السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله، مرة أخرى نلتقيكم بتوفيق الله ونحن نقدّم لكم مديحة أخرى لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهي من قصيدة مؤثرة للعالم الأديب ابي الغارات رزيك بن طلائع الملقب بالملك الصالح، المتوفى سنة ست وخمسين بعد الخمسمائة للهجرة المباركة. قال رحمه الله مادحاً الوصي ومحتجاً على مخالفيه:
ما جرّدت من علي ذا الفقار يدٌ
إلا وأغمده في هامة البطل
لم يقترب يوم حرب للكميّ به
إلا وقرّب منه مدّة الأجل
قد صاب في رأس عمرو العامريّ وفي
يافوخ مرحب صوب العارض الهطل
وفي مواقف لا يحصى لها عددٌ
ما كان فيها برعديد ولا نكل
كم كربة لاخيه المصطفى فرجت
به وكان رهين الحادث الجلل
كم بين من كان قد سنّ الهروب ومن
في الحرب إن زالت الأجبال لم يزل
في هل أتى بين الرحمن رتبته
في جوده فتمسك يا أخي بهل
علي قال اسألوني كي أبين لكم
علمي وغير عليّ ذاك لم يقل
إن كان قد أنكر الحسّاد رتبته
فقد أقرّ له بالحق كلّ ولي
وفي الغدير له الفضل الشهير بما
نصّ النبيّ له في مجمع حفل
ومن يغطي نهار الحق منه فما
غنى بهارون فيه ضارب المثل
فإن زللت قديماً أو جهلت فقد
أزال ما كان من جهلي ومن زللي
فحبّه قد محا عني الذنوب ولو
كانت ذنوبي ملء السهل والجبل
يا لائمي العروة الوثقى امتسكت بها
أعيت عليّ وضاقت أوجه الحيل
أما عليّ علت رجلاه كاهل خير
الخلق حتى أزال العزّ عن هبل
أما عليّ له العلم المصون به
قد حليت هذه الدنيا من العطل
أما عليٌ له الإيثار والكرم المحض
الذي فاق أهل الاعصر الأول
ومن سوى حيدر ردّت ذكاء له
من بعد ما جنحت ميلاً إلى الطفل
كانت هذه اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران أبياتاً من لامية بليغة في مدح أمير المؤمنين علي عليه السلام من إنشاء الشاعر الفارس والعالم الأديب رزيك بن طلائع رحمه الله، شكراً لكم عن طيب الإصغاء والى لقاء مقبل من برنامج من المدائح العلوية، نستودعكم الله والسلام عليكم.