أكد "محمد جواد شاهجوئي"، الخبير في صناعة النقل بالسكك الحديدية، أن مشروع سكة حديد شلمجة - البصرة يُعد مشروعا رئيسيا لتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين إيران والعراق. ويلعب دورا هاما في تطوير التجارة الإقليمية والاتصالات الدولية لصالح البلدين.
وأشار إلى أهمية ربط خط سكة حديد شلمجة - البصرة، قائلاً:
"يُعد هذا الأمر أحد المشاريع الرئيسية في تعزيز ميثاق الأخوة والتعاون الاقتصادي والاجتماعي بين إيران والعراق. ومن وجهة النظر الإيرانية، تكمن الأهمية الأولية لهذا المشروع في مجال نقل الركاب. ولذلك، وكما ورد في الاتفاق بين رئيسي البلدين، من المتوقع إطلاق هذا الخط في أقرب وقت ممكن.
ومن ناحية أخرى، لا يقتصر هذا الطريق على الربط الإيراني العراقي معا فحسب، بل يوفر أيضًا منصة لربط العديد من الدول وتغيير قواعد التجارة الإقليمية".
وصرح:
"على الرغم من أن خط سكة حديد شلمجة - البصرة يُستخدم حاليًا بشكل رئيسي لنقل الركاب، إلا أنه على المدى الطويل، يُعدّ استخدامه لنقل البضائع أيضًا من بين الأهداف المطروحة.
وتابع قائلا:
"تشير التقديرات إلى أن القدرات الاقتصادية للتبادلات بين البلدين ستصل إلى حوالي 20 مليار دولار سنويًا في المستقبل، في حين أن شبكات السكك الحديدية والطرق الحالية لا تستجيب لهذا الحجم من التبادلات. لذلك، يُعدّ تطوير مسارات جديدة وتعزيز البنية التحتية للسكك الحديدية والطرق بين البلدين أمرا بالغ الأهمية.

حجم التجارة بين إيران والعراق 2004-2024 (مليار دولار)
وأضاف شاهجوئي:
"تسعى دول أخرى إلى استخدام خط سكة الحديد بين إيران والعراق لتوسيع تجارتها، ولذلك تتجاوز أهمية خط شلمجة - البصرة حدود البلدين. ويمكن لهذا المشروع أن يلعب دورًا محوريًا في تغيير قواعد التجارة الإقليمية الحالية.
كما لن يقتصر هذا المشروع على تعزيز التجارة بين البلدين فحسب، بل سيوفر أيضًا فرصة لإيران والعراق للاستفادة بشكل مشترك من المزايا الاقتصادية لشبكة السكك الحديدية الإقليمية والدولية.
وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى أن يكون لها حضور فاعل في ممر الشمال - الجنوب وممر الشرق - الغرب. ولهذا الغرض، تسعى إيران أيضًا إلى إنشاء خط سكة حديد بين الشرق والغرب من خلال ربطها بالعراق بالإضافة إلى الاستفادة من القدرات التركية.

الممرات العابرة عبر إيران
خط سكة حديد شلمجة - البصرة بوابة للتعاون الإيراني العراقي الصيني
أكد خبير قطاع النقل بالسكك الحديدية الإيرانية، مشيرا إلى أهمية الطرق الدولية والتعاون الإقليمي ودور خط سكة حديد إيران والعراق فيها، أن الصين تنوي استخدام هذا الخط لتصدير البضائع إلى أوروبا وأفريقيا. وبناءً على ذلك، يُمكن أن يُشكل تطوير خط سكة حديد بين الصين وإيران أساسًا لتعزيز روابط العراق مع الصين وآسيا الوسطى.
وتلعب مشاريع جديدة، مثل خط سكة حديد شلمجة - البصرة، وخط سكة حديد هرات - مزار شريف، وإنشاء شبكة سكك حديدية متكاملة من الصين إلى العراق عبر إيران، دورًا هامًا في التجارة الإقليمية.
وقال هذا الخبير بخصوص المخاوف بشأن التأثير السلبي لخط سكة حديد شلمجة - البصرة على الموانئ العراقية، أيضًا:
"لا يُشكل هذا الخط أي تهديد للموانئ العراقية، والعلاقات بين موانئ إيران والعراق قائمة على التعاون والتآزر. وتوجد حاليًا اتفاقية تعاون بين ميناء الشهيد رجائي الإيراني والميناء البلجيكي، وميناء أنزلي مع ميناء أوليا الروسي وميناء أكتاو الكازاخستاني، والتي يمكن أيضًا إبرامها مع الموانئ العراقية".
وأضاف رئيس لجنة تخطيط النقل في إيران:
"يمكن أيضًا النظر إلى العلاقة بين ميناء الفاو والموانئ الإيرانية في هذا الإطار. وفي الواقع، يُسهم النمو الاقتصادي العراقي أيضًا في النمو الاقتصادي الإيراني، ونظرة جمهورية إيران الإسلامية لهذا المشروع ليست تنافسية، بل داعمة وتعاونية".
وهنأ شاهجوئي العراق على انضمامه إلى اتفاقية النقل البري الدولي (TIR)، قائلاً: "لقد انضمت إيران أيضًا إلى هذه الاتفاقية منذ سنوات عديدة، وتستفيد من إمكانياتها لتعزيز التعاون في مجال النقل".
وأكد على سياسة جمهورية إيران الإسلامية في توسيع نطاق الربط الشامل مع الدول المجاورة فيما يتعلق بمشاريع الربط الأخرى بين إيران والعراق، مضيفا:
"تسعى إيران إلى تطوير ممر الشمال - الجنوب باتجاه روسيا عبر الممرات المائية الشرقية والغربية وبحر قزوين".

خريطة خط سكة حديد خسروي - خانقين
واختتم بالقول:
"تنطبق السياسة نفسها على العراق، وتهدف إلى تعزيز شبكات السكك الحديدية والطرق المشتركة بين البلدين. ويكتسب خط خسروي - خانقين أهمية استراتيجية لإيران، ويكون مشروع ربط طهران - خسروي - خانقين - بغداد مدرجا على جدول الأعمال".