البث المباشر

صور من تواضع امير المؤمنين (عليه السلام) وصراحته ونزاهته عن الغدر صور من عمل الامام الهادي (عليه السلام) بيده في المزرعة صور من حلم الامام الباقر (عليه السلام) يهدي عدوه الشامي صور من إطعام الطعام للن

السبت 27 إبريل 2019 - 10:20 بتوقيت طهران
صور من تواضع امير المؤمنين (عليه السلام) وصراحته ونزاهته عن الغدر صور من عمل الامام الهادي (عليه السلام) بيده في المزرعة صور من حلم الامام الباقر (عليه السلام) يهدي عدوه الشامي صور من إطعام الطعام للن

وصلى الله على صاحب الخلق العظيم محمد المصطفى وعلى آله المتقين الاخيار ...
السلام عليكم ـ ايها الاخوة والاخوات الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذا اللقاء المتجدد معكم آملين ان تقضوا مع فقرات البرنامج وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الاعزاء ـ لقد كان من اخلاق الامام علي(ع) كراهيته للمدح والاطراء، وقال لاحدهم حين اطراه: (انا دون ما تقول وفوق ما في نفسك). واذا مدحه رجل دعا ربه قائلاً: (اللهم انك اعلم بي منه، وانا اعلم منه بنفسي، فاغفر لي ما لا يعلم)، والشيء البارز والمتميز في اخلاق الامام(ع) التزامه المطلق بالصراحة والصدق في جميع شؤون حياته فلم يوارب ولم يخادع ولم يداهن في دينه وسار على منهج اخيه وابن عمه رسول الله(ص) ولو انه اعترف بالاعراف السياسية القائمة على الكذب والخداع لحصل على ملذات الدنيا ومتاعها الزائل، لكنه(ع) رفض تلك الاساليب الشيطانية المحرمة رفضاً تاماً، واصر على ان يسوس الامة على ضوء كتاب الله وسنة نبيه وليس على غيرهما من رصيد يستند اليه في عالم السياسة الاسلامية لقد زهد امير المؤمنين(ع) في جميع مغريات الحكم والسلطان وكان كثيراً ما يتنفس الصعداء من الالام التي صبها منافقوا قريش عليه، وقد سمعه الناس يقول: (واويلاه، يمكرون بي ويعلمون اني بمكرهم عالم، واعرف منهم بوجوه المكر، ولكني اعلم ان المكر والخديعة في النار، فاصبر على مكرهم، ولا ارتكب مثل ما ارتكبوا). ان الذي منعه ان يسير على وفق السياسة الماكرة انها في النار، وقد رد(ع) على من قال فيه انه لا دراية له في الشؤون السياسية وان معاوية خبير بها قال: (والله ما معاوية بادهى مني، ولكنه يغدر ويفجر، ولو لا كراهية الغدر لكنت من ادهى الناس)، وعلى هذا الخلق الرفيع بنى الامام(ع) سياسته القائمة على الصدق والصراحة التي فيها رضا الباري عز وجل، وهذا هو السبب في خلوده مع اخيه الرسول الاكرم(ص) وابنائهم الاطهار واتباعهم الاخيار.
مستمعينا الافاضل ـ كان من معالي اخلاق الامام علي بن محمد الهادي ونكرانه للذات وتجرده من النزعات المادية انه كان يعمل في ارض له لاعاشة عياله، وقد رآه علي بن حمزة يعمل في ارضه وقد ابتلت قدماه من العرق فقال له: "جعلت فداك، اين الجرال؟"، فقال له الامام برفق واناة: (يا علي، قد عمل بالمسحاة من هو خير مني ومن ابي في ارضه)، فبهر الرجل وراح يقول: من هذا؟ فأجاب(ع): (رسول الله(ص) وامير المؤمنين، وآبائي كلهم عملوا بايديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والاوصياء والصالحين). 
نعم ـ مستمعي الكريم ـ ان العمل شعار الانبياء وهو مقدس في دين الاسلام الحنيف ولم يبعث الله تعالى نبياً الا كان عاملاً.
واما الآن ـ مستمعينا الكرام ـ فالى صورة رائعة من صور الحلم الذي تميز به الامام الباقر(ع) حيث روي ان شامياً كان يختلف الى مجلسه ويستمع محاضراته وقد اعجب بها فقال له: "يا محمد، انما اغشى مجلسك لا حباً مني اليك، ولا اقول ان احداً ابغض اليَّ منكم اهل البيت واعلم ان طاعة الله تعالى وطاعة امير المؤمنين في بغضكم ولكني اراك رجلاً فصيحاً، لك ادب وحسن لفظ فانما اختلف اليك لحسن ادبك"، ونظر اليه الامام بعطف وحنان وراح يغدق عليه ببره واحسانه حتى استقام الرجل وتبين له زيف الدعاية المضللة ضد اهل البيت(ع) فتبدل عقيدته من البغض للامام الى الولاء له وظل ملازماً له حتى حضرته الوفاة فاوصى ان يصلي عليه الامام(ع).
ونختم البرنامج ـ ايها الاحبة الكرام ـ بذكر قبس من اخلاق الامام التقي موسى بن جعفر الكاظم(ع) حيث كان يحث على سجية اطعام الطعام وكان(ع) يقول: من موجبات المغفرة اطعام الطعام.
اطعم(ع) اهالي المدينة اطعاماً شاملاً ثلاثة ايام فعابه على ذلك بعض الحساد فاجاب(ع): ما اتى الله نبياً من انبيائه شيئاً الا وقد اتى محمداً(ص) وزاده مالم يؤتهم. قال تعالى لسليمان بن داوود: "هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب" (ص 39).
وفي الختام ـ ايها الاحبة الاكارم ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء وحتى اللقاء القادم نرجو لكم كل خير ونستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة