سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات..
عبادة الصوم هي من مظاهر الربانية بالعباد لكثرة ما تكتنزه لهم من البركات، وموسمها هو شهر الله وضيافته المفعمة بالرحمات؛ وهذه الحكمة التربوية، أيها الأفاضل، محور قصيدة أخينا الأديب الكويتي المعاصر الأستاذ حسن حبيل وهي التي اخترناها لكم للقاء اليوم من برنامجكم (إن من الشعر لحكمة)، تابعونا على بركة الله.
يستبشر أخونا حسن بحلول شهر الله والرحمات والبركات فيقول في قصيدته:
إذا ما ساقتِ الأيامُ شعبانا
حملنا الشوقَ جمراً في حنايانا
وجئنا نذرعُ الآفاقَ في سبقٍ
وقرصُ الشمسِ يرمي الكونَ ألوانا
أفتشُ في سماءِ الله عن نورٍ
يشدُّ ضياهُ أبصاراً وأبدانا
فيا بشرى إذا ما ضمنا سعدٌ
وشهرُ اللهِ بالخيراتِ وافانا
تباركَ مَن لهذا الشهرِ أحيانا
ومِن خيراتهِ ذو الجودِ أعطانا
وصيّر ليلهُ بالذكرِ محراباً
وعند نهارهِ بالصومِ أوصانا
وأودعَ ليلةً مقدارَها ألفٌ
وفجّر ليلَها هدياً وقرآنا
وصبَّ سحائبَ الرحماتِ أمطاراً
تفيضُ على الورى صفحاً وغفرانا
أطلَّ هلالُهُ تحفوهُ أنوارُ
فأيَّ مناهلِ الرحماتِ تختارُ
فأبوابُ السماءِ مفتحاتٌ
وربُكَ قابلٌ للتوبِ غفارُ
ذنوبُكَ يا بنَ آدمَ كيف ما جلّت
يدُكُ جبالَها عزمٌ وإصرارُ
وأيةَ ساعةٍ أخلصتَهُ قلباً
تفيضُ عليكَ من نعماهُ أنهارُ
كفى يا غارقاً بالإثمِ أعواما
متى ترعى لشهرِ الله أحكاما
ألا تصبوا لمغفرةٍ وصفحٍ
وتنفُضُ من غيارِ الجهلِ أكواما
شبابُكَ في فمِ اللّذاتِ تقضيهِ
وتمضغُ من بقايا الإثمِ أوهاما
فحتا ما تضيعَ العمرَ في لهوٍ
وتعزفُ عن رضا الرحمنِ حتا ما
كانت هذه مستمعينا الأطائب قصيدة في بركات شهر الله من إنشاء الأديب الكويتي المعاصر الأخ حسن حبيل قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (إن من الشعر لحكمة) شكراً لكم ودمتم بكل رحمة وبركة.