البث المباشر

الجراد لم يأكل كل الزرع -۱

الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 - 10:47 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – قصص من الحياة : الحلقة : 13

 

نزل عليه الخبر كالصاعقة!
ما تقول يا رجل هل تلف المحصول كله، سأل من جاءه بالخبر من مزارعيه فأجابه: اجل ياسيدي لقد اكل الجراد كل المحصول اتلف السنابل وكثيراً من سيقانها ولم تعد ثمة فائدة في جمع المتبقي منها!
سمع ان كثير من الجراد اقترب كريح صرصر عاتية من البلدة لكنه لم يكن يتوقع ان يسمع خبر اتلاف محصوله ومزارعه مع كثرة عماله ومزارعيه الذين كلفهم برعاية مزارعه ومحاصيلها.
ثروته طائلة ما بقي منها اكثر بكثير مما تلف منها ولكن الخبر هزه وافقده اعصابه اثار فيه حزناً بالغاً على جنته التالفة وغضباً عارماً على الجراد اخذ يقلب كفيه وهو يقول بل يصرخ بعصبية: لعن الله الجراد لعن الله الجراد لم فعل هذا بمزرعتي، امر عماله ان يعدوا له مركبة ليذهب الى مزارعه اراد ان يرى بنفسه ماجرى عليها لعل الخسائر الواردة دون ماذكروا امل نفسه بذلك وقال لها: قد يكون ماقالوه حسداً من انفسهم لي لاذهب وارى بنفسي.
تحركت المركبة به ومعه عدد من عماله يتحركون الى جانبه حدق طويلاً ببداية مزارعه عندما بدت له كانت مترامية الاطراف يرى لها بداية ولايرى لها نهاية وهاله بالفعل ما رأى لقد اتلفها الجراد حقاً وفوق ما كان يتصور.
رباه كم انفقت من اموال طائله لاجل هذا المحصول، كنت ارجو ان يعود عليَّ باضعاف ما انفقت فكيف ذهب حتى بما انفقت.
قال ذلك في نفسه، فانطلق من اعماقه صوت ضعيف ظل ضعيفاً امداً طويلاً لايجد من صاحبه اذناً صاغية ولا واعية انطلق هذه المرة وكأن اخذ يستعيد عافيته وقوته خاطبه قائلاً: لا تلم الا نفسك فلو كنت قد اعطيت الاخرين حقوقهم من هذه الثروة لما ضاعت.
تأمل قليلاً بما قاله له ذلك الصوت المنطلق من اعماقه وعيناه تسرحان بحسرة في محصوله التالف لكنه رد عليه بصرامة تخفي بعض التردد في الايمان بما يقول: واي حقوق للاخرين في ثروتي وهي ثمرة جهدي وتعبي وما انفقه من اموالي في مزارعي انها ملكي فان كان لاحد حق فيها فهو للعاملين في مزارعي وانا اعطيهم اجورهم ولا ابخسهم شيئاً انهم يدعون لي وهم راضون بما اعطيهم.
قال ذلك وهو يأمل ان لا يجد الصوت المنطلق من اعماقه ماينقض به حجته لكن هذا الصوت وجد هذه المرة ما يجيبه وينقض به حجته فخاطبه: او يخفى عليك ان هؤلاء المزارعين انما رضوا بما تعطيهم مضطرين لانهم لا يجدون مكاناً آخراً يعملون فيه وانت تملك معظم مزارع البلدة!
لم يجد الرجل جواباً فهذا مما علمته نفسه وان ارضته بخلافه فجحده طويلاً فتابع الصوت خطابه: ثم اين حقوق من هيأ لك الارض وما تزرعه واعطاك من كل ماسالته مما تعمرها به قوة وعقلاً ونفوذاً لقد امر صاحب هذه الحقوق ان تعطى حقوقه للفقراء والمساكين وما فيه خير الناس اجمعين، وانقطع الخطاب عندئذ اذ تفجر العجب والدهشة مما رأت عينا الرجل في تلك اللحظة.
ما الذي رآه الرجل فتفجر فيه العجب وانساه ولو قليلاً الصاعقة التي حلت به ان مارآه هو حقاً شئ عجيب ومدهش سنتعرف عليه عندما نتابع هذه القصة في قسمها الثاني والاخير الذي سياتيكم ان شاء الله غداً في مثل هذا الوقت اما الان فنترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة