بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم مستمعينا الاكارم، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه للاستضاءة بطائفة من النصوص الشريفةالتي ترغبنا في أحد معالي الاخلاق التي اوصانا بها ربنا الرحيم تبارك وتعالى وهو خلق (اجتناب المحقرات من الذنوب) ومعناه اجتناب كل ذنب مهما صغر وعدم الاستهانة به واجتناب كل شر مهما كان يسيراً، قال رسول الله –صلى الله عليه وآله- فيما رواه مسنداً عنه الشيخ الصدوق في كتاب (من لا يحضره الفقيه):
"لا تحقروا شيئاً من الشر وان صغر في اعينكم، ولا تستكثروا شيئاً من الخير وان كثر في اعينكم فانه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار) وروي في كتاب نهج البلاغة عن مولى الموحدين الامام علي –عليه السلام- قال:
"اشد الذنوب ما استهان به صاحبه، واشد الذنوب ما استخف به صاحبه"
ويعرفنا الامام الصادق –عليه السلام- باحد المصاديق البارزة لعدم التحلي بهذا الخلق، وذلك في الحديث الذي رواه عنه الشيخ الكليني في كتاب الكافي انه قال:
"اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر، فقيل له: وما المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لي ان لم يكن لي غير ذلك".
ايها الاخوة والاخوات، ويعرفنا حبيبنا المصطفى –صلى الله عليه وآله- آثار عدم التحلي بخلق اجتناب الذنب والشر مهما صغر من خلال مثال عملي حكيم، فقد روي في كتاب الكافي وتفسير العياشي عن سليله الامام الصادق –عليه السلام- قال:
"ان رسول الله –صلى الله عليه وآله- نزل في ارض قرعاء –اي قاحلة- فقال لاصحابه: ائتوا بحطب، فقال يا رسول الله نحن بارض قرعاء ما بها من حطب، فقال –صلى الله عليه وآله-: فليأت كل انسان بما قدر عليه.
قال الصادق –عليه السلام-: فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض، فقال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: هكذا تجتمع الذنوب... اياكم والمحقرات من الذنوب فان لكل شيء طالباً الا وان طالبها يكتب "ما قدموا وآثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين"
وهذا المعنى يبينه مولانا الامام موسى الكاظم –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتاب الكافي انه قال:
"لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا قليل الذنوب، فان قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً وخافوا الله في السر حتى تعطوا من انفسكم النصف" يعني –عليه السلام- العدل والانصاف.
ايها الاخوة والاخوات، ان احاديث اهل بيت الرحمة –عليهم السلام- تعرفنا بان لكل عمل خير مهما صغر اثره المبارك الذي تظهر حاجة الانسان اليه يوم القيامة ولذلك لا ينبغي الاستهانة به وكذلك الحال مع كل ذنب او شر، قال مولانا امير المؤمنين –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتابي المحاسن والكافي:
"لا يصغر ما ينفع يوم القيامة ولا يصغر ما يضر يوم القيامة، فكونوا فيما اخبركم الله كمن عاين".
وروي في كتاب علل الشرائع عن مولانا الامام الباقر –عليه السلام- قال:
"لا تستصغرن حسنة ان تعملها فانك تراها حيث تسرك [يعني يوم القيامة] ولا تستصغرن سيئة تعملها فانك تراها حيث تسؤوك"
رزقنا الله واياكم ايها الاكارم بهجة التخلق باخلاق احباء الله ببركة التمسك بولاية محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.
اللهم آمين وختاماً لكم منا جزيل الشكر والامتنات على طيب الاصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق... دمتم في امان الله.