البث المباشر

سعيه –ص– لكشف الضر عن العباد

الأربعاء 15 يناير 2020 - 08:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نبي الرحمة: الحلقة 13

بسم الله والحمد لله الذي هدانا إلى مودة واتباع فاتح الخير والرحمة ونبعها الأعظم حبيبنا النبي الأكرم محمد الهادي المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار.
- السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة.
- وتلكم تحية الإيمان والولاء نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
- من التجليات المباركة لعظيم الرحمة بالعباد في سيرة المبعوث رحمة للعالمين، سعيه – صلى الله عليه وآله – لكشف الضر عنهم، ودعائه ربه الكريم لذلك واستجابة الله لدعائه عبده ورسوله.
- ومصاديق ذلك كثيرة في اليرة المحمدية المعطاء، نختار منها، رواية غراء نقلها علماء ومؤرخي مختلف المذاهب الإسلامية، ننقلها من رواية الشيخ علي بن محمد البغدادي الماوردي، حيث قال في كتاب (الأحكام السلطانية):
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال:( أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَتَيْنَاكَ وَمَا لَنَا بَعِيرٌ يَئِطُّ وَلَا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ ثُمَّ أَنْشَدَهُ يقول :
-

أَتَيْنَاكَ وَالْعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُهَا

وَقَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ عَنْ الطِّفْلِ

وَأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الصَّبِيُّ اسْتِكَانَةً

مِنْ الْجُوعِ ضَعْفًا لَا يُمِرُّ وَلَا يُحْلِي

وَلَيْسَ لَنَا إلَّا إلَيْكَ فِرَارُنَا

وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إلَّا إلَى الرُّسُلِ


- فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وفي رواية إنه – صلى الله عليه وآله – بكى رحمة وشفقة على القوم حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ :
- اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا غَدَقًا مُغِيثًا سَحًّا طَبَقًا غَيْرَ رَائِثٍ يَنْبُتُ بِهِ الزَّرْعُ وَيُمْلَى بِهِ الضَّرْعُ وَتَحْيَا بِهِ الْأَرْضُ بَعْدَ مَوْتِهَا ، وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ .
- وما أسرع ما كانت إستجابة أرحم الراحمين لنبيه الكريم نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – فأنزل غياث المستغيثين غيثه المبارك، واستجاب تبارك وتعالى ثانية لدعاء نبي الرحمة وهو يطلب أن ينزل المطر على الأطراف لكي تنبت الأرض زرعها البهيج وتخرج بركاتها دون أن يتأذى الناس من المطر، جاء في تتمة الرواية:
- فَمَا اسْتَتَمَّ - صلى الله عليه وآله - الدُّعَاءَ حَتَّى أَلْقَتْ السَّمَاءُ بِأَرْوَاقِهَا – أي بمطرها الوفير- فَجَاءَ أَهْلُ الْبِطَانَةِ – أي داخل المدينة - يَصِيحُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْغَرَقُ فَقَالَ : حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا . فَانْجَابَتْ السَّحَابُ عَنْ الْمَدِينَةِ كَالْإِبِلِ.
- فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ :
لِلَّهِ دَرُّ أَبِي طَالِبٍ ، لَوْ كَانَ حَيًّا لَقَرَّتْ عَيْنَاهُ مِنْ الَّذِي يَنْشُدُ شِعْرَهُ ؟ .
- فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ كَأَنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتَ قَوْلَهُ مِنْ الطَّوِيلِ :

وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ

ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ

يَلُوذُ بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ

فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ

كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ نَبْزِي مُحَمَّدًا

وَلَمَّا نُقَاتِلْ دُونَهُ وَنُنَاضِلْ

وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ

وَنَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَالْحَلَائِلِ


- وكان ذكر النبي الأكرم لعمه العبد الصالح أبي طالب سلام الله عليه من جميل عرفانه وتقديره – صلى الله عليه وآله – لجميل هذا الولي الإبراهيمي العارف على دعوته ونصرته له، وتذكيراً للمسلمين بصدق إيمانه عليه السلام، وكأنه – صلى الله عليه وآله – يتم الحجة على المسلمين لكي يرفضوا الإفتراءات التي سيروجها ضد هذا العبد الصالح طواغيت بني أمية وأشياعهم بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله.
- وقد دعا رسول الله بالخير والبركة لشاعر مؤمن إرتجل أبياتاً في تخليد هذه الواقعة المباركة، فقد جاء في تتمة الرواية:
- فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ كِنَانَةَ فَأَنْشَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُتَقَارَبِ :

لَكَ الْحَمْدُ وَالْحَمْدُ مِمَّنْ شَكَرْ

سُقِينَا بِوَجْهِ النَّبِيِّ الْمَطَرْ

دَعَا اللَّهَ خَالِقَهُ دَعْوَةً

وَأَشْخَصَ مَعَهَا إلَيْهِ الْبَصَرْ

فَلَمْ يَكُ إلَّا كَإِلْقَاءِ الرِّدَاءِ

وَأَسْرَعَ حَتَّى رَأَيْنَا الْمَطَرْ

دِفَاقَ الْعَزَالِي جَمَّ الْبُعَا

قِ أَغَاثَ بِهِ اللَّهُ عَلِيًّا مُضَرْ

وَكَانَ كَمَا قَالَهُ عَمُّهُ

أَبُو طَالِبٍ أَبْيَضَ ذَا غُرَرْ

بِهِ اللَّهُ أَرْسَلَ صَوْبَ الْغَمَا

مِ وَهَذَا الْعِيَانُ وَذَاكَ الْخَبَرْ


- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"إنْ يَكُنْ شَاعِرٌ يُحْسِنُ فَقَدْ أَحْسَنْتَ
- وجاء في رواية الشيخ المفيد في كتاب الأمالي أنه – صلى الله عليه وآله – قال للرجل: بوأك الله يا كناني بكل بيت قلته بيتاً في الجنة.
- زاد الله علينا وعليكم مستمعينا الأكارم بركات مودة نبي الرحمة وإتباعه صلوات الله عليه وآله.
- اللهم آمين، وبهذا نختم حلقة اليوم من برنامجكم (نبي الرحمة) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- شكراً لكم ودمتم في أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة