تلعب الموانئ، باعتبارها طرق اتصال وبوابات للتجارة الدولية، دورا لا مثيل له في التنمية الاقتصادية للدول. ولقد تمكنت البلدان ذات الموقع الجغرافي الاستراتيجي والقدرة على الوصول إلى المياه المفتوحة من أن تصبح لاعبين رئيسيين في سلسلة التوريد العالمية من خلال تطوير موانئها.

وفي الوقت نفسه، تتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بموقعها الفريد عند تقاطع ممرات التجارة بين الشرق- الغرب وبين الشمال-الجنوب، بإمكانات كبيرة للعب دور رئيسي في التجارة العالمية. كما أن قدرة البلاد على الوصول إلى المياه المفتوحة عبر الخليج الفارسي وبحر عمان وفرت لها مكانة خاصة للتفاعل مع الأسواق العالمية والإقليمية.

لا تعمل الموانئ الإيرانية كمراكز لتصدير واستيراد البضائع فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا في نقل البضائع الدولية. وتقوم هذه الميزة، إلى جانب القدرات الجيوسياسية التي يتمتع بها البلاد، من جعل إيران واحدة من المراكز الرئيسية للتجارة الدولية.

تلعب الصناعة البحرية باعتبارها شريان الحياة للاقتصاد العالمي، دوراً لا مثيل له في تسهيل التجارة، نقل البضائع وتبادل الثقافات. وفي الوقت نفسه، تلعب الموانئ، باعتبارها بوابات لدخول وخروج البضائع، دورا رئيسيا في سلسلة التوريد العالمية، ويعتبر تطوير البنية التحتية للموانئ وتحسين الإنتاجية في هذا المجال من العوامل الحيوية في النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة للدول.

 تشمل أنشطة الموانئ بالإضافة إلى إدارة تدفق البضائع عند نقاط الدخول والخروج، عمليات التفريغ، التحميل والحاويات.

وقدمت مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية تقريرا عن أداء الموانئ الخاصة والسيادية حتى 18 فبراير/شباط 2025 في ثلاث فئات للبضائع النفطية وغير النفطية والحاويات.

وبحسب الإحصائيات المنشورة، بلغ إجمالي تفريغ وتحميل السلع النفطية خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 1403 الإيراني ما يعادل 95 مليوناً و424 ألفاً و221 طناً، وبلغ إجمالي تفريغ وتحميل السلع غير النفطية 119 مليوناً و902 ألف و897 طناً.

كما بلغ إجمالي تفريغ وتحميل البضائع النفطية وغير النفطية خلال الفترة المذكورة 215 مليوناً و327 ألفاً و118 طناً.

بلغت عمليات التحميل والتفريغ في قطاع تشغيل الحاويات حتى نهاية شهر "بهمن" الإيراني (فبراير/شباط) من العام الجاري ما يعادل 2,842,736 حاوية نمطية (أي ما يعادل كل حاوية مقاس 20 قدماً)، وهو ما يمثل زيادة قدرها 12% مقارنة بعمليات الحاويات خلال نفس الفترة من العام الماضي والتي كانت تعادل 2,529,191 حاوية نمطية.

يشار إلى أن طاقة الموانئ الإيرانية تبلغ نحو 300 مليون طن، لذا فإن أداء الطاقة الاستيعابية للموانئ الإيرانية خلال 11 شهراً من عام 1403 بلغ نحو 72%.

وصرح "مسعود بل مه"، الأمين العام لاتحاد الملاحة البحرية الإيراني، منذ فترة، بأن تطوير البنية التحتية للموانئ هو مسؤولية واستثمار الحكومة، ولحسن الحظ، وفي الوضع الحالي، فإن الموانئ الإيرانية تلبي احتياجاتنا الحالية وتبذل الجهود لتنفيذ مهام التنمية البحرية.

وأضاف:

"بطبيعة الحال فإن الموانئ التي تكون في حوزتنا، تم التخطيط لها بطريقة ما، بهدف تحقيق موانئ الجيل الثالث، وقد زودتنا بقدرات جيدة للغاية، على الرغم من أننا لأسباب مختلفة نستفيد أقل من 50% من قدرة الموانئ.".