والصلاة والسلام على حبيب اله العالمين محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين....
السلام عليكم ـ مستمعينا الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا، نرجو ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الاكارم ـ لقد كانت من صفات النبي(ص) المهمة الانابة الى الله تعالى والخوف الشديد منه، يقول الامام الصادق(ع): ما كان شيء احب الى رسول الله(ص) من ان يظل خائفاً جائعاً في الله عز وجل، وقد روى ابن عمر قال: انا كنا نعد في مجلس رسول الله(ص) يقول مئة مرة: "رب اغفر لي انك التواب الغفور". ولقد اناب(ص) الى الله تعالى وارهق نفسه ارهاقاً شديداً في عبادته حتى نزل عليه الوحي بهذه الآية: "طه / ما انزلنا عليك القرآن لتشقى" (طه1-2). وقد فاق جميع الانبياء بكثرة عبادته وقد روى ابن مسعود قال: قرأت على رسول الله(ص) من سورة النساء فلما بلغت هذه الآية: "فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" (النساء 41). ففاضت عيناه من الدموع لقد تفاعل وتعلق(ص) بالله تعالى وذلك ناجم عن معرفته الكاملة بالله عز وجل خالق الكون وواهب الحياة.
مستمعينا الكرام ـ لقد كان من معالي اخلاق الامام علي بن الحسين(ع) زين العابدين البر بالناس والاحسان اليهم، فقد كان قلبه الشريف يفيض بالرحمة والحنان عليهم، وكان من عظيم احسانه انه اذا علم ان على احد ديناً وله به مودة سارع فادى عنه دينه، ومن سمو ذاته(ع) انه كان يبادر لقضاء حوائج الناس، وقد قال: ان عدوي يأتيني بحاجة فأبادر الى قضائها خوفاً من ان يسبقني احد اليها او يستغني عنها فتفوتني فضيلتها وروى الزهري قال: كنت عند علي بن الحسين(ع) فجاء رجل من اصحابه فقال له: اني اصبحت وعلي اربعمائة دينار دين ولا اتمكن من قضائها وعندي عيال، ولم يكن عند الامام شيء من المال ليسعفه به فبكى وقال: اية محنة او مصيبة اعظم على حر مؤمن من ان يرى باخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها، وهكذا كان الاحسان صفة راسخة عند هذا الامام العظيم الذي لم يخلق مثله سوى آبائه العظام الذين خلقوا للفضيلة والاحسان والبر بالناس.
واما الامام ابو جعفر الباقر(ع).
مستمعي الكريم ـ فقد كان معروفاً بالحلم ومقابلة الاساءة بالصفح والاحسان وقد روى المؤرخون صوراً من حلمه كان منها ان كتابياً هاجم الامام وخاطبه بمر القول قائلاً له: انت بقر، فتبسم الامام وقال له بلطف: لا انا باقر وهاجم الكتابي الامام مرة اخرى قائلاً: انت ابن الطباخة، فأجابه الامام، تلك حرفتها، وراح الكتابي يعتدي على الامام قائلاً: انت ابن السوداء الزنجية البذية، فلم يغضب الامام(ع) وكظم غيضه وقال له: ان كنت صدقت غفر الله لها، وان كنت كذبت غفر الله لك. وبهت الكتابي من هذه الاخلاق الرفيعة التي تضارع اخلاق الانبياء فاعلن اسلامه.
وفي الختام ـ ايها الاحبة الاكارم ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******