سلام من الله عليكم – إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات – في هذه الجولة الجديدة التي نصطحبكم من خلالها بين أروقة الجامعات والمراكز والمعاهد العلمية في جمهورية إيران الإسلامية عبر برنامجكم صروح حضاريّة ، حيث سنواصل تجوالنا في حلقتنا لهذا الأسبوع بين أرجاء جامعة إعداد المدرّسين ، لنلجَ بعد ذلك بين أروقة صرح علمي آخر يتمثّل في جامعة الفردوسي بمدينة مشهد المقدّسة ، ندعوكم لمتابعتنا ....
مستمعينا الأكارم !
خرّجت جامعة إعداد المدرّسين حتي اليوم أكثر من سبعة وعشرين ألف طالب في مرحلتي الماجستير والدكتوراه . وقد تخرج هذا العدد من الطلبة علي يد أساتذة شباب مقتدرين أخذوا بنظر الاعتبار دوماً السعي والجهود العلمية و رفع مستوي الجامعة في مقدمة أولوياتهم طيلة تواجدهم ونشاطهم في المجالات التعليمية والبحثية . و تبلغ الرتبة العلمية لما يقرب من ٦۰ % من أعضاء الهيئة التدريسية للجامعة ، الأستاذَ المساعد والأستاذَ . وتعتبر كثرة هذا العدد من أعضاء الهيئة التدريسية وبأعلي الرتب العلمية بين جامعات البلاد ، ظاهرة قليلة النظير حيث وفّرت الفرصة المناسبة للارتقاء بالمستوي التعليمي والبحثي .
وينشط التعليم والبحث اللذان يعتبران الركن المهم لهذه الجامعة في سبع عشرة كلية وعشرين مركزاً للدراسات والبحوث ، والتناسب بين التعليم والبحث وبين مساحاتهما والأجواء الموفَّرة لهما يقرب من المواصفات والمقاييس العالميّة .
و قد احتلّت جامعة إعداد المدرّسين دوماً المراكز الأولي بين جامعات البلاد في كلّ من فرع النانو ، و المعلوماتية الحيوية (البيو أنفورماتيك) ، و كيمياء الأغذية أو البيوتكنلوجي ، والخلايا النباتية ، والخلايا الجذعية ، والكيمياء وغير ذلك . واستناداً إلي ما أعلنته قاعدة ISI في العام الماضي ۲۰۱٥ فقد أصبح عشرة أشخاص من أساتذة هذه الجامعة من ضمن نسبة ۱% من علماء العالم . وفضلاً عن ذلك فإن كلية العلوم الطبية في جامعة إعداد المدرّسين ، اعتبرت علي النطاق الداخلي في المستويات من ۱ إلي ۳ من بين جامعات وكليات علوم الطب في البلاد.
مستمعينا الأفاضل !
وتفيد آخر الإحصائيات بأن ۹۲۷۳ طالباً كانوا يدرسون في كلّيات وفروع هذه الجامعة في العام الدراسي ۲۰۱٤-۲۰۱٥ في مرحلتي الماجستير والدكتوراه حيث يتوزع هؤلاء الطلبة حسب ترتيب كثرتهم في كل من فرع اللغة والأدب الفارسي ، والعلوم الاقتصادية ، والفلسفة ، و علم الآثار وكذلك في فرع الإلهيات والعلوم الإسلامية ، والفقه و الشريعة الإسلامية ، وهندسة الكهرباء والاتصالات وعلوم القرآن والحديث .
وقد أدّت أهمية جامعة إعداد المدرّسين ودرجتُها العلمية إلي اجتذاب الكثير من الطلبة غير الإيرانيين للدراسة فيها ، بحيث بلغ عدد الطلاب غير الإيرانيين من البلدان المختلفة في هذه الجامعة ۱٥٥ طالباً في عام ۲۰۱٥ . و يتركز هؤلاء الطلّاب في فرع اللسانيّات ، وهندسة الحاسوب ، والهندسة الكهربائية ، والمعماريّة واللغة الانجليزية . و معظم هؤلاء الطلبة من بلدان الشرق الأوسط والقوقاز وكذلك من أوروبا وأفريقيا .
و تضم كلية الآداب والعلوم الإنسانية العدد الأكبر من الطلبة غير الإيرانيين . و يعد فرع اللسانيات وتعليم اللغة الفارسية لغير الناطقين بها من بين الفروع التي تجتذب هؤلاء الطلّاب أكثر من غيرها .
وتعتبر السيّدة سو آدلي من السنغال من الطلبة المنشغلين في الدراسة في جامعة إعداد المدرّسين حيث تدرس في مرحلة الدكتوراه في فرع اللغة والأدب الفارسي ، وقد اجتازت مرحلة البكالوريوس في بلدها ، واختارت في مرحلة الماجستير الأدبَ الفارسي من بين اللغتين الانجليزية والفارسية و جاءت إلي إيران لمواصلة الدراسة و تخرّجت من مرحلة الماجستير في جامعة الشهيد بهشتي .
وتري السيدة سو آدلي أن جامعة إعداد المدرّسين هي من أفضل الجامعات الإيرانيّة كما أنها تتمتع بمكانة مرموقة بين أفضل جامعات العالم . ومن وجهة نظرها فإن علي الطالب أن يدرس اللغة والأدب الفارسي في إيران ، لأن ذلك سيترك أثراً كبيراً في تعلّم هذه اللغة .
وتري هذه الطالبة أن الأجواء التعليمية والبحثية في هذه الجامعة جيّدة ومناسبة وتؤكّد أن الجامعة وفّرت إمكانيّات جيّدة للغاية للطلّاب . وهي تري أن التعامل الصادق والأبوي للأساتذة مع الطلّاب و تعيين مسؤول علي كل صف دراسي بهدف نقل مطالب الطلبة إلي مدير القسم وعميد الكلية ، كل ذلك يعدّ من الخصوصيات الإيجابية التي تتميّز بها هذه الجامعة .
مستمعينا الأطايب !
ومن أجواء جامعة إعداد المدرّسين وخصائصها وإنجازاتها ومكانتها العلمية بين جامعات البلاد ، ننتقل إلي جامعة مرموقة أخري وصرح حضاري آخر يتمثّل في جامعة الفردوسي بمشهد والتي تعتبر من حيث الِقدَمُ الجامعة الثالثة ومن ناحية المساحة وعدد الكليات والمراكز التعليمية أكبرَ مركز للتعليم العالي في منطقة شمال شرق إيران .
ورغم أن اقتراح افتتاح هذه الجامعة يعود إلي العام ۱۹۳٤ تزامناً مع تأسيس جامعة طهران ، ولكن تأسيس هذه الجامعة تم من الناحية العملية سنة ۱۹٤۹ بعد تحويل المعهد الصحي العالي في مدينة مشهد إلي كلية للطب ، وبذلك تأسس أول مركز علمي طبي في إيران . وفي عام ۱۹٥٦ أضيف إلي هذه المجموعة كلية الآداب والعلوم المعقولة والمنقولة ( الإلهيّات ) وذلك من خلال قرار صدر من وزارة الثقافة آنذاك . وبذلك بدأت هذه المجموعة نشاطها الرسمي تحت اسم جامعة مشهد بعد صدور الموافقة علي تأسيس كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة . ثم تأسست بعد ذلك تدريجياً كلّ من كلية الإلهيات ، والعلوم الأساسية ، والعلوم التربوية وعلم النفس ، والزراعة والهندسة .
وتغيّر اسم جامعة مشهد اعتباراً من العام ۱۹۷٥ إلي جامعة الفردوسي . وأدّت ضرورة توسيع نطاق التعليم بعد الثورة الإسلامية في إيران إلي أن تُضاف بعد تغيير بعض الفروع و فصل كلية العلوم الطبية عن جامعة فردوسي ، بعضُ الكليات الأخري إلي هذه الجامعة في عام ۱۹۸۷ وهي : كلية العلوم الإدارية والاقتصادية ، والطب البيطري ، والتربية الرياضية وعلوم الرياضة ، و والموارد الطبيعية والبيئة و الهندسة المعمارية و بناء المدن ، والفن الإسلامي وكذلك المعهد الزراعي في مدينة شيروان ، و مركز البحوث الخاصة بعلم النبات ، ومركز بحوث الزلازل ، وكلية الفن في مدينة نيسابور .
واستناداً إلي قرار مجلس تطوير وتنمية التعليم العالي في إيران ، فقد انفصل المجمّع التعليمي العالي في نيسابور عام ۲۰۰۹ ، و المعهد الزراعي في شيروان سنة ۲۰۱۳ ، عن جامعة فردوسي في مدينة مشهد .
أعزّتنا المستمعين !
أنتم علي موعد معنا في حلقتنا للأسبوع المقبل من برنامج صروح حضارية الذي يقدّمه لكم القسم الثقافي والاجتماعي في إذاعة طهران ، صوت الجهوريّة الإسلامية في إيران ، حتي ذلك الحين نستودعكم الله ، وإلي الملتقي .