البث المباشر

شرح فقرة: "آيباً عائداً، راجعاً إلى زيارتكما..."

السبت 9 إبريل 2022 - 15:52 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "آيباً عائداً، راجعاً إلى زيارتكما..."

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 47

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـدعاء (علقمة او صفوان)، وقد حدثناك عن القسم الخاص بمخاطبة الامامين علي والحسين عليهم السلام بصفة ان الدعاء قد وظف لقراءته بعد زيارتهما عليهم السلام، وقد ورد في هذا القسم من الدعاء هذا الخطاب (انقلبت يا سيدي عنكما) الى ان يقول (آيباً عائداً راجعاً الى زيارتكم)، وقد واعدناك بان نحدثك عن النكات الواردة في هذا النص، وهو النص الذي خاطب الامامين عليهم السلام بان قارئ الدعاء سوف يغادرهما، ولكن سيكون (آيباً، عائداً راجعاً اليهما)، ان النكتة هنا هي ما هو الفارق بين العودة والرجوع والاياب؟ وفي حينه قلنا ان العود معناه المجيء غير المسبوق، والرجوع هو المجيء الاخر والاوب هو المنقلب الى المكان ونستهدف الان تحليل هذه النكات الكامنة وراء التكرار للثلاث عبارات تتمحور حول دلالة مشتركة هي استئناف الزيارة للامامين عليهم السلام، فما هي الاسرار وراء ذلك؟

قلنا ان قارئ الدعاء والزائر يتعامل مع الله تعالى، ومع المزور عليه السلام، فلابد ان يراعي ادب الكلام بحيث يفقه ماينطق به من الكلمات والسؤال من جديد ماذا يستلهم قارئ الدعاء والزيارة من الالفاظ القائلة بانه لا يتقطع عن الزيارة بل يوؤب ويرجع ويعود أي ما هو الفارق بين كونه عائد او كونه راجعاً وكونه آيباً؟

الجواب هو: ان كلمة الاياب هي مطلق التكرار للزيارة سواء أكان الزائر مسبوقاً بمثلها او غير مسبوق والنكتة هي ان قارئ الدعاء يتوسل بالله تعالى بان يجعله موفقاً للزيارة في المستقبل، وبعد ان يتم له التوفيق للزيارة حينئذ يتوسل قارئ الدعاء بان يوفقه الله تعالى الى العودة أي الى زيارة هي جديدة عليه لان العودة معناها المجيء غير المسبوق بمثله، وهذا يعني تجديد الزيارة مقرونة بما هو جديد على الزائر، غير مقرون بالملل ونحوه، ثم بعد ذلك يتوسل قارئ الدعاء بان يوفقه الله تعالى بعد جديد زيارته بزيارة اخرى متكررة لما سبقها من الزيارات، مما يعني في النهاية ان قارئ الدعاء سوف لن ينقطع ابداً عن الزيارة بحيث تصبح لديه جديدة غير مقترنة بالملل ومتكررة طيلة حياته.

اذن ادركنا جانباً من النكات الكامنة وراء التكرار لثلاث عبارات يخيل للبعض بانها مترادفة في المعنى ولكنها ليست كما يتصور بل مشفوعة بنكات تعبر عن ادق عواطف قارئ الدعاء وتشوقه واستمراريته وتجدده للزيارة.

ثمة مواقع اخرى وردت بدورها متكررة المعنى بحسب الظاهر ولكن ليس كذلك منها توسل قارئ الدعاء بان لا يجعله الله تعالى آيساً ولا قانطاً من اجابة دعائه.

هنا نحسبك متسائلاً من جديد قائلاً ما الفارق بين اليأس وبين القنوط؟ الا يستعملان لمعنى واحد؟ الجواب كلا ... كيف ذلك؟

اليأس هو مطلق الاحباط او تلاشي الامل اما القنوط فهو يأس واحباط بدوره ولكنه هو يأس من الخير وهو اليأس الاشد وفي ضوء هذه الفارقية ماذا يمكنك ان تستخلص مما تقدم؟

الاستخلاص هو انك عندما تدعو الله تعالى الا يؤسك من زيارة الامامين عليهم السلام او من دعائك ونحوه فمعناه هو الا يجعلك خائباً من حصولك على ما تتطلع اليه واما القنوط فمعناه اليأس الاشد، وهذا يعني ان قارئ الدعاء يتوسل بالا يصبح محبطاً في آماله سواء اكان الاحباط عادياً او شديداً أي انه في الحالات جميعاً يطلب من الله تعالى تحقيق امله، بمعنى ان استجابة دعائه او استئناف زيارته للامامين عليهم السلام، تتحقق في الحالات جميعاً.

اذن كم يعبر هذا النمط من الفارقية بين اليأس وبين القنوط عن عواطف متفجرة في اعماق قارئ الدعاء!!

ثمة مورد ثالث في ختام الدعاء المتقدم وهو العبارة او الفقرة المتوسلة بالله تعالى بالا يخيب قارئ الدعاء من رجائه وامله تقول الفقرة لا خيبني الله مما رجوت وما املت، والسؤال هو ما الفارق بين الرجاء وبين الامل؟

الجواب هو: الرجاء هو توقع حصول الشيء عادة اما الامل فهو التوقع البعيد لحصول الشيء والمعنى او النكتة هي ان قارئ الدعاء يتطلع الى تحقيق هدفه في الحالات جميعاً سواء أكان ما يطلبه سهلاً او صعباً انه يتطلع الى الله تعالى في تحقيق هدفه في الحالات جميعاً.

اذن كم هي بلاغة هذه العبارات المفصحة عن اشد الثقة او اليقين بالله تعالى؟

بهذا نختتم حديثنا عن الدعاء المذكور على ان نحدثك ان شاء الله تعالى عن ادعية اخرى في لقاءات مقبلة.

في الختام نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة وظيفتنا العبادية وان نتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة