في الاجتماع الـ 825 للمجلس الأعلى للثورة الثقافية، تم اعتماد تسمية الرابع من مرداد كيوم تكريم «شيخ صفى الدين أردبيلي»، مؤسس السلسلة الصفوية التي تركت بصمة بارزة في تاريخ إيران.

ولعدة سنوات متتالية، تُقام بمناسبة هذا اليوم فعاليات ثقافية، فنية وأدبية متنوعة في أردبيل، يُكرم خلالها نخبة من الشخصيات العلمية والأدبية البارزة في المحافظة.

ويُعزى الدافع الفكري والثقافي لهذه الفعالية إلى تأكيدات سماحة قائد الثورة الإسلامية في زيارته لأردبيل عام 1379 هـ ش، حيث دعا إلى إبراز الإنجازات العظيمة لفترة شيخ صفى الدين أردبيلي.

وفي عام 1402 هـ ش، خلال لقاءه بأعضاء لجنة تنظيم المؤتمر الوطني لشهداء محافظة أردبيل، أكد سماحته على أن الوحدة ونشر مذهب أهل البيت (ع) هما من أهم إنجازات أبناء أردبيل لإيران، مشدداً على أن سجل أردبيل هو سجل علمي وجهادي.

حقاً، لطالما كان لأردبيل وأبناءها دور محوري في تاريخ إيران، حيث رفعوا اسم إيران عاليًا على المستويين المحلي والدولي، ووضعوا حجر الأساس لفكرة الوحدة الدينية والجغرافية من شمال غرب البلاد عبر قيام أسرة الصفويين بقيادة شاه إسماعيل الصفوي.

الصفويون وإحياء المذهب والوحدة الوطنية
بحسب ممثل ولي الفقيه في المحافظة وإمام جمعة أردبيل، بدأ انتشار مذهب أهل البيت (ع) في إيران من أردبيل، ما زين إيران بميزة خاصة تتمثل في الولاء لأهل بيت النبي محمد (ص)، ولذلك فإن جميع الإيرانيين مدينون لمنطقة أردبيل بهذا الفضل الفريد.

أكد آية الله سيد حسن عاملي أن «لو لم تكن أردبيل لما كانت إيران»، مستشهداً بكلام المرحوم محيط طباطبائي، حيث إن أول وحدة كبرى في إيران بعد سقوط الساسانيين تحققت بفضل الصفويين، الذين أسسوا إمبراطورية عظيمة تشمل نحو 40% من الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة إيران اليوم، ورفعوا مكانة الأمة إلى أعلى المراتب.

وأضاف عضو مجلس خبراء القيادة أن الصفويين مهدوا للوحدة والمذهب الشيعي عبر أكثر من 200 عام، بدءاً من شيخ صفى الدين إسحاق أردبيلي وحتى حيدر والد شاه إسماعيل، موضحاً أن أردبيل لعبت دوراً تاريخياً فريداً في عزّة إيران ويجب أن يستمر هذا الدور.

وأشار إلى أن على أردبيل أن ترفع رأسها عالياً بتاريخها المجيد في عهد الصفويين، حيث قدم أجدادهم جهوداً عظيمة في رفعة الوطن وتثبيت مذهب أهل البيت (ع)، وأن إيران مدينة لسلسلة الصفويين، ومن واجبنا أن ندافع عن هذا الإرث ونكرمه ونعمل بجد لتعريف الآخرين بالدور الهام الذي لعبوه في تاريخ إيران.

تأكيد على الطابع الشعبي لفعاليات أسبوع أردبيل
هذا العام، أكد مدير عام الثقافة والإرشاد الإسلامي في محافظة أردبيل خلال اجتماع تنسيق فعاليات الأسبوع، على ضرورة أن تظل الفعاليات ذات طابع شعبي، حفاظاً على هوية الناس ومشاركة النخب في مختلف الفعاليات.

ويرى أمير رجبي، أن يوم وأسبوع أردبيل ملك لجميع أهالي أردبيل، ويجب الاستفادة من هذه المناسبة لإحياء وتسليط الضوء على القدرات الاجتماعية والشخصيات الوطنية في جميع مدن المحافظة.

وأشار إلى أن فعاليات هذا العام ستقام ليس فقط في أردبيل، بل أيضاً في مشكين شهر، بارس آباد، خلخال وگرمي، بهدف التعريف الكامل بإمكانات هذه المناطق.

أما هادي صباغي، أمين لجنة الإعلام لأسبوع أردبيل، فقد أكد جاهزية الإعلاميين لتغطية هذه الفعاليات، موضحاً أن وسائل الإعلام المحلية، وكالات الأنباء، والنشطاء في الفضاء الإلكتروني سيغطون الحدث من الأول وحتى الخامس عشر من مرداد.

وذكر أن من السادس إلى التاسع من مرداد ستقام فعاليات تعريفية في مدن گرمي، خلخال، بارس آباد، ومشكين شهر، إلى جانب مهرجان «عاشيقلار» المبهج في 26 من شهريور، والذي يهدف إلى تعزيز النشاط الاجتماعي وإحياء القيم الثقافية المحلية.

ميزانية مخصصة لمقام شيخ صفى الدين أردبيلي
مقام شيخ صفى الدين أردبيلي، المعروف اليوم كمجموعة تاريخية وعالمية، يعد من أهم الوجهات السياحية في المحافظة، ويُعتبر من أبرز الآثار التاريخية الإيرانية التي تميزت بفن العمارة والزخرفة خلال القرن الثامن الهجري وما بعده.

أسس هذا الصرح المعماري الفاخر بعد وفاة الشيخ من قبل ابنه صدر الدين موسى عام 735 هجري قمري، وأجرى شاه عباس تحسينات وإضافات على البناء.

ووفقاً لإدارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في أردبيل، يُعد أمر سماحة قائد الثورة الإسلامية خلال زيارته عام 1379 للمحافظة امتيازاً خاصاً لهذا الموقع التاريخي والثقافي.

لذلك، وافقت وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية على تخصيص ميزانية خاصة لهذا الموقع، ما يمهد الطريق لتحولات مهمة في إحياء شخصية وتاريخ الصفويين العريق.

نشاطات الأمانة الدائمة لأسبوع محافظة أردبيل
أعلن معاون الصناعات اليدوية في إدارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في أردبيل عن افتتاح الأمانة الدائمة لأسبوع المحافظة في قاعة الخطاطي داخل مجموعة شيخ صفى الدين التاريخية والعالمية.

وأشار توحيد دلاور قوام إلى أن فعاليات السنوات السابقة تضمنت تعريف بالمشاهير المحليين من فترة الصفويين، إحياء تاريخ القزل باش، تسمية ساحات باسم شهداء تشالدران وفيروز شاه زرين كلاه، إنشاء تمثال لسليم موذن زاده، وتسليط الضوء على أردبيل كمهد الهوية العلوية، بالإضافة إلى ورش عمل في الأدب، التاريخ، التصوف والفلسفة بحضور أساتذة محليين ووطنين، وكشف النقاب عن عدة كتب وعلم خضراء شيخ صفى الدين المرتبط بمعركة تشالدران.

وأضاف أن مقام شيخ صفى الدين الأردبيلي يُعد الوجهة الأولى للزوار والسياح في المحافظة ويحظى بشهرة واسعة على الصعيد العالمي والتاريخي، وأنه في هذه الأيام قبيل أسبوع التكريم، يتحول إلى مركز للقاء منظمي الفعاليات، لإعادة تسليط الضوء على تاريخ وأهمية أردبيل في استقرار واستمرار إيران الكبرى من خلال وسائل الإعلام.

معلومات عامة عن محافظة أردبيل
تقع محافظة أردبيل شمال إيران وتجاورها جمهورية أذربيجان، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون ومائتين وثمانين ألف نسمة موزعين على 12 مدينة، وتستمر هذه الفعاليات في إبراز دور أردبيل التاريخي في صون وحدة إيران وتقديم نموذج للتلاحم الديني والثقافي.