إذا كنت قد جربت لعبة Clash of Clans ، فأنت على دراية بشعور التنافس اللامتناهي لبناء قلاع أكبر، جمع الموارد، وغزو أراضي الآخرين.
الآن، تخيّل أن هناك حكاما في العالم الحقيقي يطبقون نفس المنطق على سياساتهم:
"منافسة مكلفة على سيادة العالم العربي".
دعنا نلقي نظرة على أنشطة الإمارات العربية المتحدة في منطقة غرب آسيا اليوم.
دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها الأصليين 1.5 مليون نسمة فقط وفيها الملايين من المغتربين تسعى لتقديم نفسها كسيدة للعالم العربي.
وفقًا لتقرير صادر عن معهد "تشاتام هاوس" عام 2020، ترى أبوظبي أن المنافسة على السلطة هي لعبة محصلتها صفر، حيث لا يوجد فيها سوى فائز واحد.
يعتقد هذا التقرير بأن "الهدف النهائي بالنسبة لأبوظبي بالغ الأهمية لدرجة أنه يُلقي بظلاله على جميع العواقب غير المقصودة. فالمهم هو البلوغ إلى ذلك الهدف، وليس مسير الوصول إليه".
قررت الإمارات أن تكون صوت القوة في منافستها مع قطر ووسائل إعلامها كرمز لجماعة الإخوان المسلمين.
ولذلك ، حاولت الإمارات تقديم نفسها كــ "مركز سياسي وعسكري في المنطقة " وذلك من خلال مقاطعة قطر والدخول مباشرة في الحرب اليمنية، توقيع اتفاق آبراهام واتفاقيات عسكرية وأمنية مع الولايات المتحدة، وشراء أسلحة من واشنطن بقيمة 30 مليار دولار عام 2025.
امتد هذا التعطش للنفوذ إلى أفريقيا أيضا.
وفقا لتقارير موقعي ميدل إيست آي والتلغراف، شنت الإمارات حروباً بالوكالة من خلال ضخ الأموال في صفوف الميليشيات بالقارة الأفريقية لإنشاء مركز ترانزيتي كبير في البحر الأحمر وقلب أفريقيا لخدمة مصالحها الاقتصادية.
ولكن من الناحية العملية، أدت هذه الصراعات إلى مقتل الآلاف من المدنيين الأفارقة ومهدت الطريق لنقل الموارد المعدنية إلى الشركات الغربية، نفس الشركات التي كانت تزود هذه الحروب بالأسلحة أيضا.
اشترت الإمارات "بيسي" (Bisie) كونه أكبر منجم القصدير في العالم، مستغلة الظروف المضطربة في الكونغو.
وفقًا لبرنامج "60 دقيقة" الأسترالي وصحيفة "إربي ميديا" الإيطالية، أصبحت الإمارات ملاذا آمنا لأعضاء المافيا الدوليين الذين يستثمرون في دبي بكل حرية، على الرغم من كونهم مطلوبين.
هذا يعني أن دبي أصبحت مركزا للشبكات المالية الإجرامية والمصالح الاقتصادية العالمية.
تبدو الإمارات اليوم، أشبه بساحة معركة كما هو موجود في لعبة Clash of Clans؛
تبدو بديعة ومتطورة في ظاهر الأمر، لكنها قائمة على المنافسة، الحرب، السيطرة والخوف.
ربما يكون السؤال الأخير هو:
في منافسة كان من المفترض أن تجعل العرب أقوياء، لماذا قُتل مئات الآلاف منهم، وكان الفائز الوحيد فيها هو واشنطن، تل أبيب ومصانع الأسلحة؟.