وركز العلماء على دراسة علاقات نمط الحياة والتاريخ الطبي وتأثيرها على هذا المرض، الذي غالبا ما يشخص في مراحل متأخرة ويعرف بـ”القاتل الصامت”. وعادة ما تظهر أعراض سرطان البنكرياس في مراحل متأخرة، مثل اصفرار الجلد وبياض العين والحكة وفقدان الوزن أو الشهية والإمساك أو الانتفاخ، ما يجعل الكشف المبكر تحديا طبيا كبيرا.
واستخدم العلماء بيانات من دراستين مستمرتين شملتا 900 مشارك أمريكي، ضمن دراسة الوقاية من السرطان التابعة للجمعية الأمريكية للسرطان ودراسة فحص سرطان البروستات والرئة والقولون والمبيض.
وبدأ الفريق بجمع عينات اللعاب من المشاركين بعد غسل الفم بمطهر، ثم تابعوا حالاتهم لمدة تسع سنوات تقريبا لتسجيل أي ظهور لأورام سرطانية.
وقارن الفريق الحمض النووي للبكتيريا والفطريات في اللعاب بين 445 مريضا بسرطان البنكرياس و 445 مشاركا آخرين لم يصابوا بالمرض، مع مراعاة عوامل الخطر المعروفة، مثل التدخين والعمر والعرق. وأدى هذا التحليل إلى تحديد مجموعة من الكائنات الدقيقة التي قد ترتبط بخطر الإصابة بالسرطان.
وحدد العلماء 24 نوعا من البكتيريا والفطريات التي إما زادت أو قللت من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس. ووجدوا أن ثلاث بكتيريا مرتبطة بالسرطان مسبقا تسبب التهاب اللثة، ما قد يؤدي إلى تلف عظام الفك والأنسجة المحيطة بالأسنان، وأن هذه الميكروبات الضارة زادت خطر الإصابة بالسرطان أكثر من ثلاث مرات.
كما اكتشف الفريق لأول مرة أن نوعا من الخميرة يسمى “كانديدا”، الموجود طبيعيا على الجلد وفي الجسم، قد يلعب دورا في سرطان البنكرياس. ومن خلال تقييم تركيب ميكروبات الفم لكل مشارك، طور العلماء أداة تقديرية لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وأشارت البروفيسورة جي يونغ آن، المشاركة في الدراسة، إلى أن: “تحليل أنواع البكتيريا والفطريات في الفم قد يساعد الأطباء على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس، مع ضرورة توخي الحذر لأن الدراسة لم تثبت وجود علاقة سببية مباشرة”.
أهمية الوقاية ونمط الحياة
تشير التقديرات إلى أن التدخين والسمنة يسهمان بشكل كبير في خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، بنسبة تصل إلى 22% للتدخين و12% للسمنة. كما يؤكد العلماء أن النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم والحفاظ على وزن صحي، يمكن أن يقلل من المخاطر بشكل عام.
البنكرياس ووظيفته في الجسم
البنكرياس عضو بيضاوي الشكل يقع خلف المعدة ويبلغ طوله حوالي 25 سم. ويقوم بإنتاج الإنزيمات الهاضمة التي تساعد في تحويل الطعام إلى عناصر غذائية، إضافة إلى تنظيم إفراز الهرمونات المهمة مثل الإنسولين، ما يجعله عضوا أساسيا في الجهاز الهضمي والغدد الصماء.
التحديات التشخيصية
يُشخص معظم المرضى في مراحل متأخرة، ما يقلل من فرص البقاء على قيد الحياة. وعند اكتشاف المرض مبكرا، يعيش حوالي نصف المرضى لمدة عام على الأقل، أما إذا انتشر خارج البنكرياس، فلا يعيش سوى واحد من كل عشرة مرضى.
ونشرت الدراسة في مجلة JAMA Oncology.