بسم الله وله الحمد والمجد العدل الحكيم والرؤوف الرحيم وأتم الصلاه وأزكي التسليم علي مصابيح صراطه المستقيم المصطفي الأمين وآله الطاهرين.
علي بركه الله نلتقيكم في حلقه أخري من هذا البرنامج نقرألكم فيها قصيدتين من شعر الولاء لمؤلف كتاب الدرة النجفية في الفقه ومن أبرز تلامذة العلامة السيد بحر العلوم آية الله الشيخ حسين نجف التبريزي (رضوان الله عليه). في القصيدة الأولي نجد إستدلالات علمية متينة وبلغة أدبية علي إمامة الأئمة الإثني عشر وغيبة خاتم الأوصياء المهدي (عجل الله فرجه) أما القصيدة الثانية فهي تفصح عن نفحة من بركات مشاهد العترة المحمدية الطاهرة عليهم جميعاً صلوات الله. قال الفقيه الأديب حسين نجف (رضوان الله عليه):
وأوصي رسول الله في حق آله
بأنهم من بعده لهم الأمر
أئمة حق حجة بعد حجة
وعدتهم أثنان بعدهما عشر
قد أستأصلوا آل النبي وكل من
يودهم أو فيه من ودهم قدر
كان لم يكن أوصي بهم بل كأنما
بقتل جميع الآل قد جاءها الأمر
هم الآية الكبري التي كل من بها
تمسك لم يسأل وإن عظم الوزر
وقد فرض الباري علي الناس ودهم
فود ذوي القربي لجدهم أجر
وفضلهم في محكم الذكر بين
وكم آية فيه لفضلهم ذكر
وكم آية منه تنادي بفضلهم
نداء وعاه العبد في الفضل والحر
وفي تلك أسرار فمنها خفية
ومنها جلي والخبير له خبر
ويظهر دين الحق في الخلق كلهم
وعن كلهم في الأرض ينكشف الضر
تراهم حصيداً خامدين كأنهم
من النخل أعجاز عليها مضي دهر
وذلك لا يشفي الغليل من العدي
نعم ذاك في يوم به الحشر والنشر
فقد صح أن الله ينسي قلوبنا
عظائم لا تنسي ولكن له الأمر
لهذا التخفي مدة بأنقضائها
لنا تسفر الدنيا وذو الدين يستر
فإن ليالي الجور يمحي ظلامها
بشمس نهار العدل يقدمها الفجر
إن العالم الأديب آية الله حسين نجف التبريزي يشير في الأبيات المتقدمة الي ظهور مهدي العترة المحمدية عجل الله فرجه بعد إنقضاء مدة غيبته (عليه السلام). ونبقي مع هذا الأديب الفقيه وقصيدة شوقية لمشاهد العترة المحمدية الطاهرة وبخصوص المشهد العلوي المبارك: يقول (رضوان الله عليه) في هذه القصيدة المفعمة بمشاعر الولاء:
بك العيس قد سارت الي نحو من تهوي
فأضحي بساط الأرض في سيرها يطوي
وتسري بنا والقلب يسري أمامها
وداعي الهوي يحدو بذكر الذي تهوي
وتجري الرياح العاصفات وراءها
تروم لحوق الخطو منها ولا تقوي
تمر كسهم أغرق القوس نزعه
يماثل خطف البرق من سيرها الخطوي
تروح وتغدوا لا تمل من السري
وما سئمت يوماً ولا اتخذت لهوي
وحق لها أن تقطع البيد كلها
وأن تخرق الآفاق تقطعها عدوا
تؤم حمي فيه منازل قد سمت
علوا وتشريفاً علي جنة المأوي
وقد ألفت من عالم الذر ودها
فليس لها عنها أصطبار ولا سلوي
اذا هاج فيها كامن الشوق هزها
فتحسبها من هز أعطافها نشوي
يحن إلي تلك المعاهد قلبها
فقد حل فيها من تحب ومن تهوي
دعاها الهوي إذ كان يعلم ما بها
فجاءت كما شاء الهوي تسرع الخطوي
الي روضة في أرضها تنبت الندي
وأنهارها تجري بها الجود والجدوي
الي بقعة كانت كمكة مقصداً
وأمنا ومثوي حبذا ذلك المثوي
علي حافتيها أينعت دوحة التقي
فما برحت أغصانها تثمر التقوي
الي منهل عذب وأكناف مأمن
به الأمن في الدارين من سائر الاسوا
الي مشهد فيه تري النور ساطعاً
تشاهد فيه الحق كالشمس بل أضوا
إذا أبصر الحق المبين معاند
ولم يستطع كيداً يكف عن الدعوي
الي بلدة طابت وطاب ترابها
وطاب لكل اللائذين بها المثوي
قرأنا لكم في هذا اللقاء من برامج مدائح الأنوار قصيدتين في شعر الولاء الحق للفقيه الأديب آية الله حسين نجف التبريزي من أعلام علماء المسلمين في القرن الهجري الثالث عشر.