ومع بدء الشهر الفضيل يتحمل محبو الكافيين همّا كبيرا، وذلك لعدم القدرة على شرب القهوة أو الشاي بكمية كبيرة كما اعتادوا عليها في الأيام العادية، الأمر الذي قد يسبّب لهم أوجاع أو عدم تركيز خلال الصيام.
كذلك الأمر بالنسبة لمحبّي الحلويات الرمضانية من مرضى السكري، الذين يعمد بعضهم إلى كسر الحمية الخاصة بهم ممّا يؤدي إلى نتائج سلبية على صعيد الصحة.
تقول أخصائية التغذية العلاجية "بتول ترمس" وفي حديثها الخاص إنّ مدمني الكافيين يواجهون صعوبة خلال شهر رمضان الكريم بسبب تغيّر نمط تناول القهوة أو الشاي، مصحوبا بالتعب والصداع الشديد والإرهاق، ما يسمّى بعوارض انسحاب الكافيين، وللتخلص من هذه الأعراض يجب البدء مسبقاً بالتحضير للصيام من خلال تخفيف الكميات التي نتناولها، وتأخير تناولها خلال فترة النهار، والتقليل التدريجي لتناول الكافيين مثل الشاي والقهوة وطبعاً مشروبات الطاقة العالية جدا بالكافيين يخفّف من عوارض الصداع، حتى نصل لتناول جرعة الكافيين بعد الإفطار وليس على معدة فارغة، كي لا نتسبّب بالجفاف، وعلينا أن لا ننسى شرب الماء بقدر وافر بين الإفطار والسحور لأن الكافيين مدر للبول، كما أن تناول وجبات متوازنة وممارسة رياضة اليوغا والتنفس العميق تساعد على التكيّف مع الصداع.
وفيما يتعلّق بمرضى السكري رأت أخصائية التغذية أنّ هؤلاء في شهر رمضان يواجهون تحديًا في موازنة رغبتهم في تناول الحلويات مع الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الصحية، لكن يمكنهم الاستمتاع بالحلوى إذا اتبعوا بعض النصائح ومنها:
“اختيار الحلويات الصحية والأفضل صنعها منزليا باستخدام مكوّنات طبيعية، مثل الفواكه المجفّفة أو الحلويات المصنوعة من دقيق الشوفان أو بدائل السكر الطبيعية، مثل الستيفيا أو إكسيليتول وغيرها، والمحليات الاصطناعية، واستعمال القطر اللايت بدل من العادي والابتعاد عن الحلويات المقلية بل يفضل الشوي”.
كيف يمكن تعديل مستويات السكر؟
قالت ترمس: “يجب تناول الحلويات بكميات صغيرة لا تتجاوز حجم ٤ أصابع خلال فترة ما بعد الإفطار بعد تناول الطبق الرئيسي، وذلك لتجنّب ارتفاع السكّر المفاجئ في الدم، وهنا علينا التأكيد أنّه لو كان هذا النوع من الحلويات مصنوع بدون سكر، وحتى لو أنّنا استخدمنا السكّر اللايت فنحن لا نستطيع أن نتناول منه كيفما نشاء، إضافة إلى عدم تناول الحلويات بشكل يومي بل يفضّل مرّة كل ٣ أيام”.
وفي حال الإفراط في تناول الحلويات يجب مراقبة السكر بشكل دوري للتأكّد من عدم حدوث ارتفاع خطير، وشرب كمية كافية من المياه لتجنب الجفاف الناتج عن ارتفاع السكر في الدم، إضافة إلى ممارسة الرياضة بعد الإفطار مثل المشي لمساعدة الجسم ولتعديل السكر والانسولين، إذا كانت مستويات السكر مرتفعة بشكل غير طبيعي، يجب على المريض استشارة الطبيب أو اتباع تعليمات الأدوية الموصوفة له، بحسب أخصائية التغذية، وبهذه النصائح، يمكن لمرضى السكري التمتع بحلويات رمضانية بطريقة صحية وآمنة.