هل تعتقد بأنه من الممكن إحداث ثورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟.
في أقل من عام، شهدنا من كاتماندو إلى نيروبي، ومن الجزيرة إلى عاصمة مدغشقر أنتاناناريفو والدار البيضاء، مشهدا متكررا؛ خبر صغير ينتشر عبر الهواتف المحمولة، وبعد ساعات قليلة تمتلئ الشوارع بشباب بلا حزب، ولا قائد واضح، ولا حتى شعار واحد.
تُطلق وسائل الإعلام على هذه الموجة اسم "موجة الجيل Z"؛ موجة تنبع من استياء حقيقي، لكنها تستمد وقودها من الإشعارات الفورية على وسائل التواصل الاجتماعي.
تكون الشرارة الأولى دائمًا في هذه الثورات، استفزازا عاطفيا. فيما يخص نيبال، فقد تسرب خبر حجب وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كينيا لائحة الضرائب، وفي المغرب أخبار وفاة المرضى في المستشفيات العامة.
قد تبدو هذه الأمور سطحية، ولكنها تعمل كمحفز في نفسية الرأي العام ؛ لأن الشعور بانعدام العدالة يُحرّك جسد المجتمع أسرع من أي جدال.
من هنا يتم تشغيل محرك التآزر الرقمي:
'Discord ديسكورد للتنسيق، رديت Reddit لسرد الرواية وTikTok تيك توك للإثارة'.
كل إعجاب عبارة عن مكافأة واحدة، وكل إعادة نشر ضخ قطرة جديدة من الدوبامين.
في الخطوة التالية، تتدفق موجة المشاعر من الفضاء الإلكتروني إلى الواقع الميداني، وتبحث الحركة عن رمز للتباهي به:
"احتلال مبنى حكومي، ساحة مركزية، أو شارع للتباهي به".
من هذه النقطة فصاعدًا، يكون هناك مساران مفتوحان:
إذا تصاعد العنف، فقد يتحول الاحتجاج إلى انتفاضة وطنية. في نيبال، هناك تقارير عن عشرات القتلى واستقالة رئيس الوزراء - وإذا قدمت الحكومة تنازلات، فإن الموجة تهدأ، ولكن ليس كنهاية الأمر؛ بل تتراجع الطاقة إلى الشبكات، لتندلع مرة أخرى في الدورة التالية.
يبدو أن الخوارزميات هي التي استولت على قيادة الأمور. أنظمة تكيف الدماغ للاستجابة الفورية وتخلق "الترندات" بدلاً من النقابات والأحزاب.
إذن ليست حركة جيل Z ثورة طبقية ولا مشروعا أيديولوجيا؛ إنها أشبه برد فعل عصبي لجيل يرى المستقبل بعيدا، ويعتبر الصبر طويل الأمد مستحيلًا.
خبر واحد، إحساس واحد، مشهد واحد؛ والدوبامين، الوقود الذي يفعّل هذه الدورة سريعا ونشطا.
ربما يكون السؤال الرئيسي هو:
إذا يتم استبدال الحكومات بالخوارزميات، فمن يُدير الخوارزميات هذه؟
ما رأيكم؟.