وأكد مسؤولان إسرائيليان لشبكة «سي.إن.إن» أن العملية البرية بدأت بالفعل، ووصفتها القناة بأنها ستكون «تدريجية» في بدايتها. فيما ذكر موقع «أكسيوس» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن الهجوم البري انطلق مساء أمس، وفق وكالة «رويترز».
وشهدت مدينة غزة، فجر الثلاثاء، قصفًا عنيفًا، أدى إلى مقتل 38 شخصاً بحسب التلفزيون الفلسطيني، فيما تواصل الدبابات الإسرائيلية دخول قلب المدينة في مشاهد تصفها التقارير بأنها مستويات حرب لم يشهدها شمال القطاع منذ عامين تقريبًا.
وقد اضطر أكثر من 300 ألف غزاوي للفرار جنوبًا، بينما بقي حوالي 700 ألف شخص في المدينة، وسط مخاوف من استمرار التصعيد العسكري.
وأثار الغزو البري جدلًا واسعاً داخل المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، حيث أعرب معظم المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس الأركان إيال زامير، عن معارضتهم، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بالمضي قدماً، مبرراً ذلك بقدرته على تقليل حدة الهجوم وتأمين الرهائن والجنود الإسرائيليين.
وأكد نتنياهو أن الغزو سيُلحق بحركة «حماس» هزيمة كبيرة تتجاوز ما مُنيت به خلال عامين. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن غزة «تحترق» وأن الجيش الإسرائيلي سيواصل ضرب البنى التحتية دون تراجع.
من جانبهم، وصف شهود عيان وأفراد الدفاع المدني في غزة القصف بأنه كثيف ومجزرة كبيرة، مؤكدين وقوع شهداء وإصابات ومفقودين تحت الأنقاض، خصوصًا بعد استهداف مناطق سكنية متعددة.
يأتي هذا التصعيد بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل، حيث جدد دعم بلاده «الراسخ» لإسرائيل في جهودها ضد حركة «حماس»، فيما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن قلقه من استخدام «حماس» الرهائن كدروع بشرية، داعيًا إلى إطلاق سراحهم فورًا.
وتواجه عائلات الرهائن غضباً متزايداً من قرار تكثيف العمليات العسكرية، معتبرة أن مصير أحبائهم أصبح في خطر، فيما توجهت بعض العائلات إلى مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس للمطالبة بتحرك عاجل لإنقاذ الرهائن.