وقدم غريب آبادي هذه المقترحات، يوم الاثنين في كلمة ألقاها في الدورة الأولى لهذا التجمع الدولي الذي بدأ في موسكو بحضور مسؤولين ومساعدي وزراء الخارجية من 20 دولة.
واقترح نائب وزير الخارجية أيضا أن تدرج مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة على جدول أعمالها تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والوحدة بين الدول النامية.
واقترح أيضا أن تقدم الدول الأعضاء في هذه المجموعة تقريرا سنويا عن "حالة الامتثال لميثاق الأمم المتحدة".
وأكد غريب آبادي كذلك على ضرورة دعوة الدول ذات التوجهات المماثلة للانضمام إلى هذه المجموعة.
أولويات العمل المقترحة من قبل إيران
واقترح نائب وزير الخارجية في الاجتماع أيضا إدراج الدفاع عن سيادة الدول ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والمعارضة الجادة والمبدئية للتدابير القسرية الأحادية الجانب وتعزيز التعددية ومعارضة الأحادية كأولويات على جدول أعمال مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة.
ودعا غريب آبادي أيضا إلى إعطاء الأولوية لدعم الحلول السلمية والدبلوماسية للصراعات والنزاعات الدولية، ودعم ومتابعة إصلاح منظومة الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، وتعزيز القانون الدولي والعدالة، ومعارضة تسييس الآليات القانونية الدولية من قبل أعضاء هذه المجموعة.
ضرورة تعزيز التعددية ومعارضة التدابير القسرية الأحادية الجانب
وفي جزء آخر من كلمته في الاجتماع، قال نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية: "إن اللجوء إلى الأحادية المفرطة من قبل بعض الأطراف الدولية اليوم قد تحدى المبادئ والأعراف الدولية وأدى إلى زيادة عزلة ميثاق الأمم المتحدة وانتهاك مبادئه".
وقال: "للأسف، وبعد ثمانين عاماً من تأسيس الأمم المتحدة، لا يزال المجتمع الدولي يشعر بالقلق من فقدان إنجازاته والابتعاد عن الأهداف النبيلة التي أنشئت هذه المنظمة من أجلها".
وأشار غريب آبادي إلى أن الأمم المتحدة ومؤسساتها التي كان من المفترض أن تحمي الأجيال القادمة من ويلات الحرب وتخدم السلم والأمن الدوليين، أصبحت الآن رافعة ضغط في أيدي بعض الدول لفرض أجنداتها السياسية على دول أخرى في العالم.
وتابع: "من خلال اتخاذ إجراءات تتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، منعت هذه الدول عمليا أجهزة هذه المنظمة، وخاصة مجلس الأمن، من أداء واجباتها على النحو السليم، ومنعت هذه المؤسسة من أداء واجباتها الجوهرية، كما نشهد خلال الإبادة الجماعية من قبل الكيان الصهيوني وحلفائه في قطاع غزة".
وأضاف: "في ظل الوضع الذي وصلت فيه التعددية إلى أضعف حالاتها منذ الحرب العالمية الثانية وفشل الأنظمة الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، في القيام بواجباته في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، تواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استناداً إلى موقفها المبدئي، إعطاء الأولوية للآليات المتعددة الأطراف لحل القضايا الدولية".
التعبير عن القلق إزاء الوضع في غزة
وفي جانب آخر من كلمته، أعرب غريب آبادي عن قلق الجمهورية الإسلامية الإيرانية العميق إزاء الوضع الراهن في قطاع غزة الذي يمر حالياً بحالة حرجة ومأساوية، وقال: "إن آلة الحرب التابعة للكيان الإسرائيلي تستهدف عمدا المدنيين والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الإنساني وحتى الصحفيين".
وأضاف: "لا شك أن العقاب الجماعي للمدنيين في غزة والاستهداف المتعمد للبنية التحتية الحيوية في القطاع يشكلان انتهاكا واضحا وصارخا للقانون الإنساني الدولي. ولسوء الحظ، فإن كيان الفصل العنصري الإسرائيلي القاتل للأطفال يتعمد منع المدنيين من الوصول إلى الموارد الأساسية مثل الماء والكهرباء والغذاء والدواء، ويستخدم التجويع كأسلوب من أساليب الحرب".
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن "هذه الحرب الظالمة أدت حتى الآن إلى خسارة مأساوية في أرواح عشرات الآلاف من سكان غزة، وخاصة النساء والأطفال، وتسببت في معاناة شديدة للشعب الفلسطيني".
وقال: "من المثير للقلق أن إسرائيل، باعتبارها معتدية وكيان احتلال ونظام الفصل العنصري الوحيد في هذا القرن، قد ضمنت تقاعس مجلس الأمن وعدم محاسبته على عدوانه وأعماله في الإبادة الجماعية. ولهذا السبب واصل هذا النظام سياساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والتطهير العرقي وجرائم الحرب في غزة بكثافة أكبر، وأصبح أكثر جرأة في مواصلة جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.