البث المباشر

أخلاق النبي(ص) في حسن العشرة مع الآخرين امير المؤمنين(ع) وإغاثته للخلفاء حفظاً لللاسلام مواساة امير المؤمنين(ع) لأضعف رعية إهتمام الامام الحسين(ع) بأمور المسلمين

الأحد 28 إبريل 2019 - 08:27 بتوقيت طهران
أخلاق النبي(ص) في حسن العشرة مع الآخرين امير المؤمنين(ع) وإغاثته للخلفاء حفظاً لللاسلام مواساة امير المؤمنين(ع) لأضعف رعية إهتمام الامام الحسين(ع) بأمور المسلمين

والصلاة والسلام على حبيب آله العالمين محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في برنامجكم هذا راجين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
عن سيرة الرسول الاكرم(ص) واخلاقه مع جلسائه قال الامام الحسين(ع) نقلاً عن ابيه علي(ع): (كان رسول الله(ص) دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخَّاب ولا فحاش ولا عيَّاب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والاكثار، ومما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم احداً ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم الا فيما يرجو ثوابه، اذا تكلم اطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فاذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، متى تكلم انصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث اولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى ان كان اصحابه ليستجلبونهم "أي يستجلبون الفقير نحوهم لئلا يؤذي النبي بكثرة الحاحه وغيره" ويقول اذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه "أي اعطوه" ولا يقبل الثناء الا من مكافيء ولا يقطع على احد حديثه حتى يجوز فيقطعه بانتهاء او قيام).
ولقد كان من معالي اخلاق امير المؤمنين علي(ع) اعانته وتسديده للخلفاء الثلاثة حيث كانوا يستشيرونه اذا التبست عليهم الامور، فكان(ع) يرشدهم الى الحكم الاسلامي الصحيح في مختلف المسائل او يوجههم نحو الوجهة التي تحقق المصلحة الاسلامية العليا.
وعلى سبيل المثال نذكر الرواية التالية: قدم جاثليق النصارى يصحبه مئة من قومه فسال ابا بكر اسئلة فدعا علياً(ع) فأجابه عنها ونكتفي منها ـ كنموذج ـ بسؤال واحد من اسئلة الجاثليق حيث قال: اخبرني عن وجه الرب تبارك وتعالى؟ فدعا علي(ع) بنار وحطب واضرمه، فلما اشتعلت قال: اين وجه هذه النار؟ 
قال الجاثليق: هي وجه من جميع حدودها، فقال علي(ع): هذه النار مدبرة مصنوعة لا يعرف وجهها، وخالقها لا يشبهها، ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله لا تخفى على ربنا خافية. وفي رواية اخرى ارسل ملك الروم رسولاً الى ابي بكر يسأله عن رجل لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولا يخاف الله، ولا يركع ولا يسجد ويأكل الميتة والدم، ويشهد بما لم ير ويحب الفتنة ويبغض الحق. فاخبر بذلك علياً(ع) فقال: (هذا رجل من اولياء الله، لا يرجو الجنة ولا يخاف النار، ولكن يخاف الله ولا يخاف من ظلمه وانما يخاف من عدله، ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة، ويأكل الجراد والسمك، ويأكل الكبد ويحب المال والولد «انما اموالكم واولادكم فتنة» ويشهد بالجنة والنار وهو لم يرهما، ويكده الموت وهو حق).
ولقد ذكر التاريخ ان من شدة عدالة امير المؤمنين(ع) انه كان يقدر نفسه واهل بيته بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره "يتبيغ: أي يهيج به الالم". وروى العلامة المجلسي(رض) في كتابه بحار الانوار: ان رجلاً من خثعم راى الحسن والحسين )عليهما السلام( يأكلان خبزاً وبقلاً وخلاً فقال لهما: اتأكلان من هذا وفي الرحبة ما فيها؟ ـ أي في وسعكما بصفتكما ابناء الحاكم ان تأكلا اكلاً الذَّ مثل ابناء الحكام الآخرين ـ فقالا )عليهما السلام(: (ما اغفلك عن أمير المؤمنين(ع) ـ أي كأنك تجهل شدة التزامه (عليه السلام) بمواساة اضعف رعيته في مطعمه ـ ).
وكان من اخلاق الامام الحسين(ع) توجيه العاملين في الساحة الاسلامية وتزويدهم برؤى رسالية وهو ان دلَّ على امر فانما يدلُّ على انه(ع) في موقفه الآتي يبين اهتمامه بالساحة الاسلامية والعاملين فيها.
كتب الامام الحسين(ع) الى عبد الله بن عباس حين سيَّرهُ عبد الله بن الزبير الى اليمن: (اما بعد، بلغني ان ابن الزبير سيَّركَ الى الطائف، فرفع الله لك بذلك ذكراً، وحط بك عنك وزراً، وانما يبتلى الصالحون، ولو لم تؤجره الا فيما تحب لقلَّ الاجر، عزم الله لنا ولك بالصبر عند البلوى والشكر عند النعمى، ولا اشمت بنا ولا بك عدواً حاسداً ابداً، والسلام).
وهكذا كان الامام(ع) مهتماً بامور المسلمين ومراقباً للمسيرة الاسلامية وموجهاً للعاملين فيها وذلك كيلا تفرغهم الاهواء عن اهدافها الرسالية واخلاقها المحمدية وان تصدعت كثيراً بالفتن المضلة.
وختاماً ايها الاكارم شكراً لكم على حسن المتابعة راجين لكم اطيب الاوقات واهنئها. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة