بسم الله وله خالص الحمد حمد الشاكرين له في كل الاحوال وأزكي الصلوات الناميات والتحيات المتواترات علي مجاري الألطاف الالهية أهل بيت الرحمة الأبرار محمد المختار و آله الأطهار.
من الصور المؤثرة التي يشتمل ديوان الشعر الحسيني هي المرتبطة ببيان ما جري علي عيالات رسول الله (صلي الله عليه وآله) في سيرة السبي الأموي بعد واقعة كربلاء الملحمية المفجعة ومن غرر القصائد في هذا المجال قصيدة لأحد أدباء الولاء المعاصرين تختص في بدايتها بتصوير بليغ لحال مولاتنا بضعة الحسين السيدة رقية (سلام الله عليها) في طريق السبي ثم تنتقل تحت عنوان (العروس الأسيرة) لتصور جانباً من مأساة عروس القاسم بن الحسن (عليهما السلام).
نبدأ بالمقطوعة الأولي وعنوانها في طريق السبي حيث يتحدث الأديب الولائي عن حال السيدة رقية بنت الحسين (عليهما السلام) في مسيرة السبي قائلاً:
أين أقدام صغيراتٌ رقيقاتٌ
من المشيِ حفاءً وعرِيّه
في رمالٍ بالصحاري حارقاتٍ
وصخورٍ ناتئاتٍ إبَرِيّه؟!
تعثر الأقدامُ بالشوك فتدمي
وإذا سوطٌ علي متن الصبيّة!
ومتي من ألمٍ زادَ بُكاها
لدغت أسواطُهم لدغةَ حية
واذا ما قمرُ الرأس المُدمّي
لمحتهُ فوق أرماح أميّه
مدّتِ الأيدي صغيراتٍ
نحيلاتٍ بأشواقٍ وشهقاتٍ رجيّه
فاستدارالرأسُ عنها باعتذارٍ
ورأت نظرةَ (بابا) العاطفيّة
رمقت دمعةَ حزنٍ لضناها
قطَرَت في وجنة الـ (بابا) الحييّه
ومضي ركب الأساري يقطع
الصحراءَ، في رحلةِ حزنٍ لرقيـّه
كيف تقوي- وهيَ الغضّة عوداً
بسنيها الأربع الثكلي الطريّه
أن تُعاني وهَجَ البيداء في قهرٍ
وضربٍ ونداءاتٍ بذيّه
وهي قلبٌ ملؤه حبٌّ وعطفٌ
وحنانٌ ونسيماتٌ رخيّه؟!
لا تسل عن عطشِ الدرب، ولا عن
جوعهم فيه، وعن عُجفِ المطيّه
لا تَسَل عن عضّةِ القيد، وقد
أبقي حزوزاً دامياتٍ حُفريّه
لا تسَل عن رَشقات الصخرِ، إن
مرّوا بقومٍ أو نواحٍ قرويّه
لا تسل عن أيّ شيءٍ، إنّ أدني
ما لَقَوهُ لوَّع الزهرا الصفيّه
كانت هذه المقطوعة الأولي من قصيدة (في طريق السبي) لأحد أدباء الولاء يصوّر حال عيالات رسول الله (صلي الله عليه وآله) وبالخصوص السيدة رقية بنت الحسين (عليهما السلام) وفي المقطوعة الثانية منها والتي تحمل الرقة التصويرية البليغة واللغة الشعرية ذاتها يصور الأديب الولائي مأساة السيدة سكينة بنت الحسين وهي فاطمة الوسطي عروس القاسم بن الحسن عليهم جميعاً صلوات الله، فيختار لها عنواناً هو (العروس الأسيرة) ويقول:
بينهم كانت عروسٌ، ليلة العُرس
قضتها في (احتفال) الغاضريّه:
زيّنوا الحجلةَ، والحنّاءُ جاءت،
وثياب العرس، والزَّهر الشَّذيّه
وبدا القاسمُ بدراً، فأبوهُ
المجتبي أورثه كلَّ سجيّه
وأتي الشيخ حسينٌ، فجري
عقدُ قران ابنتِه لابن الزكيّه
إنّها كانت وصاةً من أخيهِ
وحسينٌ هو من أجري الوصيّه
آهِ يا ضحوةَ عاشوراءَ، كم قد
شاهَدَت عيناك أسراراً خبيّه!
عُرُسٌ في وسط الملحمة الكبري؟!
به تكمل أطرافُ القضيّة!
كلُّ ما في كربلا فردٌ وفدٌّ
وهو فيها من مجالي الأحديّه
ورأت فاطمُ بنتُ السبطُ عُرساً
مثلما شاءت لها فيه المشيّه:
حجلة العرس لها خيمة قتلي
جُمعت مقطوعةَ الرأس دميّه
وثيابُ الزفّةِ البيضاءُ صارت
من دماء القتل حُمراً قرمزيّه
ليس ما في المعصم الآنَ سواراً
إنّه وشمُ سياطٍ "دُملجيّه"
ما نثارُ الورد والنُّقل الذي يُنثرُ
فوق الرأس في عرس البُنيّه؟
كان ذا النُّقلُ حصاةً شجّت الرأسَ،
وأدمَت جبهة الطهرالنقيّه!
ونثارُ الورد أحجارٌ تهاوَت،
يا لَها رشقةَ وردٍ حجريّه!
أرأيتُم عقدَ عذراءَ حييّه
قد غداً "حفلةَ عُرسٍ" كارثيّه؟!
لا تقُل عن خبر الحنّاء شيئاً
ها هي الآنَ محنّاةٌ جليّه!!
صبغة الحنّآءِ حنّاءٌ، وهذا
واضحٌ تعرفه كلُّ صبيّه
فلماذا فلذةُ الزهرا تُحنّي
- وهي تبكي- أحمرَ اللون قنيّه؟!
إنّ ما حنّي يديها من أبيها
نحرُهُ المذبوح في هذي العشيّه
شهدت هذا، ولكن .. أين نجلُ
العمِّ؟ أين القمر الزاهي العشيّه؟
إنّه الآنَ ذبيحٌ وطريحٌ
بثياب العرس في القتلي الرميّه
من رأي عرساً كهذا؟! وحده
العرسُ لآل الله قد أمسي رزيّه
والصبيّه؟! كتّفوها في السبايا!
يا إلهي! أعروسٌ وسبيّه؟!
كانت هذه قصيدة لأحد أدباء الولاء المعاصرين عنوانها في طريق السبي يصور فيها حال بضعتي سيد الشهداء (عليهم السلام) السيدة رقية والسيدة فاطمة الوسطي سكينة (عليهما السلام).