بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيد الكونين ومولى الثقلين سيدنا ومولانا ابي القاسم محمد وعلى آل بيته سفن النجاة ومصابيح الهدى في الهلكات.
مستمعينا الاعزاء: سلام من الله عليكم واهلا بكم في حلقة اخرى وجديدة من سلسلة حلقات برنامج: نهج الحياة حيث لانزال في رحاب سورة النور المباركة، وقد مر عليكم تفسير موجز لاربعين آية منها.
واليوم نقدم تفسيرا لآيات نيرة اخرى، ونبدا بالآيتين الحادية والاربعين والثانية والاربعين:
وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَـٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّـهُ رَسُولًا ﴿٤١﴾
إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا ۚ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٢﴾
احباء القرآن بعث الباري تعالى سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم رسولاً للناس كافة وانزل على صدره الكريم القرآن الحكيم فيه تبيان كل شيء.
كانت مكة المكرمة في بدايات القرن السابع الميلادي مهد رسالة الاسلام.
لكن اهل مكة الا القليل منهم لم يدخلوا في الاسلام وكانوا يواجهون منطق الرسالة بالاستهزاء ذلك ان الجاهلية عشعشت في نفوسهم واعمت ابصارهم فرفضوا دعوة خاتم المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم بذريعة انه فقير ويتيم، وكان كفار مكة قد ساروا على طريق آبائهم واجدادهم اذ عبدوا الاصنام دون الله سبحانه. وكانوا يرون ان الحق معهم وما هو كذلك. ذلك بانهم كانوا يغطون في الباطل والضلال والغواية.
والدروس الماخوذة من هذا النص هي:
- ان الذين لايقولون على مواجهة المنطق السليم، يلجأون الى السخرية والاستهزاء.
- ان منشا الكفر في احيان ليس الجهل لوحده بل الفساد والغرور.
- ينبغي على الانسان ان يستقيم في طريق العقل وان يخلع عن نفسه اثواب الباطل الرثة.
ولنستمع الآن ايها الاكارم الى تلاوة الآية الثالثة والاربعين من سورة الفرقان المباركة:
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴿٤٣﴾
تخاطب هذه الآية الشريفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتبين ان المشركين لايقبلون الاسلام لانه يتعارض مع ما عندهم من هوى النفس.
نعم ان المشركين قد استسلموا للشهوات والغرائز ولم يسيروا في طريق الحق فكان ان انكروا الاسلام لانه منهج الحق والحقيقة والرشاد والفضيلة.
ولنرى ما في هذا النص من دروس، اجل انها ثلاثة كالتالي:
- ان جذور الكفر قابعة في هوى النفس.
- ان فطرة الانسان تدعوه الى الايمان. لكن في احيان يتنكر الانسان لفطرته.
- قيمة الايمان في كونه اختياراً لا اجباراً.
ويقول تعالى في الآية الرابعة والاربعين من سورة الفرقان الشريفة:
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾
في الآية الكريمة مواساة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وللمؤمنين من ان السائرين في طريق الايمان قد يكونون قلة وان لا داعي للأسف على من كفر اصر على كفره وغيه. اذ مثل هؤلاء خالفوا فطرتهم وعارضوا عقولهم وساروا وراء هوى نفوسهم.
نعم ان الكفار كما يعبر القرآن الكريم هم كالانعام بل هم اضل سبيلاً.
وياويل للناس ان صاروا كالانعام او اوطأ فالحيوانات لاعقل لها الا ان الانسان لهو عقل وشعور، وحين مايبتعد عن عقله لايرى قباله سوى الظلام يتخبط فيه. والآن لنرى ما في النص من دروس حيث لنا ايجازها في النقاط الثلاث التالية:
- ان الله سبحانه وتعالى وهب الانسان العقل فان تنورت نفس الانسان بنور العقل هدي الى الصراط المستقيم.
- الوحي هو حجة الله الظاهرة والعقل هو حجة الله الباطنة.
- ان الهداية تسموا بالانسان في اجواء الكرامة والعزة.
نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا دوماً في سبيل الهداية والرشاد. انه سميع الدعاء.
مستمعينا الافاضل هكذا وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامج: نهج الحياة.
الذي ياتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. حتى اللقاء التالي نستودعكم الله بكرمه ولطفه والسلام خير ختام.