البث المباشر

حلم النبي(ص) وعفوه وشمولية رأفته الامام علي(ع) والاخلاق الحكومية الامام الحسين(ع) وأدب ترك المراء والجدال بالباطل

الأحد 28 إبريل 2019 - 09:42 بتوقيت طهران
حلم النبي(ص) وعفوه وشمولية رأفته الامام علي(ع) والاخلاق الحكومية الامام الحسين(ع) وأدب ترك المراء والجدال بالباطل

والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد المختار وعلى آله الطيبين الاطهار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
اخوتي الكرام نتحدث حول حلم النبي(ص) قالت عائشة: (ما ضرب النبي(ص) امرأة قط، ولا ضرب خادماً قط ولا ضرب بيده شيئاً قط الا ان يجاهد في سبيل الله عز وجل، ولا نيل منه فانتقم من صاحبه الا ان تنتهك محارمه فينتقم).
وعن جابر بن عبد الله(رض) قال ان رسول الله جعل يفيض للناس يوم حنين من فضة في ثوب بلا فقال له رجل: يا نبي الله اعدل؟
فقال النبي(ص): (ويحك فمن يعدل اذا لم اعدل فقد خبت وخسرت ان كنت لا اعدل)، فقام عمر الا اضرب عنقه فانه منافق؟ 
فقال(ص): (معاذ الله ان يتحدث الناس اني اقتل اصحابي). 
وعن انس قال: كنت امشي مع رسول الله(ص) وعليه بُرْد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه (أي جذبه) بردائه جبذة شديدة حتى نظرت الى صفحة عاتق رسول الله(ص) قد اثّرت بها حاشية البُرْد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك .. فالتفت اليه رسول الله(ص) ثم ضحك ثم امر له بعطاء... وقيل له في القتال: ادع الله على المشركين فقال(ص) انما بعثت رحمة مهداة لم ابعث لعّاناً.
لقد كان من معالي اخلاق الامام علي(ع) عدم المساومة في احقاق الحق ودحض الباطل، فحين تولى ادارة شؤون الامة حدد مواصفات ولاة الامر وموظفي الدولة الذي يرشحهم الاسلام لادارة شؤون الامة الاسلامية ببيان اصدره(ع) جاء فيه: (انه لا ينبغي ان يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في اموالهم نهمته "أي شهوته الشديدة وحرصه المفرط" ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدِّوَل فيتخذ قوماً دون قوم "والحائف للدِّوَل الذي يظلم في توزيع الاموال فيفضل جماعة على اخرى"، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع "أي الحدود التي حددها الله تعالى"، ولا المعطل للسُّنَّة فيهلك الامة).
اجل ففي ضوء هذا التحديد الموضوعي الواضح لصفات المسؤولين والموظفين الذين يقرهم الاسلام عمد امير المؤمنين(ع) الى الاستغناء عن خدمات قسم من الولاة والعمال الذين كانوا يتولون ادارة الاقاليم في الدولة الاسلامية لانه(ع) لو ساوم ـ كما يريد بعض المؤرخين ـ لتعذر على الاجيال المسلمة التماس الصورة الحقيقية للشريعة التي ابتعث الله بها رسوله العظيم(ص)، فقد كان من اهداف امير المؤمنين علي(ع) ان يوضح المعالم الاساسية لهذا الدين الحنيف كما جاء بها النبي(ص)، وينفض عنها غبار التضليل وركام التزييف على انه(ع) قد مارس العمل بالاولويات وقدم الاهم على المهم، وقد عمل وسعه على سد المنافذ التي ينطلق منها ظلم الناس وتضيع من خلالها معالم العدل ورعاية الشريعة للمستضعفين من عباد الله عز وجل. ومن اجل ذلك رأينا الامام(ع)يبادر فوراً الى عزل الولاة والعمال الذين كانوا سبباً في ظلم الناس واشاعة الباطل ويعود بالامة الى قاعدة المساواة في توزيع العطاء، كما كان رسول الله(ص) يفعل، ثم يعلن فيما يعلن من سياساته التي تتوخى اقامة العدل انه سيعيد المال المغصوب من الامة الى بيت المال حتى وان وجده قد تزوجت به النساء اوملكت به الاماء.
نختم البرنامج بما يلي: روي ان رجلاً قال للامام الحسين(ع) اجلس حتى نتناظر في الدين قال: (يا هذا انا بصير بديني مكشوف عليَّ هداي، فان كنت جاهلاً بدينك فاذهب فاطلبه، مالي وللمماراة وان الشيطان ليوسوس للرجال ويناجيه ويقول: ناظر الناس في الدين لئلا يظنوا بك العجز والجهل، ثم المراء لا يخلو من اربعة اوجه: اما ان تتمارى انت وصاحبك فيما تعلمان، فقد تركتما بذلك النصيحة وطلبتما الفضيحة واضعتما ذلك العلم، او تجهلانه فاظهرتما جهلاً، وخاصمتما جهلاً، واما تعلمه انت فظلمت صاحبك بطلب عثرته، او يعلمه صاحبك فتركت حرمته ولم تنزل منزلته، وهذا كله محال، فمن انصف وقبل الحق وترك المماراة فقد اوثق ايمانه واحسن صحبة دينه، وصان عقله).
اجل مستمعي الكريم ـ وقد ورد عن امير المؤمنين(ع): (اياكم والمراء والخصومة فانهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما النفاق). 
ونذكر عملاً بالآية الشريفة: «وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين» فنقول يا ليت ـ بعض العلماء ـ واكثر الناس في عصرنا هذا يتعلمون ذلك الخلق الحسيني في ترك المراء والجدال والقيل والقال.
ولقد تمنى مثل هذا كل الصالحين ولكن الكثيرين لا زالوا يتجادلون على اتفه الأمور ولذا تجدهم في هراء وخواء وعقم وسقم وعرض للعضلات بلا تقدم حقيقي نحو الحسنات (اعاذنا الله من ذلك).
وختاماً ايها الاكارم نشكركم على حسن المتابعة وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة