نجح خبراء صناعة الأدوية في شركة "البرز فارميد" المعرفية في اتخاذ خطوة كبيرة في علاج مرضى التليف الكيسي من خلال اكتساب المعرفة التقنية والهندسة العكسية لعقار "إيفاكافتور" الحيوي.
هذا الإنجاز، الذي يشمل إنتاج المادة الفعالة والمنتج النهائي داخل البلاد، يقلل التكلفة السنوية لعلاج كل مريض من 360 ألف دولار إلى حوالي 3000 دولار، وتشير التقديرات إلى أنه من خلال تغطية جزء فقط من المرضى، سيمنع ذلك 60 مليون دولار من النقد الأجنبي من مغادرة البلاد سنويًا.

وقالت "طاهرة كُهن"؛ الصيدلية والمديرة الفنية للمنتج النهائي لهذه الشركة القائمة على المعرفة بهذا الصدد:
"حصل عقار "إيفاكافتور" على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام ٢٠١٢، وتم الاعتراف به كأفضل دواء في العام نفسه لإنقاذ حياة المرضى، وأن تناول هذا الدواء له آثار ملحوظة، مثل تحسن كبير في وظائف الرئة، انخفاض معدلات الوفيات والاستشفاء، وعودة النمو الطبيعي للأطفال المرضى".
نجاح في تصنيع المادة الخام بأساليب مبتكرة
وشرحت "كهن" عملية الإنتاج قائلة:
"نجح فريقنا في تصنيع المادة الفعالة (API) للدواء لأول مرة عام 2024 هـ، وذلك باستخدام الهندسة العكسية وأساليب مبتكرة، بما في ذلك تغيير المذيبات المستخدمة. وبالتالي، لم تعد هناك حاجة للاستيراد لإنتاج المنتج النهائي، حيث تُنفذ جميع الخطوات محليًا بتكلفة أقل بكثير".
تفاصيل المرض وفعالية الدواء
شرحت هذه المسؤولة الفنية آلية عمل الدواء قائلة:
"التليف الكيسي مرض وراثي يُعطّل فيه البروتين المسؤول عن مرور الكلور في غشاء الخلية. ويؤدي احتباس الكلور، ثم الصوديوم، في الخلية إلى بقاء الماء فيها وزيادة كثافة إفرازات الجسم. وتؤدي هذه الحالة إلى أعراض مثل العرق المالح، وتركيز شديد للإفرازات الرئوية، وفشل في إفرازات الجهاز الهضمي".
وأضافت:
"تُسبب هذه المضاعفات للمرضى، وخاصة الأطفال، عسر الهضم وبطء النمو، وبسبب الإفرازات الرئوية اللزجة، يُصابون بانتظام بالتهابات ثانوية وضيق في التنفس، ويُدخلون المستشفى".
وذكّرت "كهن" بالوضع قبل الإنتاج المحلي لهذا العقار:
"كان هذا الدواء في السابق حكراً على الشركة الأصلية، وكان يُستورد بوصفة طبية واحدة وبتكاليف باهظة، كما حصلت هذه الشركة على شهادتي GMP وISO، ترخيص IRC، وبل وحتى ترخيص التصدير.