يسود الأمة الإسلامية هذه الأيام الفرح والبهجة في ذكرى مولد النبي الأكرم، إذ تحتاج الأمة إلى الوحدة المستوحاة من القرآن والسنة النبوية'>السنة النبوية أكثر من ذي قبل. ما يعد دواء للمجتمع الإسلامي هو الابتعاد عن التفرقة والاعتصام برسالة الإسلام والوحدوية والسنة النبوية، هناك قضايا أريد التنويه بها كما يلي:
يقول الإمام موسى الصدر في أحد كتبه ما مضمونه: إذا ما تسبب تعدد الفرق في المجتمع في حدوث انشقاق في المجتمع فهذا يكون بلا شك خطرا على البلاد، سواء كان ذلك في ايران أو لبنان أو الدول الأخرى، كما جاء في رسالته إلى الشيخ حسن خالد مفتي لبنان: على المسلمين وفي سيرهم نحو المستقبل ورسم مصيرهم التاريخي وأداء مسئولياتهم معرفة مسيرهم والاعتماد على الذات. كما يقول في كتاب آخر له: ان مشكلتنا نحن المسلمين هي قادتنا إذا ما اتحد قادتنا لا تبقى مشكلة، لو ألقينا نظرة على تقرير لجنة متابعة مصير الامام موسى الصدر لرأينا بأن لبنان كان يفتقد قبل هجرته إلى قائد حقيقي إذ كان السنة والشيعة والمسيحيين يعيشون في تفرقة وكان يعاني كل المسلمين من مشاكل الحياة، انه أيقظ الغافلين ومنح الواعين بصيرة ومنح أصحاب البصيرة مسئولية، وتبلورت نتيجة مساعيه في إعداد قادة برزوا في الحرب الـ 33 يوما في مواجهة الصهاينة.
ان عصرنا هو عصر الاختلاف، فانه من جهة عصر التبجيل والاحترام ومن جهة أخرى عصر التحذير. فلا شك بأن عصرنا هو عصر تطور العلوم والتوعية والرفاهية والصحة وبناء العلاقات والتقارب، فانه عصر يجب احترامه، من جهة أخرى انه عصر الحروب بمختلف أشكالها ومنها الحرب على الدين والروحانية والإسلام والقرآن والرسول وعلى الأسرة، والنتيجة هي التفرقة كما يقول محمد عبده في شرحه لنهج البلاغة: اليوم يفسر الجميع آيات القرآن وفقا لأهوائه ويبرر الإسلام كما يشاء ويحل دماء الآخرين وأرواحهم، كما قال النبي عن مسئولية علماء الدين: “همة العلماء الرعاية”، أي واجب علماء الدين هو استيعاب القضايا وإيضاحها. ان ما يمر به العالم الإسلامي اليوم هو نتيجة غفلتنا ومؤامرة الأعداء، العالم اليوم يدار على يد الفضاء المجازي ويديره قادة لا صلة لهم بالدين، فمن منطلق الحكمة والعقلانية يجب علينا التحلي بالذكاء. إنما التقريب بين المذاهب يعني التقريب بين رجال المذاهب والمذاهب هي استنباط المجتهدين والفقهاء، فالمذاهب خير وليست بالشر شريطة ألا نجعل استنباط الفقهاء وسيلة للحرب وفرض مذهبنا على الآخرين.
يعد التكفيريين في يومنا هذا مصيبة العالم الإسلامي ليس المهم لهم الشيعة ولا السنة إنما يرون أنفسهم على حق والآخر هو الباطل بينما يرى القرآن الكريم أن الشهادتين هي علامة المسلم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا" فان كان هناك شخص يختلف عنا فكريا فهذا لا يدل على خروجه عن الإسلام كما حرم النبي الأكرم في خطبة حجة الوداع إراقة دماء المسلم. نحن أهل السنة نؤمن بان من يقر برسالة النبي الأكرم وأصول الدين ولا ينكر الأحكام الإلهية فانه مسلم ومؤمن وأخ لنا. وتكفير المسلمين حرام ومرفوض.
ان ما يقوم به التكفيريون أدى إلى اسلاموفوبيا وتنفر الشعوب الأخرى من الإسلام. كما يدعونا القرآن الوقوف بوجه أي فتنة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا".