقوا في المدينة، ويحفروا بينهم وبين الأحزاب خندقاً عميقاً وعريضاً.
وجاءت الجيوش المعادية كالسيل الهادر يملأ السهل والجبل، فرأوا الخندق فقالوا: هذه حيلة جديدة. وجاء شجعانهم، وهما: " عمرو بن عبد ودّ، وعكرمة بن أبي جهل " واقتحما الخندق حتى توسَّطا بينه وبين المسلمين.. فأخذا يطلبان المبارزة فتقدم الإمام علي بن ابي طالب (ع) إلى أشجع العرب في زمانه عمرو بن عبد ود فقتله. وبموته ساد الرعب في صفوف الكفار. وتبادل الفريقان المُراماة بالسهام. وبقيت الجيوش الكافرة أكثر من عشرين يوما، ثم رجعوا على أعقابهم خائبين بعدما كلفهم الأمر خسائر معنوية ومادية كثيرة.
وشاع في الجزيرة العربية خبر صمود المسلمين أمام القوى مهما تضاعفت وتجمَّعت. فهذا جيش الإسلام لم يتجاوز عدده ثلاثة آلاف، بينما الكفار كانوا عشرة آلاف. ومع ذلك كان النصر للإسلام.
وبغزوة الخندق انتهت السلسلة الكبرى من حروب النبيِّ (صلى الله عليه و آله) مع قريش. ولم يخض النبي بعدها أيَّة معركة، إلاّ فتح مكة التي لم تكن حرباً في الواقع بل كانت انتصاراً وغلبة نهائية للمسلمين على الكفار.
وبقيت هناك سلسلتان من الحروب الإسلامية.
الأولى: حروب المسلمين مع اليهود.
والثانية: حروبهم مع القبائل العربية الأخرى.
حروب المسلمين مع اليهود
أما حروب المسلمين مع اليهود فَتُوجَزُ بما يلي: اليهود كانوا أحجاراً ناتئة ناشزة وضعت في الجزيرة العربية لترد ما لحقهم من سيوف الملوك والسلاطين. وكانت الأكثرية الساحقة منهم يسكن في المدينة، وهم بنو قينقاع وبنو النضير، وبنو قريظة ويهود خيبر، ويهود فدك، ويهود وادي قرن، ويهود تيماء.
فأما بنو قينقاع فقد كانت قبيلة مهنية تستولي على صياغة الجزيرة.. وقد ذهبت امرأة من المسلمين عند أحد الصاغة منهم فراودها ليكشف عن وجهها فأبت فعمد اليهودي إلى طرف ثوب المرأة فعقده إلى ظهرها من حيث لم تعلم المرأة بذلك. فلما قامت انكشفت سوأتها فضحك اليهودي منها، فصاحت تستصرخ المسلمين. فوثب أحد المسلمين وقتل اليهودي، فاجتمع اليهود وقتلوا ذلك المسلم.
ثم احتدم النزاع بين المسلمين واليهود. وجاء النبيُّ (صلى الله عليه و آله) إلى اليهود ينصحهم بالدخول إلى الإسلام وقبول نُظمه المقدسة، فاستهزأوا به، وطلبوا النزال. فذهب الرسول إلى حصونهم وحاصرهم خمسة عشر يوما فانتهى إلى الصلح مع النبيِّ بالخروج عن المدينة مع أموالهم وذراريهم وخلفوا تركاتهم وأمتعتهم لتكون للمسلمين ففعلوا ذلك وذهبوا إلى أطراف الشام.
واما بنو النضير، فقد كانت قبيلة ثريّة تعطي أموالها قرضاً للناس، فذهب النبيُّ (صلى الله عليه و آله) إليها يطلب منها القرض. فأرادوا اغتياله، حيث أصرُّوا عليه بالدخول إلى دورهم فأبى ذلك، واتكأ على الحائط فأرادوا القاء حجر الدفن على رأسه من فوقه. فتنحى عنه، ورجع إلى المدينة قبل أن يقترض منهم، وارسل إليهم أن اخرجوا من دياري حيث نقضتم ميثاقي. وقد أجَّلتكم عشرة ايام. فأخبروا النبيَّ (صلى الله عليه و آله) بأنهم لن يخرجوا فليفعل ما شاء.
فخرج النبي (صلى الله عليه و آله) إليهم، وحاصرهم وهدم مساكنهم فأخذوا يتنقلون من حصن إلى حصن. حتى ضاق عليهم الأمر فطلبوا من النبيِّ (صلى الله عليه و آله) أن يخرجوا بأثقالهم عن المدينة، فلم يقبل منهم. فخرجوا وخلَّفوا أموالهم غنائم للمسلمين.
أما بنو قريظة فإنهم كانوا حلفاء للاوس، ثم أصبحوا معاهدين مع الرسول (صلى الله عليه وآله). ولكنهم انضموا إلى الأحزاب في غزوة الخندق.. فبعد انتهاء الغزوة بانتصار المسلمين أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) الجيش بالمسير إلى بني قريظة. فجاؤوا حتى حاصروهم مدة خمسة وعشرين يوما. ثم أراد الإمام أمير المؤمنين (ع) أن يقتحم حصونهم. فنزلوا على حكم رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فأمر بهم فأُوثقوا. ثم جاء إليه بعض الأوس يستشفعونه في أمرهم فقال لهم: الا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا بلى. فاختاروا سيّدهم " سعد بن معاذ " فلما جاء سعد حكم فيهم بحكم التوراة (الكتاب المقدس الذي يتبعونه) بأن يقتل رجالهم، ويسبي نساءهم، ففعل ذلك بهم.
وفي السنة السابعة من الهجرة حيث تم صلح الحُديبية فكّر النبيُّ (صلى الله عليه و آله) في محاربة يهود خيبر الذين كانوا يكثرون الضغط على المسلمين ويعاونون أعداءهم عليهم دائما. فلما سار إليهم الجيش كان لهم حصون سبعة كلها منيعة أشد ما تكون المنعة. فحاصروا الحصون مدةً مديدة.. حتى ضاق اليهود ذرعاً بالحصار. بيد أنهم قاوموا حتى فتح المسلمون تحت قيادة الإمام علي بن أبي طالب (ع) حصونهم واحداً تلو الآخر، وقتل الإمامُ أشجعَ أبطالهم " مرحب " وقلع الباب الكبير الذي كان يعجز عنه أربعون فارساً ورمى به بعيدا. وانتهت المعركة بقتل مائة من اليهود، واستشهاد سبعة عشر من المسلمين. وقد غنم المسملون الشيء الكثير من المال والسلاح والأسرى.
وبعد هذه الغزوة لم يبق لليهود شأن يذكر في الجزيرة العربية فقد أصبحوا - بعدها - عبيداً بينما كانوا قبلها اسياداً.
ولذلك فإن يهود فدك ويهود تيماء رضوا بأن تكون أراضيهم للرسول (صلى الله عليه و آله) ويعملوا فيها على أن تكون الغلة بينهما نصفين.
وكانت طائفة من اليهود في وادي قرن لم يستسلموا للنبيّ (صلى الله عليه و آله) فذهب الرسول إليهم، ونازلهم وحاربهم حتى قبلوا أن يكونوا مثل إخوانهم..
حروب المسلمين مع سائر العرب
أما حروبهم مع سائر العرب فهي كما يلي:
1- بنو سليم ذهب إليهم الرسول (صلى الله عليه و آله) بعد تجمعهم لمحاربته في موضع كان يسمى بـ " الكدر " ولكنهم تفرّقوا خوفاً منه (صلى الله عليه وآله).
2- " بنو ثعلبة " و " محارب " اجتمعوا تحت قيادة رجل كان يدعى ب " دعثور " في واحة غطفان في أطراف نجد، فرحل إليهم النبي (صلى الله عليه وآله) وقبل أن يحاربهم اتَّفق أنه (صلى الله عليه وآله) اضطجع على تلّ فعرف بذلك دعثور قائد الجبهة المعادية فجاء إليه. ووقف على رأسه شاهراً سفيه وقال من يمنعك مني ؟. فقال النبي: " الله ". وفيما أراد دعثور إنزال سيفه دفعه جبرائيل فوقع بجانب التل، فوثب النبيُّ (صلى الله عليه و آله) وأخذ سيفه ووقف عليه وقال: من يمنعك مني ؟. فقال: عفوك. فعفا عنه النبي (صلى الله عليه و آله) وأسلم، ودعا قومه إلى الإسلام ولم تقع محاربة قط.
3- بنو سليم ايضاً أرادوا الحرب فخرج إليهم النبي (صلى الله عليه وآله) فولَّوا هاربين قبل ان يلحقهم.
4- بنو ثعلبة ومحارب، وبنو غطفان أيضاً، اجتمعوا للحرب في نجد، فلحقهم الرسول (صلى الله عليه و آله) ففرُّوا من وجهه قبل النزال وخلّفوا نساءهم وأموالهم غنيمةً للمسلمين.
5- البدو في دومة الجندل. وكانت هذه المنطقة قرب الشام، وكانت هذه القبيلة قد عاشت على السلب والنهب مما قَوَّض الأمن والاستقرار ؛ فذهب النبيُّ (صلى الله عليه وآله) لتأديبهم بيد أنهم فرّوا هاربين قبل بلوغ النبي (صلى الله عليه وآله) إلى هناك.
6- ومن هذه الحروب الحرب التي قامت بين المسلمين وبين الكفار في مؤتة.. وانتهت بغلبة المسلمين بعد تحملهم خسارات فادحة. ولكن هذه الحرب لم تكن تختص بالنبي مباشرة، ولذلك فإنا نُعرض عن ذكرها كما نُعرض عن ذكر سائر الغزوات التي قام بها الجيش الإسلامي دون أن يشترك فيها النبيّ (صلى الله عليه وآله). ونعطف إلى ماهو المهمّ من أعماله (صلى الله عليه و آله) في الحقلَين السياسي والديني.