البث المباشر

فاطمة (ع) في اية الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم - ۱

الأحد 29 سبتمبر 2019 - 12:54 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - فاطمه في القرآن والسنة: الحلقة 15

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على جميع النّعم، وازكى صلواته على المصطفى سيد الخلق والامم، وعلى اله الهداة اصول الخير والكرم. السلام عليكم – اخوتنا الاحبّة – ورحمة الله وبركاته، حياكم الله، واهلا بكم في رحاب حديث قرانيّ – ولائيّ اخر، نحوم به حول اهل البيت عليهم السلام، محبّة ومودّةً لهم، واعجابا بفضائلهم ومناقبهم، وطمعا في لطفهم وشفاعتهم، ومنهم مولاتنا الصدّيقة الكبرى سيدة النساء، فاطمة الزهراء، صلوات الله وسلامه عليها وعلى ابيها، وعلى بعلها وبنيها. ايها الاخوة الاعزة... تعالوا معنا الى اية اخرى من الايات التي اشارت الى البيت النبويّ الطاهر الزاهر، تلك هي قوله تبارك وتعالى في محكم تنزيله الشريف: "وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً" ( سورة النساء:الاية التاسعة والستون) فما المعنى العامّ لهذه الاية الشريفة... وما ارتباطها بالزهراء فاطمة سلام الله عليها؟! الى ذلك بعد هذه الوقفة القصيرة.

*******


اخوتنا واقع في مقام بيان (الصراط المستقيم)، الذي ورد ذكره في الايات السابقة، قوله تعالى: " وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً{٦٦} وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً{٦۷} وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً{٦۸}"( سورة النساء ). والصراط المستقيم هنا هو الصراط الذي سار عليه النبيون والصّدّيقون، والشّهداء والصالحون، وهم الذين انعم الله عليهم بالهداية. هذا اوّلا، وثانيا بينت الاية المباركة انّ الطاعة لله وللرسل تستلزم الدخول في مسلك من انعم الله عليهم، وسياق العبارة يدلّ على انّ المطيعين ملحقون بهم، وقد اشير اليهم بــ "َأُوْلَـئِكَ" لبيان علو درجة المطيعين وشرف منزلتهم.. وكان من سامي طاعتهم حبّهم لاهل البيت عليهم السلام قربى رسول الله صلى الله عليه واله، اذ قال تعالى: "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى"(سورة الشوري:الاية الثالثة والعشرون) وقد تلا رسول الله صلى الله عليه واله يوما هذه الاية المباركة ثمّ قال في بيان له فيها: "تحفظوني في اهل بيتي، وتودّوهم بي". اجل، فمن عمل بذلك كان ممّن اطاع الله والرسول كما امرت الاية وبين النبيّ صلى الله عليه واله، حيث روى ذلك الحافظ السيوطيّ الشافعيّ في تفسيره للاية في مؤلّفة (الدرّ المنثور). وامّا من هم قرباه، فقد كتب الزمخشريّ في تفسيره (الكشاف) في ظلّ الاية الشريفة: روي انّها لمّا نزلت قيل: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ فقال صلى الله عليه واله: "عليّ وفاطمة وابناهما". ثمّ كتب الزمخشريّ معلّقا: (اقول) = قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير بعد نقل الرواية المتقدّمة: فثبت انّ هؤلاء الاربعة اقارب النبيّ صلى الله عليه واله وسلّم، واذا ثبت هذا وجب ان يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم. اجل – ايها الاخوة الافاضل – ولا ندري هنا ماذا يقصد البعض بالتعظيم، هل هو الاحترام والاجلال والاكرام، ام هو الى ذلك التوليّ والمودّة والطاعة والاعتقاد بمعالي منازلهم التي انزلهم الله تعالى فيها، ومراتبهم التي رتّبهم الله فيها من الامامة والولاية، والخلافة والوصاية!

*******


نعود مرّةً اخرى – اخوتنا الاعزّة – الى الاية المباركة: "فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً"... فنجد في ظلّها روايتين احداهما: عامّة، والاخرى خاصّة. امّا الرواية العامّة فينقلها العالم الحنفي والمفسّر المعروف بـ (الحاكم الحسكانيّ) في كتابه (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل) باسناده عن الصحابيّ المشهور عبدالله بن عبّاس انّه قال مبينا برايه: "وَمَن يُطِعِ اللّهَ" يعني في فرائضه، "وَالرَّسُولَ" في سنّته، " فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ" يعني عليّ بن ابي طالب، وكان اول من صدّق برسول الله، (والشهداء) يعني عليّ بن ابي طالب وجعفرا الطيار وحمزة بن عبد المطّلب والحسن والحسين، هؤلاء سادات الشهداء، "وَالصَّالِحِينَ" يعني هم –على سبيل المثال: سلمان وابوذر، وخبّاب وعمّار، "وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً" قال ابن عبّاس: اي الائمة الاحد عشر، "رَفِيقاً" يعني في الجنة. هذا ما رواه الحسكاني الحنفي عن ابن عبّاس، مضيفا انّه استمرّ في بيانه حتى قال في ظلّ الاية التالية: "ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً" (النساء۷۰) هو منزل عليّ وفاطمة والحسن والحسين، ومنزل رسول الله، وهم في الجنة واحد. امّا الرواية الخاصّة، فنوكلها – اخوتنا الاعزّة – الى لقائنا القادم ان شاء الله تعالى، فالى ذلك الحين نرجو لكم اهنا الاوقات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة