عبادته
كان من عيون المتقين والصالحين، ويقول المؤرخون: انه كان إذا طلعت الشمس سجد لله تعالى، وكان لا يرفع رأسه حتى يدعو لألف من اخوانه بمثل ما دعا لنفسه، وكان على جبهته سجادة مثل ركبة البعير من كثرة سجوده(۱).
*******
ثناء الإمام الجواد (عليه السلام) عليه
وأثنى الإمام الجواد (عليه السلام) ثناءً عاطراً على ابن مهزيار، وكان مما أثنى عليه انه بعث له رسالة جاء فيها:
«يا علي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير، والقيام بما يجب عليك، فلو قلت: إني لم أر مثلك لرجوت ان اكون صادقاً فجزاك الله جنات الفردوس نزلاً. وما خفي علي مقامك ولا خدمتك، في الحر والبرد، في الليل والنهار، فاسأل الله إذا جمع الخلائق للقيامة ان يحبوك برحمة تغتبط بها انه سميع الدعاء»(۲).
وكشفت هذه الرسالة عن إكبار الإمام وتقديره ودعائه له، وانه (عليه السلام) لم ير في أصحابه وغيرهم مثل هذا الزكي تقوى وورعاً وعلماً.
*******
مؤلفاته
ألف عليّ مجموعة من الكتب تزيد على ثلاثين كتاباً كان معظمها في الفقه وهذه بعضها: كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الطلاق، كتاب الحدود، كتاب الديّات، كتاب التفسير، كتاب الفضائل، كتاب العتق والتدبير، كتاب التجارات والاجارات، كتاب المكاسب، كتاب المثالب، كتاب الدعاء، كتاب التجمل والمروّة، كتاب المزار، وغيرها(۳).
*******
طبقته في الحديث
وقع علي بن مهزيار في اسناد كثير من الروايات تبلغ (٤۳۷) مورداً، روى عن الإمام أبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث وغيرهم. لقد كان علي بن مهزيار من دعائم الفكر الشيعي، وكان من أفذاذ عصره وعلماء دهره.
*******
(۱) معجم رجال الحديث: ۳/۸٦.
(۲) رجال النجاشي: ۱۰۲.
(۳) الفهرست: ٥٦.