بسم الله العلي الأعلي وله الحمد والمجد نورالأرضين والسموات العلي الحي القيوم والصلاة والسلام علي معادن جوده ورحمته وطالع بركاته وحكمته المصطفي الأمين وآله المعصومين.
نلتقيكم في حلقةٍ جديدة من هذا البرنامج ومديحة علوية لأديب ومؤرخ وعالم من المذهب الحنفي وأعلام أدباء العراق في القرن الهجري الرابع عشر صاحب ديوان الباقيات الصالحات الأستاذ عبد الباقي العمري الموصلي.
والمديحة التي إنتخبناها من ديوانه لهذا اللقاء هي تخميس لقصيدة سابقة له في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) وهذه المديحة الغراء:
سربنا لنمحو الاثم أو نغنم الاجرا
لزورة من تمحو زيارته الوزرا
وسارت وقد أرخي علينا الدجا سرّا
بنا من بنات الماء للكوفة الغرّا
سبوح سرت ليلا فسبحان من أسري
تخيرتها دون السفائن مركبا
وأعددتها للسيرشرقا ومغربا
فكانت كمثل الطير ان رمت مطلبا
تمد جناحها من قوادمه الصبا
تروم باكناف الغري لها وكرا
إلي موقف سرنا بغيرتوقف
يزيد بكائي عنده بتلهف
ولما تجارينا بفلك ومدنف
جرت فجري كل إلي خيرموقف
يقول لعينيه قفا نبك من ذكري
ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمي
إلي درة الفخرالتي لن تقوّما
فخضنا إليه البحر والبحر قد طما
وكم غمرة خضنا إليه وإنما
يخوض عباب البحر من يطلب الدرا
إلي مرقد يعلو السماكين منزلا
وقد نال ما نال الضراح من العلا
نسيرولا نلوي عن السير معدلا
نؤم ضريحا ما الضراح وإن علا
بأرفع منه ولا ساكنه قدرا
فزوج ابنة المختار كان غضنفرا
علا وارتضته الطهر من سائر الوري
أتعرف من هذا الذي طال مفخرا
حوي المرتضي سيف القضا أسد الشري
علي الذري بل زوج فاطمة الزهرا
عيون الوري لاحظت منه كنهه
ترد عن التشبيه حسري فينتهوا
وان مقاما لا تري العين شبهه
مقام علي كرّم الله وجهه
مقام علي ردّ عين العلا حسري
ويواصل الأديب عبد الباقي العمري مديحته لأميرالمؤمنين (عليه السلام) قائلاً:
لقد صير الغبراء خضراء قبره
وأشرق فيها في الحقيقة بدره
وقد وافق الاعجاز لله درّه
أثير مع الأفلاك خالف دوره
فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا
أحاط بنا علما فليت سليقة
تفيد علوما عن علاه دقيقة
مجازا وقد جزنا إليه طريقة
أحطنا به وهو المحيط حقيقة
بنا فتعالي ان نحيط به خبرا
فطف في مقام حلّ فيه ولبه
تر العالم الأعلي حفيفا بتربه
فكالمسجد الاقصي وأي تشبه
تطوف من الاملاك طائفة به
فتسجد في محراب جامعه شكرا
فأثني عليه من علا مثل من دنا
وكل بما أثني أجاد وأحسنا
فحزب من الدانين إذ ذاك أعلنا
وحزب من العالين يهتف بالثنا
عليه بوحي كدت أسمعه جهرا
فيوض علوم الله من قدم حوي
فقسم منها ما أفاد وما احتوي
ومن قبل ما يثوي ومن بعد ماثوي
حري بتقسيم الفيوض وما سوي
أبي الحسنين الا حسنين بها أحري
ظللنا وكم جان لديه ومذنب
وذي حاجة منا وصاحب مطلب
نقلب الاجفان تهمي بصيب
ثري منه في الدنيا الثراء لمترب
وللمذنب الجاني الشفاعة في الاخري
خدمنا أمير المؤمنين بموطن
نعفر فيه الوجه قصد تيمن
ويخدم قبر المرتضي كل مؤمن
بأهداف أجفان وأحداق أعين
وحــــرّ وجوه عفرتها يد الغبرا
أزلنا غبارا كان في قبر حيدر
فلاح كغمد المشرفيّ المشهر
ولاغرو في ذاك المكان المطهر
أمطنا القي عن جفن سيف مذكر
أجرّ سيوف الله أشهرها ذكرا
تبــدّي سني أنواره وتبينا
غداة جلونا قبره فتزينا
فحير أفهاما وأبره أعينا
فوالله ما ندري وقد سطع السنا
جلونا قرابا أم جلينا له قبرا