البث المباشر

باسم الحسين (ع).. حسينية السياب

الإثنين 5 يوليو 2021 - 18:34 بتوقيت طهران
باسم الحسين (ع).. حسينية السياب

إذاعة طهران-المدائح الحسينية:

الطف والشعراء
الحديث عن الطّف ذو شجون، وقد يطول بنا المقام اذا ما ولجنا رحاب ذلك التاريخ المجيد، غير أننا نجد إنّ السنين مهما تمرّ والحقب مهما تتعاقب وطبقات الزمن مهما تتراكم تظل قاصرة عن أن تضيّع ملامح الطّف الذي توهّج على أرضه دم الحسين الشهيد نوراً تنمحي به دياجير الظلام وانغرزت به جذور الاباء وتتطاولت فروعه عالياًَ ليتفيّأ الانسان تحت ظلاله عبر الزمن. والشعراء الذين وعوا حقيقة الطّف تناغمت قوافيهم مع قطرات الدم الخالدة فكانت لهم معها وقفات رائعة.
*******
بدر شاكر السياب والطّف

ولد الشاعر بدر شاكر بن عبد الجبّار بن مرزوق السياب في قرية (جيكور) من قرى أبي الخصيب في محافظة البصرة والواقعة على شطّ العرب وذلك سنة ۱۳٤٤ هـ ۱۹۲٦م. أكمل دراسته المتوسطة والاعدادية في البصرة وبعدها التحق بدار المعلمين العالية في بغداد. وبعد أن قضى سنتين في فرع الأدب العربي إنتقل الى اللغة الانكليزية وتخرج منها عام ۱۹٤۸م. وفي دار المعلمين العالية ظهرت مواهبه الشعريّة بانتماءه الى جماعة إخوان (عبقر) عن طريق الندوات والاحتفالات التي كانت تقام هناك. من مؤلّفاته (أزهار ذابلة) ۱۹٤۷م، (أساطير)۱۹٥۰م، (حفّار القبور) ۱۹٥۲، (المعبر البصري) ۱۹٥٦م، (انشودة المطر) ۱۹٦۰م، (مولد الحريّة الجديد) ۱۹٦۱م، (المعبد الغريق) ۱۹٦۲م. وتوفي في الكويت ۲٤/۱۲/۱۹٦٤م.
وفي قصيدته التالية يتفجّع على الامام الحسين(ع) ويصبّ جام غضبه لعنات على يزيد وبطانته، مخاطباً الطاغية الاموي بقوله:

إرم السماء بنظرة استهزاء
واجعل شرابك من دم الاشلاء
واسحق بظلك كلّ عرض ناصع
وأبح لنعلك أعظم الضعفاء
واملأ سراجك أن تقضي زيته
مما تدر نواضب الأثداء
واخلع عليك كما تشاء ذبالة
هدب الرضيع وحلمة العذراء
واسدر بغيك يا يزيد فقد ثوى
عنك الحسين ممزق الأحشاء
والليل أظلم والقطيع كما ترى
يرنو اليك بأعين بلهاء
أحنى لسوطك شاحبات ظهوره
شأن الذليل ودب في استرخاء
مثلت غدرك فاقشعر لهوله
قلبي وثار وزلزلت أعضائي
واستقطرت عيني الدموع ورنقت
فيها بقايا دمعة خرساء
يطفو ويرسب في خيالي دونها
ظل أدق من الجناح النائي
حيران في قعر الجحيم معلق
ما بين ألسنة اللظى الحمراء
أبصرت ظلّك يا يزيد يرجه
موج اللهيب وعاصف الانواء
رأس تكلل بالخنا واعتاض عن
ذاك النضار بحية رقطاء
ويدان موثقتان بالسوط الذي
قد كان يعبث أمس بالاحياء
قم فاسمع اسمك وهو يغدو سبة
وانظر لمجدك وهو محض هباء
وانظر الى الأجيال يأخذ مقبل
عن ذاهب ذكرى أبي الشهداء
كالمشعل الوهّاج الا أنها
نور الاله يجل عن إطفاء
عصفت بي الذكرى فألقت ظلّها
في ناظري كواكب الصحراء
مبهورة الأضواء يغشي ومضها
أشباح ركب لج في الاسراء
أضفى عليه الليل ستراحيك من
عرف الجنان ومن ظلال (حراء)
أسرى ونام فليس الا همسة
باسم الحسين وجهشة استبكاء
تلك ابنة الزهراء ولهى راعها
حلم ألم بها مع الظلماء
تنبي أخاها وهي تخفي وجهها
ذعراً وتلوي الجيد من أعياء
عن ذلك السهل الملبد يرتمي
في الافق مثل الغيمة السوداء
يكتضّ بالاشباح ظمأى حشرجت
ثم اشرأبت في انتظار الماء
مفغورة الأفواه الا جثة
من غير رأس لطخت بدماء
رحفت الى ماء تراءى ثم لم
تبلغه وانكفأت على الحصباء
غير الحسين تصده عمّا انتوى
رؤيا فكفي يا ابنة الزهراء
من للضعاف اذا استفاقوا والتظت
عينا يزيد سوى فتى الهيجاء
بأبي عطاشى لاغبين ورضعا
صفر الشفاء خمائص الأحشاء
أيد تمد الى السماء وأعين
ترنوا الى الماء القريب النائي
عز الحسين وجل عن أن يشتري
جم الخطايا طائش الاهواء
ألا يموت ولا يوالي مارقاً
ري الغليل بخطة نكراء
فليصرعوه كما أرادوا إنّما
ما ذنب أطفال وذنب نساء
هاجت بي الذكرى عليها ساعة
مرّ الزمان بها على استحياء
خفقت لتكشف عن رضيع ناحل
ذبلت مراشفه ذبول حباء
ظمآن بين يدي أبيه كأنه
فرخ القطاة يدف في النكباء
لاح الفرات له فأجهش باسطاً
يمناه نحو اللجة الزرقاء
واستشفع الأب حابسية على الصدى
بالطفل يومي باليد البيضاء
رجي الرواء فكان سهماً حز في
نحر الرضيع وضحكة استهزاء
فاهتز واختلج اختلاجة طائر
ظمآن رف ومات قرب الماء
*******
ذكرى ألمت فاقشعر لهولها
قلبي وثار وزلزلت أعضائي
واستقطرت عيني الدموع ورنقت
فيها بقايا دمعة خرساء
يطفو ويرسب في خيالي دونها
ظل أدق من الجناح النائي
حيران في قعر الجحيم معلّق
ما بين السنة اللظى الحمراء
 
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة