البث المباشر

جائزة المصطفى (ص)، منصة ازدهار الوقف العلمي الإسلامي

السبت 9 أغسطس 2025 - 12:59 بتوقيت طهران
جائزة المصطفى (ص)، منصة ازدهار الوقف العلمي الإسلامي

أصبحت جائزة المصطفى (ص) منصة مستدامة لدعم الباحثين، تطوير التقنيات الجديدة، ونموذجا يُسهم في إحياء المرجعية العلمية وتكريم أفضل النخب. وذلك بفضل إرثها العريق في "الوقف العلمي" ومشاركة المحسنين والخيرين في العالم الإسلامي.

مما لا شك فيه أن الوقف، باعتباره أحد أكثر نماذج التعاون استدامة وقيمة، لعب دورا هاما في ازدهار العلم والبحث طوال تاريخ الحضارة الإسلامية. وكما خلّفت القرون الأولى لهذه الحضارة آثارا خالدة، فإن إحياء هذا الإرث القيّم لدعم الأنشطة العلمية والتكنولوجية اليوم ضرورةٌ لا يمكن إنكارها.

يمكن أن يكون "وقف العلوم والتكنولوجيا" مصدرًا مستدامًا للاستثمار في المشاريع التطبيقية، وخطوةً رئيسيةً على طريق إنتاج العلم، وهو مسارٌ تُرسم معالمه جهود المحسنين، الخيرين والمهتمين بتطوير التقنيات الجديدة على صعيد العالم الإسلامي.

وفي هذا الصدد، أنشأت مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا (ص) "مؤسسة خادم المصطفى (ص)" تحت شعار *"كل مسلم، مساهمة في تطوير العلم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي"*، بهدف تطوير العلم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، وبمشاركة واسعة من الأمة الإسلامية.

تستغل هذه المؤسسة موارد الوقف، تنظمها، تديرها، وتسعى إلى خلق حركة علمية وثقافية، مستخدمة جميع الإمكانات المتاحة في العالم الإسلامي، ومختلف الوسائل المالية.

إن أعضاء "مؤسسة خادم المصطفى (ص)" هم أولئك الذين يساهمون، بحسن نية، وباسم النبي الأعظم (ص)، ماديًا ومعنويًا، في تحقيق أهداف مؤسسة المصطفى (ص). يسعى هذا التفاعل المستمر إلى تحقيق هدف مشترك:

"بناء حوار موحد حول تطوير وقف العلوم والتكنولوجيا، وتقديم خدمات متبادلة للمجتمع في سبيل تحقيق أهداف المؤسسة".

يلعب "الواقفون والمحسنون"، كرواد "الوقف العلمي"، دورًا فعالًا في هذه الشبكة، إذ يساهمون في الارتقاء بمستوى العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، ويتخذون خطوات نحو رفاهية المجتمعات وأمنها وصحتها.

ويرتكز هيكل "مؤسسة خادم المصطفى (ص)" على مبدأ "يد الله مع الجماعة"، ويسعى إلى رفع راية نبي الإسلام الأعظم (ص) فوق قمم المعرفة والأخلاق من خلال تكوين شبكة فاعلة من المثقفين والمفكرين، وتقديم تعريف جديد للحضارة الإسلامية.

يُركز أعضاء هذه المؤسسة على مفهومين رئيسيين هما "النذر العلمي" و"الوقف العلمي". مفاهيم لا تُسهم في تمويل أنشطة مؤسسة المصطفى (ص) فحسب، بل تُسهم أيضًا في توسيع شبكة داعمي العلماء في العالم الإسلامي. وتسعى هذه المؤسسة إلى التغلب على التحديات التقليدية في هذا المجال، بما في ذلك عدم اليقين بشأن أبعاد المشاريع، تقلب توقيتها، وعدم إمكانية رصد نتائجها من خلال دعم المشاريع العلمية والتكنولوجية والاعتماد على التمويل الجماعي.

وحتى الآن، خطى أعضاء "مؤسسة خادم المصطفى (ص)" خطوةً فعّالة في دعم جائزة المصطفى (ص) وتطوير العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، من خلال مساهمتهم بمبلغ 80 مليار ريال في مؤسسة تمويل المؤسسة.

تأسست هذه الشراكة بهدف "أن نصبح أكبر مؤسسة استثمارية في العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي". وتضم "مؤسسة خادم المصطفى (ص) حاليًا 350 عضوًا حقيقيا واعتباريا من أبرز الشخصيات العلمية والإدارية في العالم الإسلامي، الذين أوضحوا مسار تحقيق أهداف المؤسسة من خلال مناقشات مشتركة حول الوقف العلمي".

إذن يمكن للتمويل الجماعي المبني على الوقف العلمي أن يكون نموذجاً جديداً في تكريم العلماء، تشجيع المحسنين ذوي النوايا الحسنة، وتوفير الدعم العملي لتنمية العلوم والتكنولوجيا؛ وهو نموذج يمكنه أن يحرك العالم الإسلامي على طريق إحياء المرجعية العلمية وإقامة حضارة إسلامية جديدة عبر المعرفة، الحكمة والبصيرة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة