بسم الله وله المجد والحمد والصلاة والسلام على حبيبه الاحمد المصطفى وآله أئمة الهدى.
إخترنا لكم في هذا اللقاء من مدائح الانوار أبياتا من قصيدة من بدائع الشعر الولائي للشاعر الشهير السيد حيدر الحلي سيد شعراء القرن الهجري الرابع عشر والقصيدة أنشأها السيد حيدر الحلي (رحمه الله) بمناسبة تجديد بناء مشهد الامامين الجوادين (عليهما السلام) وتوسعة صحن المشهد بسعي المرجع الاسلامي الورع السيد محمد حسن الشيرازي الملقب بالمجدد الشيرازي صاحب فتوى ثورة التبغ الشهيرة ومؤسس الحوزة العلمية في سامراء رضوان الله عليه.
أنطلق السيد حيدر الحلي في مديحته البديعة للانوار المحمدية بمخاطبة صحن المشهد الكاظمي قائلاً:
حزت بالكاظمين شأناً كبيراً
فابق يا صحن آهلاً معمورا
فوق هذا البهاء تُكسى بهاء
ولهذي الأنوار تزداد نورا
إنما أنت جنة ضرب الله
عليها كجنة الخلد سورا
إن تكن فُجرت بهاتيك عينٌ
وبها شرب العباد نميرا
فلكم فيك من عُيون ولكن
فُجرت من حواسد تفجيرا
فأخرت أرضك السماء وقالت
إن يكن مفخر فمني أستعيرا
أتباهين بالضراح وعندي
من غدا فيهما الضراح فخورا
بمصابيحي استضئ فمن شمسي
يبدو فيك الصباح سفورا
ولبيتي المعمور ربا معال
شرَّفا بيت ربك المعمورا
ويواصل السيد حيدر الحلي خطابه لمشهد الكاظمين قائلاً:
لك فخر المحارة انفلقت عن
دُرتين استقلتا الشمس نورا
وهما قبتان ليست لكل
منهما قبة السماء نظيرا
صاغ كلتيهما بقدرته الصائغ
من نوره وقال أنيرا
حول كل منارة من التبر
يجلي سناهما الديجورا
كبُرت كل قٌبة ٍ بهما شأنا
فأبدت عليهما التكبيرا
بوركت من منائر قد أُقيمت
عُمدا تحمل العظيم الخطيرا
رفعت قبة الوجود ولولا
ممسكاها لآذنت أن تمورا
يا لك الله ما أجلك صحناً
وكفى بالجلال فيك خفيرا
حرمٌ آمن به أودع الله
تعالى حجابه المستورا
طبت إما ثراك مسك وإما
عبق المسك من شذاه استعيرا
بل أراها كافورة حملتها
الريح خلدية فطابت مسيرا
كاما مرّت الصبا عرّفنا
أنها جددت عليك المرورا
أين منها عطر الإمامة لولا
أنها قبلت ثراك العطيرا
كيف تحبيري الثناء فقل لي
أنت ماذا لأحسن التحبيرا
صحن دار أم دارة نيراها
بهما الكون قد غدا مستنيرا
أنت طور النور الذي مذ تجلى
لابن عمران دك ذاك الطورا
أنت بيت برفعه أذن الله
لفرهاد فاستهل سرورا
وغدا رافعاً قواعد بيت ٍ
طهّر الله أهله تطهيرا
ما نزلنا حماك ألا وجدنا
بلداً طيباً ورباً غفورا
وإمامين يُنقذان من النار
لمن فيهما غدا مستجيرا
أيها الصحن لم تزل للمصلي
ومن الذنب مسجداً وطهورا
إستمعتم فيما تقدم الاكارم الى مديحة أنشأها السيد حيدر الحلي في شطر من مقامات الامام الكاظم والامام الجواد (عليهما السلام) والى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم.