البث المباشر

الحد الادنى والاعلى لمقدار تلاوة القران

الإثنين 23 سبتمبر 2019 - 08:51 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من بركات القران: نهدي اليكم الحلقة 22 من هذا البرنامج والتي تحمل عنوان " الحد الادنى والاعلى لمقدار تلاوة القران "

السلام عليكم إخوة الإيمان، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير تحث النصوص الشريفة قرآناً وسنة المؤمنين بتلاوة القرآن بصورة مستمرة وعلى كل حال حتى عند المرض أو الكسب أو القتال في سبيل الله كما تنص على ذلك الآية الأخيرة من سورة المزمل.
هذه الحقيقة تقدم عنها الحديث في الحلقة السابقة من هذا البرنامج، أما الآن فنعرض السؤال التالي: ما هو مقدار ما ينبغي أن يتلوه المؤمن من كتاب الله عزوجل كل يوم؟
للإجابة عن هذا السؤال نرجع الى القرآن والسنة لنرى ما الذي يقولانه... كونوا معنا...


مستمعينا الأفاضل، عندما نرجع الى النصوص الشريفة نجدها صريحة في الدعوة للإكثار من تلاوة كتاب الله، فمثلاً يقول الإمام الباقر عليه السلام: " إنما شيعة علي.. كثيرة صلاتهم كثيرة تلاوتهم للقرآن".
فالنصوص الشريفة تدعو الى الإكثار من تلاوة كتاب الله لعظمة بركاته وتعتبر هذه التلاوة من أفضل الأعمال عندالله عزوجل كما ورد في عدة من الأحاديث الشريفة، ولذلك فهي لا تحدد سقفاً أعلى لمقدار ما يتلوه المؤمن من كتاب ربه كل يوم.
ولكن القرآن الكريم والسنة المطهرة يدعوان تالي القرآن الى عدم تغليب (الكم) في التلاوة على عنصر (الكيف)، وتصرح بأن المطلوب هو الإكثار من تلاوةالقرآن ولكن بحق تلاوته، قال الله عزوجل:
" الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ " البقرة ۱۲۱
إذن فليس المطلوب مطلق الإكثار من تلاوة القرآن بأي صورة كانت بل المطلوب هو الاكثار من تلاوته بالصورة التي يراعي فيها تالي القرآن آداب التلاوة المذكورة في النصوص الشريفة ساعياً للحصول على بركات كتاب الله المجيد.
والى هذا المعنى يشير الله تبارك وتعالى عندما يأمر بترتيل القرآن ترتيلا حيث في هذا الوصف الى الجانب الكيفي للتلاوة فتكون بصورة الترتيل الذي يعني في الأساس أن تكون تلاوة تأملية خاشعة.
والمعنى نفسه يؤكده الله جلت حكمته عندما يأمر بأن يقرأ المؤمنون ما تيسر من القرآن إذ نجد في هذا الوصف إشارة الى جانب التفاعل الذاتي والقلبي للمؤمن مع كتاب الله وهو يتلوه.
لاحظوا أعزاءنا مارواه الإمام الرضا عن أبيه عن جده الإمام الصادق عليهم السلام جميعاً في تفسر قوله تعالى " فأقرؤا ما تيسر منه ".
حيث قال – عليه السلام –: " ما تيسر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر"


هذا مستمعينا الأعزاء بالنسبة للحد الأعلى لمقدار تلاوة كتاب الله، فالنصوص الشريفة أبقت السقف مفتوحاً يحدده المؤمن حسب حالاته وخصوصياته فنختار من التلاوة المقدار الذي يحقق الثمار المرجوة بما يتناسب مع أوضاعه.
أما بالنسبة للحد الأدنى للتلاوة فلم تبقه الأحاديث الشريفة مفتوحاً بل حددته بمقدار واضح لا ينبغي للمؤمن أن يغفله ويتركه بأي حال من الأحوال.
روي عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال: " القرآن عهد الله الى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية ".
وقال الإمام الرضا – عليه السلام –: " ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية ".
وهذا المقدار (تلاوة الخمسين آية كمعدل) هوالحد الأدنى المشترك الذي لا ينبغي لأحد من المؤمنين أن يغفل عنه، فلا يسمح للمشاغل اليومية أن تحرمه من بركات تعاهد عهدالله إليه والنظر إليه من خلال خمسين آية يتلوها كل يوم كحد أدن، ومن الخير أن يخصص لذلك وقتاً معيناً ثابتاً لتلاوة القرآن يختاره من أفضل أوقات يومه.
ويستفاد من حديث الإمام الرضا – عليه السلام – أن من المناسب أن يختار لتلاوة القرآن وقتاً بعد الإنتهاء من تعقيبات الصلوات.
وعلى أي حال فهذا الحد الأدنى لا ينبغي الغفلة عنه بأي حال لاحظوا أعزاءنا – الحديث التالي المروي عن إمامنا الصادق عليه السلام قال: " ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه، إذا رجع الى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن فيكتب له مكان كل آية يقرؤها عشر حسنات وتمحى عنه عشر سيئات".
وها نحن نصل أعزاءنا بمعونة الله الى ختام حلقة أخرى من برنامج من بركات القرآن قدمناها لكم من إذاعة طهران، شكراً لكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة