البث المباشر

اُم علي زوجة الشهيد الأوّل

الثلاثاء 29 يونيو 2021 - 19:50 بتوقيت طهران
اُم علي زوجة الشهيد الأوّل

عالمة، فاضلة، فقيهة، تقيّة، عابدة. كان زوجها يثني عليها، ويأمر النساء بالرجوع إليها.

ذكرها باجلال وإكبار الحرّ العاملي محمّد بن الحسن في القسم الأوّل من كتابه أمل الآمل، ‏المختصّ بتراجم علماء جبل عامل(۱). وذكرها أيضاً الأفندي الأصبهاني في الرياض(۲)، ‏والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب(۳)، والسيّد الأمين في أعيان الشيعة(٤)، والمحلاّتي في رياحين الشريعة(٥)، والسيّد الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث(٦).
وقال عمر رضا كحالةـ وتبعه الحكيمي في أعيان النساء من دون تفحّص(۷): اُم علي بنت ‏محمّد بن مكي العاملي الجزيني، فقيهة فاضلة عابدة، وكان والدها المتوفى سنة ۷۸٦هـ يثني ‏عليها ويأمر النساء بالرجوع إليها(۸).
وفي هذا الكلام خلط، إذ أنّ اُم علي هي زوجة الشهيد محمّد بن مكي وليست ابنته، وابنته ‏هي اُم الحسن فاطمة المدعوّة بست المشايخ، وكانت عالمة فاضلة صالحة عابدة، تروي عن أبي ‏ها وعن ابن معيّة شيخ أبي ها، وستأتي ترجمتها مفصّلة في حرف الفاء. علماً بأن كحالة قد ‏ترجم اُم الحسن بنت الشهيد في موضع لاحق من كتابه(۹).
والشهيد الأوّل هو الإمام شيخ الاسلام، فقيه أهل البيت في زمانه، ملك العلماء، عَلم الفقهاء، ‏قدوة المحقّقين والمدقّقين، أفضل المتقدّمين والمتأخرين، شمس الملّة والدين أبوعبدالله محمّد ابن ‏الشيخ جمال الدين مكي ابن الشيخ شمس الدين محمّد بن حامد بن أحمد النبطي العاملي ‏الجزيني، الشهيد بالشهير الأوّل أو بالشهيد مطلقاً.
ولد رحمه الله في قرية جزين في جبل عامل سنة ۷۳٤هـ ونشأ وترعرع فيها، ثم سافر إلى ‏حواضر العالم الإسلامي آنذاك، حاملاً معه هموم المسلمين عامة والطائفة الحقّة خاصّة.
جاهد بقلمه فخلّف لنا تراثاً قيّماً متمثّلاً في أكثر من عشرين مؤلّفاً في مختلف العلوم، وجاهد ‏بلسانه وخاض الصراع السياسي واقفاً أمام الفتن والطائفية البغيضة الموجودة آنذاك، فأصبح ‏بذلك علماً يشار له بالبنان، فما كان من حسّاده ومبغضيه إلاّ أن يلفّقوا عليه تهمة هو بريء منها ‏براءة الذئب من دم يوسف، فكان نتيجة ذلك أن قُتل بالسيف، ثم صُلب، ثم رُجم، ثم اُحرق، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ولعنة الله على الظالمين.
فما أحلى حياة كحياة الشهيد، قضاها بالدرس والتدريس والتبليغ والتأليف ونشر مذهب أهل ‏البيت عليهم السلام، وما أحلى الموت اذا كان كموت الشهيد، فإنه استشهد مظلوماً دفاعاً عن ‏مبدأه وعقيدته، وعن مذهب أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم ‏تطهيراً(۱۰).‏

*******



(۱) أمل الآمل ۱: ۱۹۳.
(۲) رياض العلماء ٥: ٤۰٤.
(۳) الكنى والألقاب ۲: ۳٤۳.
(٤) أعيان الشيعة ۳: ٤۸۳. ‏(٥) رياحين الشريعة ۳: ٤۱٥.
(٦) معجم رجال الحديث ۲۳: ۱۷۹.
(۷) أعيان النساء: ۳۳٥.
(۸) أعلام النساء ۳: ۳۳۲.
(۹) أعلام النساء ٤: ۱۳۹.‏
(۱۰) لمزيد الاطلاع عن حياة هذا العَلم انظر: أعيان الشيعة للأمين ۱۰: ۱۳٥، الضياء اللامع ‏للطهراني: ۱۳۲، الفوائد الرضوية للقمي: ٦٤٥، الكنى والألقاب له أيضاً ۲: ۳٤۱، أمل الآمل ‏للعاملي ۱: ۱۸۱، تحفة الأحباب للقمي: ۳٥٤، تكملة أمل الآمل للصدر: ۳٦٤ رقم ۳٥٤، تنقيح ‏المقال للمامقاني ۳: ۱۹۱، جامع الرواة للأردبيلي ۲: ۲۰۳، حياة الإمام الشهيد لشمس الدين، ‏روضات الجنات للخوانساري ۷: ۳، رياض العلماء للأفندي الأصبهاني ٥: ۱۸٥، سفينة البحار ‏للقمي ۱: ۷۲۱، شهداء الفضيلة للأميني: ۸۰، لؤلؤة البحرين للبحراني: ۱٤۳، مجالس المؤمنين ‏للشوشتري: ٥۷۹، مستدرك الوسائل للنوري ۳: ٤۳۷، مقابس الأنوار للكاظمي الدزفولي: ۱۳، ‏مقدمة الروضة البهية للآصفي.‏

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة