هذا النجاح جاء ثمرة جهود فريق بحثي شاب من إحدى الشركات المعرفية، تمكن من تصميم وتصنيع جهاز الطباعة الحيوية داخل البلاد، وإثبات قدرته في الاستخدام السريري لزراعة عظام الفك والوجه والجمجمة، بعد أعوام من العمل البحثي المدعوم من الجهات العلمية والوطنية.
الدكتور مجيد حاجي حسينعلي، مؤسس الشركة، أوضح أن الفكرة انطلقت عام 1395هـ.ش (2016م) من مركز نمو جامعة شريف، حيث صُمم أول نموذج للطابعة الحيوية بدعم من ستاد تطوير تكنولوجيا النانو، في وقت كانت فيه الأجهزة الأجنبية المشابهة تباع بأسعار تصل إلى 200 ألف دولار، وتقتصر صناعتها على عدد محدود من الشركات العالمية.
وأشار إلى أن كثيرين كانوا يشككون في إمكانية تنفيذ هذه التكنولوجيا داخل إيران، لكن الفريق البحثي نجح عام 1397هـ.ش (2018م) في تقديم أول خدمات للطباعة الحيوية، وبدأ منذ ذلك الحين في بيع الأجهزة للمراكز العلمية، حيث تم تركيب نحو 50 جهازاً في الجامعات والمستشفيات الإيرانية.
كما نجح الفريق، بالتعاون مع باحث إيراني مقيم في الخارج، في الحصول على صيغ ثلاث مواد حيوية مسجلة في الولايات المتحدة، تُستخدم في إنتاج هياكل حيوية لأنسجة الجلد والغضروف، وتمت طباعتها بنجاح باستخدام الجهاز المصنع محلياً، ما مهد الطريق لتطبيقات أكثر تقدماً.
وأوضح حاجي حسينعلي أن المنتج الجديد حصل على الترخيص الرسمي من وزارة الصحة في بهمن 1403هـ.ش (فبراير 2025م)، ليصبح جاهزاً للاستخدام السريري في جراحات الجمجمة والوجه والفك.
وبيّن أن هذه الإمبلانتات الحيوية تتميز عن النماذج المعدنية التقليدية، حيث إنها مصنوعة من مواد حيوية قابلة للامتصاص داخل الجسم، تتحلل تدريجياً لتفسح المجال أمام نمو العظم الطبيعي، ما يجعلها أقل تكلفة وأكثر أماناً، كما أنها لا تسبب مضاعفات مثل منع التصوير بالرنين المغناطيسي أو تهييج الأعصاب، على عكس بعض البدائل المعدنية.
وختم قائلاً: "لقد تمكّنا من تسجيل حالات ناجحة عدة، من أبرزها إعادة بناء جمجمة سيدة تعرضت لكسر في عظم أسفل العين جراء حادث سير، حيث استعدنا البنية العظمية وأعدنا العين إلى موقعها الطبيعي بنجاح كامل".