من الوقائع التي حدثت في اليوم التاسع من شهر رمضان المبارك:
1. مولد نبي الله يحيى بن زكريا عليهما السلام.
2. مولد العذراء مريم بنت عمران عليهما السلام (في قول).
3. مولد الامام الجواد التقي عليه السلام مساء هذا اليوم (في قول).
وُلِدَ النبي يحيى عليه السلام على خرق العادة، فقد كان أبوه زكريا النجار شيخاً فانياً كما وصفه نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت امه عاقراً فرزقهما الله يحيى وهما آيسان من الولد بعدما دعا ربه: «رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ»، فبشره الباري تعالى: «يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا»، «يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا».
واخذ يحيى عليه السلام بالرشد والعبادة والزهد في صغره وآتاه الحكم صبيا، وقد تجرد للتنسك والزهد فما ألهاه شيء من ملاذ الدنيا.
وقد حكى لنا نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن يحيى فقال: رحم الله أخي يحيا، حين دعاه الصبيان الى اللعب وهو صغير فقال: أَ لِلّعب خُلِقت؟!
كان يحيى عليه السلام معاصراً لعيسى بن مريم عليه السلام وصدق نبوته، وكان سيداً في قومه تحنّ اليه القلوب وتميل اليه النفوس، ويجتمع اليه الناس فيعظهم ويدعوهم الى التوبة، ويأمرهم بالتقوى حتى استشهد عليه السلام.
قال الرضا علي بن موسى صلوات ربي وصلوات المصلين عليه: ان أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة واهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا.
وقد سلّم الله عزوجل على يحيى عليه السلام في هذه المواطن الثلاثة وآمن روعته فقال: «وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا» وقد سلّم عيسى بن مريم على نفسه في هذه المواطن فقال: «وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا».
وقال يحيى عليه السلام لعيسى بن مريم عليه السلام: أنت روح الله وكلمته وأنت خير مني.
فقال عيسى: بل أنت خير مني، سلّم الله عليك وسلّمت على نفسي.
وبمناسبة شهر الصيام نذكر لكم هذه القصة التي تحاور فيها يحيى عليه السلام مع الشيطان كما يرويها لنا امامنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فيقول:
في حديث ليحيى عليه السلام مع الشيطان:
فقال يحيى عليه السلام: فهل ظفرت بي ساعة قط؟
قال: لا، ولكن فيك خصلة تعجبني.
قال يحيى: فما هي؟
قال: أنت رجل اكول فأذا أفطرت أكلت وبشمت (والبشم: التخمة على الدّسم) فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل.
قال يحيى عليه السلام: فاني أُعطي الله عهداً أني لا اشبع من الطعام حتى ألقاه.
قال له ابليس: وأنا اُعطي الله عهداً اني لا انصح مسلما حتى ألقاه، ثم خرج فما عاد اليه بعد ذلك.
وهناك أوجه شبه، بين يحيى والامام الحسين بن علي عليهما السلام، منها ان يحيى شابه الحسين عليه السلام بالشهادة فقُطع رأسه واُهدي الى بغيٍّ من بغايا بني اسرائيل.