السلام عليكم أحباؤنا طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير معكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج وحديثنا عن احدى الخالدات من المؤمنات تميزت بموقف جهادي نبيل خلده التأريخ...انها أم عمارة الانصارية المدافعة عن النبي الاكرم – صلى الله عليه وآله –
قال المؤرخون في ترجمتها رضي الله عنها: " نسيبة بنت كعب " وهي ام عمارة الانصارية، صحابية جليلة، ومجاهدة كبيرة، ذات صلاح ودين ونسك واجتهاد أسلمت قديماً، وحضرت ليلة العقبة، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وآله. وشهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم وابنيها، فخرجت في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى، فانتهت الى رسول الله وهو في أصحابه والغلبة للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحازت الى رسول الله بالسيف، وأخذت ترمي بالقوس حتى خلصت اليها الجراح، وذلك لما ولي الناس عن رسول الله، وعندما أقبل ابن قميئة المشرك وهو يصيح: دلوني على محمد، فلا نجوت الانجا، فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه، وقد كانت أم عمارة فيهم، فضربها ضربة، وضربته على ذلك ضربات، ولكن كان عليه درعان، فاتقى بهما ضرباتها.
وحدثت أم عمارة عن وقعة أحد، فقالت: انكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا نفر ما يتممون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه. والناس يمرون منهزمين، ورآني لاترس لي معي، فرآى رجلا موليا معه ترس، فقال لصاحب الترس: ألق ترسك إلى من يقاتل: فألقى ترسه فأخذته، فجعلت أتترس به عن رسول لله، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل، لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله ثم أقبل رجل علي على فرس فضربني، وتترست له، فلم يصنع سيفه شيئا وولي وانا أضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره، فجعل النبي يصيح ياابن أم عمارة أمك أمك. قالت فعاونني عليه حتى أوردته شعوب أي الى الهلكة
وظلت أم عمارة رضي الله عنها تقاتل وتداوي الجرحى وتسقيهم الماء، حتى جرح ابنها عبيد بن زيد، وجعل دمه يسيل وهي لاهية عنه بقتال الأعداء، حتى نادى رسول الله – صلى الله عليه وآله – ابنها فقال: أعصب جرحك، فتنبهت إلى ابنها، وأقبلت إليه ومعها عصائب قد أعدتها للجراح، فربطت جرحه، والنبي واقف ينظر إليها، ثم قالت أم عمارة لابنها، بني انهض فضارب القوم.
فجعل النبي (ص) يقول: ومن يطيق ما تطيق أم عمارة؟
ثم أقبل الرجل الذي ضرب ابنها، فقال رسول الله: هذا ضارب ابنك، فاعترضت له فضربته فسقط على الارض.
قالت ام عمارة: فرأيت رسول الله يبتسم حتى رأيت نواجذه وقال صلى الله عليه وآله: استقدت يا أم عمارة اي إقتصصتي ثم أقبلوا يعلونه بالسلاح حتى أتوا على نفسه.
فقال النبي: الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك، وأراك ثأرك بعينك.
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: لمقام نسيبة اليوم خير من مقام فلان وفلان، وكان يراها يوم أحد تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحاً وكان يقول: إني لأنظر الى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها. وكان أعظم جراحها فداوته سنة.
ولهذه الصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب الأنصارية موقف جهادي أخر لايقل بسالة واخلاصاً في الدفاع عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – عن سابقه قال المؤرخون ثم نادى منادي رسول الله الى غزوة حمراء الاسد بعد هزيمة احد: فشدت أم عمارة عليها ثيابها لكي تخرج معه لمجاهدة المشركين فما استطاعت من نزف الدم، ولقد مكثوا ليلتهم يضمدون الجراح حتى أصبحوا، فلما رجع رسول الله من الحمراء، ما وصل رسول الله الى بيته حتى أرسل أليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها، فرجع إليه يخبره سلامتها فسر بذلك النبي. وقيل لام عمارة: ياأم عمارة، هل كن نساء قريش من المشركين يومئذ يقاتلن مع أزواجهن؟
فقالت: أعوذ بالله، لاوالله ما رأيت امرأة منهن رمت بسهم ولاحجر، ولكن رأيت معهن الدفاف والاكبار يضربن ويذكرن القوم قتلى بدر، ومعهن مكاحل ومرودا، فكلما ولي رجل أو تكعكع ناولته إحداهن مرودا ومكحلة، ويقلن: إنما أنت أمرأة، ولقد رأيتهن ولين منهزمات مشمرات، ولها عنهن الرجال أصحاب الخيل، ونجوا على متون خيلهم، وجعلن يتبعن الرجال على أقدامهن، فجعلن يسقطن في الطريق وقال أحد الصحابة عنها: سمعت رسول الله يقول يوم أحد، مالتفت يمينا ولاشمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني.
مستمعينا الافاضل، وتذكر أحاديث أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – أن نسيبة بنت كعب أم عمارة هي من الذين يحييهم الله عزوجل عند ظهور خاتم الأوصياء المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – لكي يفوزوا بشرف نصرته في اقامة الدولة الألهية العالمية. كما ذكر المؤرخون وقد شهدت أم عمارة بيعة الرضوان، ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة، وقد جاهدت باليمامة أجل جهاد، وجرحت أحد عشر جرحا، وقطعت يدها، وقتل ولدها. فسلام عليها يوم ولدت ويوم أسلمت وجاهدت، ويوم ماتت، ويوم تبعث حية.
والى هنا أعزاءنا مستمعي اذاعة طهران ينتهي لقاؤنا بكم ضمن حلقة اخرى من برنامج من أعلام المؤمنات دمتم بكل خير وفي امان الله.