السلام عليكم اخوة الايمان ورحمة الله، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج أيها الاحبة صرحت كثير من الأحاديث الشريفة بأن قبول عذر المعتذر – أياً كان وصادقاً كان أو كاذباً – هي من الاخلاق التي يحبها الله عزوجل، ففيها الخير والبركة وتهذيب النفس لقابل الاعتذار كما أن فيها حفظ لكرامة المعتذر ان كان صادقاً وتأديب له ان كان كاذباً.
ولذلك نجد في الاحاديث الشريفة التصريح بأن قبول العذر هو من أخلاق المؤمن الصادق، أي بها يعرف المؤمنون
روي في الكافي عن أمير المؤمنين –عليه السلام- أنه قال ضمن حديث طويل في توصيف المؤمن: "تقي نقي زكي رضي يقبل العذر ويجمل الذكر ويحسن بالناس الظن ويتهم على الغيب نفسه"
وفي غرر الكلم للآمدي عن الوصي المرتضى –عليه السلام- قال:"أعرف الناس بالله أعذرهم للناس وان لم يجد لهم عذراً"
وفي الحديث اشارة لطيفة الى أن معرفة الله تجعل المؤمن يقبل عذر من يعتذر اليه تخلقاً بخلق الله عزوجل في شدة قبوله عذر المسيئين.وقد جاء في أدعية مولانا الامام زين العابدين قوله –عليه السلام-:
"اللهم اني أعتذر اليك من مظلوم ظلم ظلم بحضرتي فلم أنصره ومن مسئاعتذر الي فلم أعذره"
وتؤكد أحاديث أهل بيت الرحمة –عليهم السلام- أن على المؤمن أن يهتم أكثر بقبول عذر أخيه المؤمن، روى الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب (مصادقة الاخوان) عن امامنا جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"ان بلغك عن أخيك شئ –يعني مافيه اساءة لك – وشهد أربعون أنهم سمعوه منه، فقال: لم أقل، فأقبل منه"
وفي الكتاب نفسه قال عليه السلام للحسن بن راشد:
"إذا سألت مؤمناً حاجة فهيئ له المعاذير قبل أن يعتذر، فان اعتذر فأقبل عذره وان ظننت أن الامور على خلاف ماقال"
وفي وصية عامة لشيعته رواها الشيخ ابو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق قال مولانا الصادق –عليه السلام:-
"التمسوا لأخوانكم العذر في زلاتهم وهفوات تقصيراتهم فان لم تجدوا العذر لهم في ذلك فاعتقدوا أن ذلك منكم لقصوركم عن معرفة وجوه العذر"
وفي المقابل مستمعينا الأكارم فان عدم قبول العذر علامة نقص العقل بمعنى أن الذي يمنع الانسان من قبول العذر هو فقدانه للعقل والحكمة نتيجة خضوعه لمشاعر الغضب أو الرغبة في الانتقام نقرأ في كتاب ميزان الحكمة قول مولانا الامام الصادق –عليه السلام-:
"أنقص الناس عقلاً من ظلم دونه ولم يصفح عمن اعتذر اليه" أعاذنا الله واياكم أيها الاحبة من سيئات الاخلاق التي لايحبها الله ورسوله وأولياؤه الصادقون صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذا ينتهي اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران لقاء اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق تقبل الله منكم جميل الاستماع ودمتم في رعايتة سالمين .