البث المباشر

إيران ودورها الاستراتيجي المؤثر في النقل الأوراسي

الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 17:20 بتوقيت طهران
إيران ودورها الاستراتيجي المؤثر في النقل الأوراسي

تعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقطة التقاء لما لا يقل عن تسعة ممرات دولية للنقل والاقتصاد وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي في قلب أوراسيا وقربها من الممرات المائية الحيوية.

ويمكن للبلاد استغلال الفرص الاقتصادية والأمنية لهذه الطرق وترسيخ مكانتها في الجغرافيا السياسية للمنطقة من خلال تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية والموانئ، التواجد الفعال على الطرق الاستراتيجية، والإدارة الدبلوماسية.

ونلقي في هذا التقرير نظرة على أهم ممرات الاتصالات في إيران، والتي يُمكنكم الاطلاع عليها كما يلي في التالي:

 

ممر الشمال - الجنوب

يربط ممر الشمال - الجنوب، الهند بروسيا وأوروبا عبر إيران، وفي عام 2024، ارتفع حجم الترانزيت بنسبة 19% ليصل إلى 26.9 مليون طن. ويُعزز التواجد الفعال لإيران على هذا الطريق، إلى جانب تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية والموانئ، الدور الدبلوماسي والاقتصادي للبلاد.

 

ممر الشرق - الغرب (الحزام والطريق الصينية)

يُعدّ ممر الشرق - الغرب جزءًا من مبادرة الحزام والطريق الصينية، ويضع إيران في قلب ربط شرق آسيا بأوروبا.و يوفر خط السكة الحديد الصيني الإيراني، وربط آسيا الوسطى بموانئ إيران الجنوبية، فرصا لجذب رؤوس الأموال وزيادة الصادرات غير النفطية، إلا أن منافسة الصين على الطرق البديلة وانعدام الأمن الإقليمي يُشكّلان تهديدات.

 

ممر القوقاز وزنغزور

يُعدّ ممرا زنغزور والقوقاز من المناطق الحساسة جيوسياسيًا؛ إذ تشعر إيران وأرمينيا بالقلق إزاء انخفاض وصول الجمهورية الإسلامية البري إلى القوقاز ونفوذ تركيا وباكو. ويمكن للوجود الإيراني النشط أن يُحوّل هذا الطريق إلى أداة لتعزيز مكانة إيران الإقليمية.

 

ممر الخليج الفارسي - البحر الأبيض المتوسط

يُتيح ممر الخليج الفارسي - البحر الأبيض المتوسط ​​وميناء تشابهار فرصًا لتقليل الاعتماد على مضيق هرمز وتطوير الصادرات غير النفطية، إلا أن عدم الاستقرار الإقليمي والمنافسة الدولية تُشكّلان تحديات. وتُعدّ طرق أخرى، مثل  آي مك (IMAC) و"لاجورد" (Lapis Lazuli)، منافسيتن رئيسيتين لإيران، وأن تطويرها دون دور إيراني تكميلي بإمكانه أن يُقلل من أهمية البلاد في مجال النقل (الترانزيت).


ممر أفغانستان - إيران - آسيا الوسطى (تشابهار)

إن محور هذا الممر هو ميناء تشابهار، الذي يربط أفغانستان بالمياه المفتوحة، وتستخدمه الهند للوصول إلى أسواق آسيا الوسطى. ومن خلال تطوير تشابهار، تُعزز إيران اقتصاد سيستان وبلوشستان وموقعها الجيوسياسي. إلا أن عدم استقرار أفغانستان، العقوبات، ومنافسة ميناء "جوادر"، قد أبطأت من استكمال هذا الطريق. كما أنه يُعدّ استكمال خط سكة حديد تشابهار - زاهدان وربطه بشبكة إيران الشمالية - الجنوبية أمرا أساسيا للاستخدام الكامل.


ممر طريق تنمية العراق

تتمثل الخطة الاستراتيجية للعراق في ربط الخليج الفارسي بأوروبا عبر تركيا. ويمكن لإيران الحصول على حصة من عبور هذا الطريق من خلال التعاون الحدودي والدبلوماسية النشطة؛ وإلا، فسيحل هذا الممر محل عبور إيران.

 

ممر "إيميك" (IMEC)

صُمم طريق الهند - الشرق الأوسط - أوروبا للالتفاف على إيران، وأن تواجد الكيان الصهيوني يحد من مشاركة إيران المباشرة. ويمكن للجمهورية الإسلامية أن تلعب دورا مكملا أو أن تُنشئ رابطا ثانويا، وإلا، فسيكون IMEC منافسا قويا للطرق الإيرانية.

 

ممر "لازورد" (Lapis Lazuli)

يتم ربط أفغانستان بأوروبا عبر تركمانستان، أذربيجان وجورجيا عبر هذا الممر. يمكن لإيران أن تلعب دورًا مكملًا في هذا الممر من خلال رابط ثانوي. كما أنه يُعد التركيز على تشابهار وخطوط الاتصال مع أفغانستان أمرًا أساسيًا.

 

الممر الأوسط (Middle Corridor)

هذا الممر عبارة عن طريق بديل من الصين وآسيا الوسطى إلى أوروبا حيث يمتد من بحر قزوين إلى جورجيا وتركيا. وقد ازدادت أهميته بعد حرب أوكرانيا.و يمكن لإيران أن تلعب دورًا مكملًا من خلال تطوير موانئ بحر قزوين وخطوط السكك الحديدية؛ وإلا، فسيكون هذا الطريق منافسًا قويًا لإيران في مجال النقل.

وعلى وجه الإجمال أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمكنها الاستفادة من هذه الممرات التسعة لتوفير فرص اقتصادية وأمنية لتعزيز دورها الإقليمي من خلال إدارتها الدبلوماسية، تطوير بنيتها التحتية، واستغلال موقعها الجيوسياسي.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة