منعت إندونيسيا دخول الرياضيين الإسرائيليين دعمًا لفلسطين وحمايةً للمصلحة العامة. وقد أثار هذا القرار ردود فعل دولية، إلا أن حكومة جاكرتا أصرت على موقفها.
وواجهت إندونيسيا تهديدات من اللجنة الأولمبية الدولية بعد إلغاء تأشيرات أعضاء الفريق الإسرائيلي للمشاركة في بطولة العالم للجمباز في جاكرتا، إلا أن مسؤولي البلاد أكدوا أنهم اتخذوا هذا القرار لحماية "الأمن والمصلحة العامة".
وفي هذا الصدد، صرّح "إريك توهير"، وزير الرياضة والشباب الإندونيسي، قائلاً:
"إن قرار إندونيسيا يتوافق مع القوانين السارية ودستور البلاد لعام 1945، الذي يُكلّف الحكومة بمهمة المساعدة في "الحفاظ على النظام العام".
وأضاف:
"أن إندونيسيا تلتزم بـ "مبدأ الحفاظ على الأمن، النظام العام والمصلحة العامة في أي حدث دولي"، ولذلك منعت الوفد الإسرائيلي من المشاركة في هذه المسابقات".
وكتب إريك توهير في منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي X:
"أن جاكرتا تفهم عواقب إلغاء التأشيرات للرياضيين الإسرائيليين، لكنه أكد أن إندونيسيا ستواصل لعب دور فاعل في الأحداث الرياضية الإقليمية، الآسيوية والعالمية، مبرزة قوة رياضتها ومكانتها الوطنية".

وأكدت الحكومة الإندونيسية تمسكها بقرارها رفض منح تأشيرات للرياضيين الإسرائيليين للمشاركة في بطولة العالم للجمباز، المقرر إقامتها في الفترة من 19 إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني، على الرغم من أن اللجنة الأولمبية الدولية حذّرت من أنها ستلغي مؤقتًا الأحداث الدولية في إندونيسيا إذا استمر هذا التوجه.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان إنها ستنصح الاتحادات الدولية بعدم استضافة أحداث أو اجتماعات دولية في إندونيسيا حتى تضمن إمكانية وصول جميع المشاركين، بغض النظر عن جنسياتهم.
وفي المقابل، رفضت محكمة التحكيم الرياضي (CAS) طلب إسرائيل بالمشاركة في الألعاب وأيدت قرار إندونيسيا.
اتُخذ القرار ردا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي وصفتها إندونيسيا بـ"الإبادة الجماعية"، وفي إطار سياستها المبدئية بدعم الشعب الفلسطيني.
تأتي خطوة إندونيسيا في وقت اتهم فيه بعض المحللين اللجنة الأولمبية الدولية بـ"ازدواجية المعايير".
على سبيل المثال، بعد بدء حرب روسيا ضد أوكرانيا في فبراير 2022، منعت اللجنة الأولمبية الدولية روسيا من المشاركة في أولمبياد باريس 2024، لكنها سمحت لبعض الرياضيين الروس بالمنافسة كمحايدين.
بينما كان الرياضيون الإسرائيليون حاضرين في أولمبياد باريس 2024 تحت العلم الإسرائيلي، تعرضت مناطق مختلفة من قطاع غزة لقصف عنيف من قبل الجيش الإسرائيلي.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 800 رياضي استشهدوا في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، كما دُمرت البنية التحتية الرياضية، بالإضافة إلى الإمدادات الغذائية والمرافق الطبية، في أجزاء من المنطقة.
هذه الخطوة الإندونيسية، وإن كانت تتماشى مع سياستها الخارجية في إدانة الكيان الصهيوني والدعم الشعبي الواسع للقضية الفلسطينية، إلا أنها تعكس الحراك العالمي الداعم للفلسطينيين وعزلة الكيان الصهيوني المتزايدة على الساحة العالمية، بما في ذلك في المنافسات الرياضية.
تزداد عزلة إسرائيل الرياضية حدة في أعقاب التطورات السياسية وردود فعل الدول على تصرفات الكيان، وخاصة تجاه فلسطين، كما أنها تعكس عزلتها السياسية في العالم.
في السنوات الأخيرة، وخاصةً في أعقاب الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة، اتخذت بعض الدول، بما فيها إندونيسيا وماليزيا، خطوات لمنع الرياضيين الإسرائيليين من دخول أراضيها.
وتعارض العديد من الدول، وخاصة في العالم الإسلامي، تصرفات الكيان الصهيوني وتستخدم الأدوات الدبلوماسية والرياضية للتعبير عن احتجاجها. ويُظهر هذا التوجه أن الرياضة أصبحت ساحة سياسية بشكل متزايد.