البث المباشر

من أدعية الإمام المهدي (ع).. شرح فقرة "ولا فسادا الا اصلحته"

السبت 27 يوليو 2019 - 19:07 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح أدعية الإمام المهدي (عليه السلام).

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها ادعية الامام المهدي (عليه السلام) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة من دعائه (عليه السلام) بحرم الحسين (عليه السلام) وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه: (ولا فساداً الا أصلحته، ولا أملاً الا بلغته، ولا دعاءً الا أجبته، ولا مضيقاً الا فرجته، ... الخ)، هذه الفقرات امتداد لفقرات سابقة تأخذ نسقاً معيناً من الصياغة على ما نلاحظه الآن من نحو: (ولا فساداً الا اصلحته)، ويجدر بنا ملاحظه كل فقرة من المقطع المذكور، واولاها فقرة: (ولا فساداً الا أصلحته) .
ان الفساد يشمل كل سلوك سلبي فردياً كان أو اجتماعياً، وأهميه التوسل بالله تعالى بأن يصلح الفساد تتمثل في جوانب متنوعة من الحياة الفردية والاجتماعية، ولعل قارئ الدعاء يتداعى بذهنه سريعاً الى مفهوم (الاصلاح) وصلته بالامام المهدي (عليه السلام) نفسه، ان المهدي نفسه هو: المصلح للمجتمعات جميعاً، ونسأله تعالى أن يعجل بذلك، ايضاً يتداعى الذهن الى مصاديق اخرى من اصلاح الفساد، ومن ذلك: فساد مجتمعاتنا المعاصرة حيث ان المنكرات في شتى انماطها ومستوياتها قد غمرت المجتمعات، كما هو واضح.
بعد ذلك تواجهنا فقرة: (ولا أملاً الا بلغته) فماذا نستلهم من العبارة؟
من الممكن ان تكون هذه العبارة نمواً عضوياً لسابقتها، اي: هي نمو عضوي لعبارة: (ولا فساداً الا اصلحته)؟
حيث ان (ولا أملاً الا بلغته) هو: ذهاب الفساد وانبثاق الامل بظهور الامام المهدي (عليه السلام) او مطلق الآمال التي يتطلع الافراد أو المجتمعات اليها.
بعد ذلك تواجهنا عباره (ولا دعاءً) هذه العبارة بدورها امتداد للسابق وهو (تحقيق الامل) من خلال الدعاء الذي اوصانا تعالى بممارسته في الرخاء والشدة. ان الاهمية لظاهرة الدعاء تتمثل في كونه اولاً: علاقة وجدانية مع الله تعالى، حيث تخف الشدة أو التوتر الذي يعانيه الانسان في حياته من خلال التواصل مع الله تعالى، كما ان الدعاء تتحقق اجابته تبعاً لقوله تعالى: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» كل ما في الامر ان الاستجابة قد تتحقق فعلاً (كازاحة المرض او الفقر مثلاً) وقد تتحقق لاحقاً وقد يدفع بها بلاء نازل على الشخصية وقد تؤجل الى اليوم الآخر.
بعد ذلك تواجهنا عبارة (ولا مضيقاً الا فرجته) ، وهي عبارة لا نحسب بأن أحداً يجهل دلالتها ولكن يجدر بنا ان نلاحظها ايضاً فنقول: مصطلح (المضيق) هو: الضيق، او الشدة الكبيرة، واما (التفريج) فمعناه: الاتساع أو الانفتاح، اي: ان الشدة الكبيرة التي تعني: الضيق مقابل السعة، فيكون الانفراج هو: الاتساع، اي: ذهاب الضيق: كما هو واضح.
بعد ذلك تواجهنا عبارة: (ولا شملاً الا جمعته) هذه العبارة بدورها لا تحتاج الى القاء الاضاءة عليها نظراً لوضوحها كاملاً لكن مع ذلك من الاجدر ان نحدثك عنها، فنقول: ان لم الشمل يجسد هماً كبيراً لدى الشخصية حيث ان الانسان كائن اجتماعي بالضرورة كما ان الوحدات الاجتماعية التي تتسم بما يسمى في علم الاجتماع بالعلاقات الاولية أو جماعة المواجهة متمثلة في الاسرة، او القرابة، او الجوار، او جماعة الدرس، أو الوظيفة ... الخ، هذه العلاقات تكتسب اهمية اكبر من العلاقات العامة بصفة ان (الالفة) هي الطابع لها قبالة عدم الالفة في العلاقات العامة، كما هو واضح، اذن: اذا قدر لهذه الجماعات الاولية أن يغيب احد افرادها أو يسجن أو ... الخ، عندئذ فان لم الشمل يكتسب دلالته المهمة اي: يظل املاً كبيراً يتطلع الانسان اليه.
ختاماً امكننا ان نتبين جانباً من الدلالات التي تطفح بها فقرات الدعاء، سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة