بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي محمد المختار واله الهداة الابرار أهلاً بكم – أيها الاعزاء – في برنامجكم هذا راجين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "قلب الاحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه". مستمعينا الاعزاء : في كلمته البليغة هذه يصور الامام عليه السلام حالة الأحمق تصويراً بديعاً فيجعل قلبه في فمه، أي انه يتكلم بما جاء علي لسانه بلا تأمل لما يقوله، وربما كانت منيته في كلامه. قال شاعر حكيم:

لكل داءٍ دواء يستطب به

الا الحماقة أعيت من يداويها

وأما العاقل فلسانه في قلبه: أي لا يرسل الكلمة الا بعد تأمل وتفكير، اللهم اجعلنا من عبادك العقلاء انك سميع مجيب.
وقال امام المتقين علي عليه السلام: لبعض أصحابه في علة ٍ اعتلها "جعل الله ماكان من شكواك حطاً لسيئاتك، فأن المرض لا أجر فيه، ولكنه يحط السيئات ويحتها حت الأوراق وانما الأجر في القول باللسان، والعمل بالايدي والاقدام، وان الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة".
مستمعينا الافاضل: "جعل الله ماكان من شكواك" أي تألمك مما بك من مرض "حطاً لسيئاتك" وحط الشئ أي أنزله وألقاه. والمراد: يمحي عنك ذنوبك ويحتها حت الورق كما تسقط أوراق الأشجار. "وان الله سبحانه يدخل بصدق النية…" أي القصد والعزم علي الخير "والسريرة الصالحة" أي ما يكتمه الانسان في نفسه، فيقال: فلان طيب السريرة أي طيب القلب والمراد من كلامه عليه السلام: لصلاح النية، وطيب السريرة الاثر الاكبر في النجاة، بل عليها المعول، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: "نية المرء خير من عمله". وقبل الوداع – أيها الاعزاء – ننور قلوبنا بالاستماع مرة اخري لحكمتي الامام عليه السلام اللتين وردتا في البرنامج والاولي قوله عليه السلام: "قلب الاحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه". والثانية قوله عليه السلام لبعض أصحابه في علة اعتلها "جعل الله ماكان من شكواك حطاً، لسيئاتك، فأن المرض لا أجر فيه، ولكنه يحط السيئات ويحتها حت الأوراق وانما الاجر في القول باللسان، والعمل بالايدي والاقدام، وان الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة".
وختاماً أيها الكرام – شكراً لكم علي حسن المتابعة وجميل الاصغاء وحتي اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.