البث المباشر

دعاء النبي(ص) عند تلاوة آية الدعاء سيرة امير المؤمنين(ع) في الزهد ومراقبة اهل السوق ادب النقد في خلق الامام الحسين(ع)

الأحد 28 إبريل 2019 - 11:08 بتوقيت طهران
دعاء النبي(ص) عند تلاوة آية الدعاء سيرة امير المؤمنين(ع) في الزهد ومراقبة اهل السوق ادب النقد في خلق الامام الحسين(ع)

وصلى الله على سيدنا وحبيب قلوبنا محمد المصطفى وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم - مستمعينا الأفاضل.. مستمعاتنا الفاضلات- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الاعزاء: حول عبادة النبي (صلى الله عليه وآله) وأدبه في الدعاء والعبادة‌ ورد عن جابر بن عبد الله (رضوان الله تعالى): ان النبي (صلى الله عليه وآله) قرأ: «واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي».
فقال (صلى الله عليه وآله): «اللهم امرت بالدعاء وتكفلت بالاجابة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة‌ لك والملك لا شريك لك، اشهد انك فرد احد صمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد، واشهد ان وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وانك تبعث من في القبور».

*******

ان من معالي اخلاق أمير المؤمنين علي (عليه السلام) حرصه الشديد على تطبيق قوانين ومباديء الدين الحنيف كما امر الله تعالى ورسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) فلم تأخذه في ذلك لومة لائم وفي مجال الرقابة‌ الدقيقة لوضع السوق كان (عليه السلام) حريصاً على تجسيد العدالة الاقتصادية ‌في مرافق الحياة الانسانية كافةً ومن اجل ذلك التزم خطةً لمراقبة البيع والشراء وطبيعة ما يعرض للبيع للحيلولة دون التطفيف في المكاييل والتلاعب بالأسعار او الغش.
فعن الامام الباقر (عليه السلام) قال: كان امير المؤمنين (عليه السلام) كل بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرة وهي كالسوط ما يضرب به على عاتقه وكان لها طرفان وكانت تسمي السبيبة وهي الحبل فيقف عليها سوقاً سوقاً فينادي: يا معشر التجار قدموا الاستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين وتزينوا بالحلم وتناهوا عن الكذب واليمين وتجافوا عن الظلم وانصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا و«أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين».
ونبقى مع امام المتقين علي (عليه السلام) وحرصه على تجسيد العدالة الاقتصادية في مرافق الحياة الانسانية كافة، فعن ابي النوار قال: رأيت علياً (عليه السلام) وقف على خياط فقال له: يا خياط صلب الخيط ودقق الدرز وقارب الغرز فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «يؤتى يوم القيامة بالخياط الخائن وعليه فميص ورداء مما خاطه وخان فيه، فيفتضح على رؤوس الأشهاد».
ثم قال (عليه السلام): «يا خياط اياك والفضلات والسقطات فان صاحب الثوب احق بها».
اجل - مستمعي الكريم- هكذا جسد أمير المؤمنين (عليه السلام) المخطط الاسلامي للعدالة الاجتماعية بأدق صورها وهكذا عامل الأمة ‌بالرفق والحب فعايش آمالها وآلامها حتى قطفت اروع ثمرات العدل في تأريخها كما كانت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) سواء بسواء.
وفي عهده تبنى الامام علي (عليه السلام) سياسة نكران الذات بالزهد الصادق بكل ما يطمع به الطامعون من مال وملذات وزخرف فلقد عاش (عليه السلام) في بيت متواضع لا يختلف عما يسكنه فقراء الأمة وكان يأكل خبز الشعير تطحنه زوجته الصالحة (عليه السلام) او يطحنه بيده سواء‌ في ذلك قبل خلافته وبعدها وكان يلبس اخشن لباس وابسطه.
ولعظيم ايثاره للأمة على نفسه ما رواه عبد الله بن الحسين بن الحسن (عليه السلام) قال: اعتق علي (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الف مملوك مما عملت يداه وعرق جبينه ولقد ولي الخلافة واتته الأموال فما كان حلواه الا التمر ولاثيابه الا الكرابيس.

*******

مستمعي العزيز: للنقد هدف نبيل وهو تصحيح الفكرة لخدمة‌ الحق الذي لو انكشف لمال اليه كل ذي لب، لهذا فان المخلصين للحق لا يخشون النقد ابداً بل يرحبون به ويحترمون الناقد المخلص، والنقد بين المخلصين انفسهم دليل التواضع وحب الأصلح وعدم المكابرة على الحق وهذا ما نجده في أخلاق الصالحين.
قيل للامام الحسين (عليه السلام): ان اباذر يقول: «الفقر احب الي من الغنى والسقم احب الي من الصحة». 
فقال (عليه السلام): رحم الله اباذر اما انا فأقول: «من اتكل على حسن اختيار الله تعالى له لم يتمن غير ما اختاره الله عزوجل له».
لا شك في مقام ابي ذر عند الله تعالى كما لا شك ايضاً في ان الاولياء درجات عند الله، ولذا كان ابوذر الغفاري رغم مقامه وكبر سنه لا يرى لنفسه درجة عند المقارنة‌ بدرجة الحسين (عليه السلام)، لا حظ - مستمعي الكريم- ادب النقد والتصحيح الذي بدأه الحسين (عليه السلام) بكلمة - رحم الله اباذر- فهل نتعلم من سيد الشهداء اخلاقه وادبه اذا اردنا نقد الآخرين لتصحيح المسار، نسأل والباري تعالى ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه، انه سميع مجيب.
وفي الختام - ايها الأحبة الأكارم- نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة