من ساحة نقش جهان إلى زاينده رود ومستنقع كاوخوني، ومن "جي" و"سبادانا" إلى زمن السلاجقة والصفويين وصناعة اليوم، نستكشف معا مدينةً يتناغم فيها التاريخ والفن والاقتصاد. 
انضم إلى "اكتشف إيران" لتتعرف على أشهر وجهة سياحية في إيران من خلال سرد موثق ومسموع من قلب الأزقة والأسواق والخانات.
تحية طيبة من بودكاست "اكتشف إيران". 
هذه المرة، نرافقك في حلقة جديدة لرحلة مسموعة إلى قلب التاريخ والثقافة الإيرانية. 
وجهتنا أصفهان؛ محافظةٌ عريقةٌ بتاريخها العريق، وشعبها الفنان، وثقافتها التي يتردد صداها في جميع أنحاء العالم.
في هذه الحلقة والحلقات القليلة القادمة، سندخل إلى عاصمة إيران الثقافية ؛ حيث يروي كل زقاق وساحة قصةً من الفن والتاريخ ومجد الحضارة الإيرانية. 
أصفهان ليست فقط واحدةً من أشهر الوجهات السياحية في إيران، بل هي أيضًا واحدةٌ من أبرز المراكز السياحية في آسيا؛ 
مدينةٌ تُبهر العالم بهندستها المعمارية، وتُمثل صناعاتها اليدوية كنزًا فريدًا من الذوق والإبداع الإيراني.
فاستعد لهذه الرحلة الصوتية التي سنتعرف على أصفهان الجميلة من منظور جديد.
لا شك أنك سمعتَ اسم "أغنية أصفهان"؛ أو ربما لا يزال صدى هذا الاسم عالقًا في ذاكرتك. أغنية أو بيات أصفهان، هي إحدى الأغاني الخالدة في الموسيقى الإيرانية التقليدية؛ أغنية يعتبرها كثير من الموسيقيين فرعًا من مقام همايون، مع أن بعضهم اعتبرها أيضًا جزءًا من مقام شور.
تتنقل هذه الأغنية بين أجواء الفرح والحزن بطريقة مدهشة؛ تارة ترسم ابتسامة رقيقة على الشفاه وتارة أخرى دمعة خفية على القلب. يصفها الموسيقي البارز روح الله خالقي بأنها "تارة سعيدة وأخرى حزينة"، ويرى أن هناك عمقًا لا مثيل له في مشاعر هذه الأغنية؛ عمقًا يُسعد المستمع ويغرقه في حزن رقيق.
يمكن مقارنة طبيعة أغنية "بيات أصفهان" بمقام " كام مينور " في الموسيقى الغربية، لكن ما يميزها هو أنها، على عكس العديد من المقامات الفرعية والأغاني، ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمدينة: "أصفهان"؛ مدينة تزخر بالفن والجمال البصري والعمارة المذهلة.
لم يكن هذا التشابه الاسمي من قبيل المصادفة. فكما تُبهج أزقة أصفهان القلوب وتُنير روعة ساحاتها وبلاطها الروح، يذكرنا مقام "بيات أصفهان" أيضًا برحيل الحياة والفراق؛ بحزن الفراق والشوق اللذين لطالما رافقا العشاق في الشعر والموسيقى الإيرانية.
هنا، تلتقي الموسيقى والمدينة:
أصفهان، حاضنة الفن، لا تُنقش على البلاط والقباب فحسب، بل أيضًا على الآلات الموسيقية والألحان. ولعل هذا هو سبب تلحين معظم قصائد الحب في هذا المقام ؛ فالحب يجمع بين الفرح والحزن، و"بيات أصفهان" يُجسّد كليهما بجمال.
أصفهان، مدينة كبرى وسط إيران، هي عاصمة محافظة أصفهان. والتي تحظى بسبعة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتعد ثالث أكبر مدينة في إيران من حيث عدد السكان بعد طهران ومشهد، وتاسع أكبر مدينة وأكثرها سكانًا في غرب آسيا.
تحد مدينة َأصفهان منطقة ٌصحراوية ٌقاحلة وشبهُ صحراوية من الشرق ومنطقة زاغروس الجبلية من الغرب. تقع المدينة على بُعد 414 كيلومترًا جنوب طهران العاصمة وعلى ارتفاع 1575 مترًا فوق مستوى سطح البحر. 
تتميز المدينة وبفضل مناخها المعتدل بفصول منتظمة نسبيًا.
شهدت أصفهان فترات تاريخية مختلفة، ووفقًا للبحوث الأثرية، يعود تاريخها إلى ما قبل العصر الأخميني. حملت أصفهان أسماءً عديدة عبر التاريخ، يعكس كل منها ثقافة المدينة وموقعها الجغرافي وتطوراتها التاريخية. ومن أقدم أسماء المدينة اسم "جي".
ورد هذا الاسم في نصوصٍ ومصادرَ بهلوية تعود إلى العصرين الأخميني والساساني، ويشير إلى منطقة تقع شرق مدينة أصفهان الحالية.
كانت "جي" إحدى المناطق الحضارية المهمة في العصور القديمة، وتقع بالقرب من نهر زاينده رود. كما استُخدم اسم " اسبادانا " لهذه المنطقة أي أصفهان الحالية، خلال العصرين الأخميني والساساني، وهو يعني "مقر تجمع الجيوش". كانت إسبادانا تُعتبر من أهم ولايات الإمبراطورية الأخمينية، وكانت ذات أهمية خاصة لموقعها الاستراتيجي.
بعد ظهور الإسلام، انتشر اسم سباهان كشكل متطور من "سبادانا". سباهان تعني "أرض الجيش"، وتشير إلى الأهمية العسكرية والاستراتيجية لهذه المنطقة. 
مع مرور الوقت، تم تغيير اسم سباهان إلى أصفهان في المراسلات الرسمية. استُخدم هذا الاسم رسميًا خلال العصرين السلجوقي والصفوي، وترسخ في الأدبين الفارسي والعربي. يصف أحد الرحالة هذه المنطقة قائلاً: "تحيط بأصفهان منطقة مباركة وصالحة للزراعة. 
أغلب أهلها من العلماء، يجيدون القراءة والكتابة، وقد حفظ الحرفيون وأصحاب الدكاكين أشعار كبار الشعراء الفرس، وتجارها أذكياء ذوو معرفة، وذوو لطف وبهجة".
بفضل وجود نهر "زاينده رود" وظروفها الطبيعية المؤاتية، من المحتمل أن محافظة أصفهان شهدت نشوء العديد من المستوطنات منذ النصف الثاني من الألفية الرابعة قبل الميلاد. وتُنسب الأساطير والقصص إلى تأسيسها إلى شخصية تُدعى "كي قباد".
ووفقًا للدراسات الأثرية، تعود أقدم آثار الحضارة في أصفهان إلى العصر العيلاميّ. وكانت منطقة سيالك Sialk القديمة في كاشان - بالقرب من أصفهان - من أهم مراكز الحضارة العيلامية. وتُشير الآثار المتبقية من تلك الفترة إلى وقوع أصفهان على طريق التواصل بين حضارات بلاد ما بين النهرين والهضبة الوسطى في إيران.
تشير مصادر مثل "تاريخ الطبري" و"شاهنامة للفردوسي" إلى الأهمية العسكرية والاستراتيجية لأصفهان خلال العصر الساساني. وبعد دخول الإسلام إلى إيران، ظلت أصفهان إحدى المدن المهمة في مجالات الثقافة والسياسة والتاريخ. يُعتبر العصر السلجوقي فترةً مهمةً في تاريخ إيران وأصفهان. 
في ذلك الوقت، اختيرت أصفهان عاصمةً واكتسبت أهميةً خاصة. وتوسّعت البنية التحتية المدنية، وشُيّدت العديد من المساجد والخانات والأبراج، ومع ازدهار العلم والثقافة، أُنشئت فيها مراكز تعليمية وجامعات مرموقة.
من أهمّ النقاط المتعلقة بالعهد السلجوقي في أصفهان دورها كمركز اقتصادي مهم. خلال هذه الفترة، أصبحت أصفهان، الواقعة على طريق الحرير، مركزًا للعديد من التجارة والتبادلات، وشهدت ازدهارًا ملحوظًا.
بلغت أصفهان ذروة مجدها وعظمتها في عهد الصفويين، وخاصةً في عهد الشاه عباس الكبير. تُعتبر هذه الفترة، التي امتدت من أواخر القرن السادس عشر إلى منتصف القرن السابع عشر، نقطة تحول في تاريخ إيران. 
ومع نقل العاصمة من قزوين إلى أصفهان في عام 1598، أصبحت المدينة واحدة من أهم المراكز الثقافية والفنية والاقتصادية والسياسية في العالم.
من خلال تطبيق سياسات اقتصادية ذكية، أحدث الشاه عباس نقلة نوعية في البنية التحتية التجارية والمالية للبلاد. فقد أنشأ شبكة من الأسواق والخانات وطرق التجارة، مما عزز التجارة المحلية والدولية. وكان إنشاء طرق تجارية آمنة، وإصلاح النظام الضريبي، وتطوير الموانئ من بين التدابير التي حوّلت إيران إلى قوة اقتصادية في المنطقة.
يمكن اعتبار فترة حكم الشاه عباس العصر الذهبي للفن والعمارة الإيرانية. فبفضل دعمه الواسع للفنانين والمعماريين والحرفيين، أبدع روائع لا تزال من أروع نماذج الفن الإيراني.خلال هذه الفترة، بلغت فنون الرسم والخط والشعر والحرف اليدوية مثل القاشاني وحياكة السجاد ذروة مجدها، وشهدت أصفهان تشييد سلسلة من المباني الرائعة التي تُعرف اليوم كرموز للهوية الثقافية والتاريخية لإيران.
ورغم تراجع الأهمية السياسية لأصفهان في الفترات اللاحقة، إثر انتقال العاصمة إلى مدن أخرى، إلا أنها ظلت واحدة من المراكز الثقافية والفنية في إيران. كما هو الحال في العصر الحديث، بحيث لا تزال أصفهان تُعتبر من المدن الإيرانية المهمة والثقافية، وتتمتع بسمعة عالمية مرموقة.
تشتهر مدينة أصفهان بعمارتها الإيرانية الفخمة، وجسورها الجميلة العديدة، وأسواقها المغطاة، ومساجدها ومآذنها الفريدة، وقصورها الجميلة والعظيمة، ولذلك تُلقب أصفهان بـ"نصف العالم" في الثقافة الشعبية. 
في عام ٢٠١٥، انضمت هذه المدينة، وكذلك مدينة رشت، إلى شبكة المدن المبدعة العالمية تحت إشراف اليونسكو كأول مدينتين في إيران. كما انضمت إلى شبكة المدن الصديقة للأطفال منذ عام ٢٠١٨. ووفقًا لمعايير اليونسكو، فإن المدينة المبدعة هي المدينة التي تستفيد من ابتكار وقدرات مواطنيها في التنمية الحضرية المستدامة. وفي السنوات الأخيرة، أُطلق على أصفهان أيضًا لقب "العاصمة الثقافية لإيران".
تُغطي الصحراء ما يقرب من ثلث مساحة محافظة أصفهان. ومع ذلك، تتميز أجزاء من هذه المحافظة بتضاريس جبلية ومناخ معتدل، وتنتشر الغابات في المناطق الشرقية والشمالية والشمالية الشرقية والوسطى من المحافظة.
تشمل مستجمعات المياه في محافظة أصفهان نهر كارون، وكاوخوني ، وبحيرة الملح، وصحراء ريگ زرين، والصحراء المركزية، وهي تشغل مساحة صغيرة جدًا من المحافظة.
يُعد نهر زاينده رود أكبر الأنهار وأكثرها وفرة في الهضبة الوسطى بإيران، حيث ينبع من جبال زاغروس الوسطى، وخاصةً نهر زردكوه، في محافظة جهارمحال وبختياري، ويسير شرقًا عبر السهل الأوسط لإيران. بعد سقي آلاف الهكتارات من الأراضي وقطع مسافة 360 كيلومترًا عبر طرق متعرجة وخصبة، يصب هذا النهر أخيرًا في مستنقع كاوخوني.
الفرع الرئيسي لنهر زاينده رود هو نبع "ديمه "ونفق "كوهرنك" في محافظة جهارمحال وبختياري؛ وتلتحق به عدة أنهار وينابيع، ليدخل في النهاية إلى محافظة أصفهان. يُستخدم نهر زاينده رود لري الأراضي الزراعية في أصفهان. وبهذه الطريقة، تنفصل عدة فروع كبيرة، تُسمى "مادي" باللهجة الأصفهانية، عن النهر الرئيسي وتتجه إلى المناطق الزراعية.
ذُكر نهر زاينده رود في كتب التاريخ والجغرافيا بأسماء مختلفة مثل زنده رود، زندرود، زرين رود، وزرينه رود، وذلك لتزايد منسوب مياهه على طول مساره. بالإضافة إلى دوره المهم في نضارة المدن المحيطة وحيويتها وخضرتها، يتمتع هذا النهر أيضًا بأهمية بيئية واقتصادية كبيرة.
من بين أنهار محافظة أصفهان الأخرى، يمكن الإشارة إلى نهر ماربر، وكَلَهرود، وهيني، ومرغاب، وكلبايكان، والأنهار الموسمية في كاشان.
يقع مستنقع كاوخوني الدولي، المعروف في إيران أيضًا باسم باتلاق كاوخوني في محافظة أصفهان، وهو المصب النهائي لنهر زاينده رود. يقع هذا المستنقع على بُعد 167 كيلومترًا جنوب شرق أصفهان، بالقرب من مدينة ورزنه، بعمق 5 أمتار. يُعدّ هذا المستنقع ملاذًا للطيور المهاجرة وأحد المعالم السياحية في محافظة أصفهان.
يُعدّ مستنقع كاوخوني واحدًا من 22 مستنقعًا مسجلًا في إيران، وقد سُجّل في اتفاقية رامسر عام 1975، ولكن للأسف، بسبب الإفراط في تخصيص المياه للصناعات والحدائق، انخفض مستوى المياه التي تدخله إلى أدنى حد.
بفضل موقعها الجغرافي والمناخي، ووقوعها على الهضبة الوسطى لإيران تتميز محافظة أصفهان بتنوع بيولوجي فريد. ويدل على ذلك وجود أنواع متنوعة من الحيوانات والنباتات في بيئات متنوعة. وبناءً على الدراسات، تم تحديد أكثر من 2000 نوع نباتي تنتمي إلى 700 جنس و130 عائلة. من بين هذه الأنواع، 350 نوعًا طبيًا، و45 نوعًا خاصًا، و54 نوعًا مهددًا بالانقراض، و16 نوعًا نادرًا.
تتميز محافظة أصفهان أيضًا بتنوع حيواني كبير: 
حيث تم تحديد 485 نوعًا من الفقاريات، و40 نوعًا من الزواحف، و41 نوعًا من الأسماك. وتبلغ المساحة الإجمالية للمناطق المحمية في المحافظة حاليًا أكثر من مليوني هكتار، أي ما يعادل حوالي 20% من مساحة المحافظة.
يُنتَج ما يقرب من 5% من المنتجات الزراعية الإيرانية في محافظة أصفهان، وتحتل هذه المحافظة المرتبة الأولى في البلاد في بناء البيوت الدفيئة. من أهم النباتات الطبية التي تزرع في إصفهان يمكن الإشارة إلى الورد والزعفران وفي الدرجة الثانية البابونج، والصبار، والهندباء البرية، والشَمَر، والكمون، والبلسم الليموني، والمريمية، والبلسم الليموني، والنعناع.
في حقل الزراعة والبستنة، تشغل محافظة أصفهان حوالي سدس مساحة البلاد، وتحتل المرتبة الثالثة إلى الخامسة في البلاد من حيث إنتاج المحاصيل المختلفة مثل البطاطس والبصل والشعير والذرة العلفية. 
وفي حقل إنتاج البستنة، تحتل محافظة أصفهان المرتبة الثانية إلى الخامسة في إنتاج الفواكه ذات النواة مثل التفاح والكمثرى والبرقوق والرمان واللوز والنباتات الطبية مقارنة بمحافظات البلاد الأخرى. كما تُعد هذه المحافظة رابع أكبر منتج لمنتجات البيوت الدفيئة.
وفي مجال إنتاج الثروة الحيوانية، يتم إنتاج أكثر من مليون طن من اللحوم الحمراء والحليب في محافظة أصفهان، وتحتل هذه المحافظة المرتبة الأولى في إيران من حيث إنتاج الحليب الخام وعدد مزارع الألبان، وكذلك من حيث زيادة الإنتاجية في مزارع الألبان الصناعية.
من الجدير بالذكر أن 15% من الناتج القومي الإجمالي لإيران يعود إلى محافظة أصفهان. تُعرف أصفهان مع امتلاكها لأكثر من 9000 وحدة صناعية، بأنها أكثر المحافظات الصناعية في إيران، وتبلغ قيمة صادراتها مليارات الدولارات سنويًا.
إذ يُنتج فيها 70% من إنتاج البلاد من الصلب، و50% من صناعات البناء والحجر، و60% من منتجات الذهب الإيرانية. كما تنشط أكثر من 70 مدينة ومنطقة صناعية في محافظة أصفهان، ويُعد لقب "أكثر المحافظات نشاطًا في مجال الصناعات الصغيرة" مناسبًا لهذه المحافظة.
و من الصناعات الناشطة في أصفهان نشير إلى الصناعات العسكرية، والكيميائية، وصناعات النفط والبتروكيماويات، وصناعة الطائرات، وصناعات تخصيب اليورانيوم، ومحطات الطاقة، وصناعات الأسمنت، وصناعات النسيج والجلود، والكهرباء والإلكترونيات، وصناعات الأخشاب، وصناعات السيارات والمحركات، والصناعات الدوائية والصحية، والصناعات الغذائية، وغيرها الكثير.
محافظة أصفهان، التي تبلغ مساحتها 6.6% من مجموع مساحة إيران، تحتوي على أكثر من 8% من إجمالي احتياطيات البلاد المعدنية، لتحتل المرتبة الثانية بين المحافظات الأخرى في هذا الصدد.
تنقسم مناجم هذه المحافظة إلى أربع مجموعات:
مناجم الأحجار الزخرفية مثل الخزف والرخام، ومناجم مواد البناء مثل الجبس والجير، ومناجم المواد غير المعدنية مثل الطين الحراري، ومناجم المعادن مثل الذهب والحديد والرصاص.
وأخيرًا، فإن أصفهان منطقةٌ يمتد تاريخها إلى تاريخ الحضارة والثقافة الإيرانية. تضم هذه المدينة آثارًا فريدة من نوعها من جميع العصور التاريخية. تُعد أصفهان من المراكز الأثرية القيّمة القليلة التي تُصنف ضمن المناطق الأولى عالميًا، والعديد من آثارها القديمة مُدرجة ضمن قائمة المعالم التاريخية المسجلة عالميًا.
تتمتع أصفهان بمكانة مرموقة في إيران من حيث تاريخها وقيمها الفنية والعلمية والصناعية والتجارية والسياحية الخاصة، والتي سنتناولها في الحلقات القادمة.
حسناً يا أصدقاء، انتهينا من حلقة أخرى من بودكاست "اكتشف إيران". 
هنا، وفي هذه الحلقة، وفي التقت الترنيمة مع الرسم، كشفت أصفهان عن نفسها؛ المدينة التي تحمل مقام "بيات أصفهان الموسيقي " كمرآة تُواجه الروح: مقام يجمع بين البهجة والحزن. 
ها قد تعرفنا على الأسماء والمقامات الموسيقية والأنهار والصحاري والجبال، تعلمنا لماذا توصف إصفهان نصف العالم مكانٌ يمتزج فيه التاريخ والفن والاقتصاد والنظام البيئي في تناغمٍ فريد.
في الحلقات القادمة، سندخل إلى قلب المدينة؛ في ساحة نقش جهان والقباب الفيروزية إلى الجسور التاريخية فوق زاينده رود، ومن الأسواق وورش الحرف اليدوية إلى سرديات الفن في العصرين السلجوقي والصفوي.
ابق معنا حتى لا نكتفي برؤية أصفهان، بل "نسمعها" و"نتذوقها" أيضاً.
إذن "اكتشف إيران" مستمر معكم
وجهتنا القادمة، قلب أصفهان النابض. 
إلى اللقاء
و في أمان الله.