وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقيم بالعيد السنوي لكشافة الامام المهدي ـ عجل الله فرجه: "أبارك للمسلمين والمسيحيين بالاعياد ولكن الارهاب المتنقل يمنع البسمة عن وجوه كل اصحاب الاعياد، سواء ما حصل في سريلانكا او ما يجري في اليمن وفي فلسطين المحتلة".
وتابع "رغم كل ما يحصل يجب ان تبقى اعيادنا اعيادا، والمناسبة التي نجتمع من اجلها اليوم هي ذكرى انطلاقة كشافة الامام المهدي والتي ترتبط بمولد الامام ـ عجل الله فرجه ـ الذي حل بالامس، وهو عيد لكل عامل في هذه الكشافة وهو يوم عيد لكل المستضعفين والمعذبين في هذا العالم حتى قيام الساعة".
ولفت السيد نصر الله الى ان "اخطر نتيجة لليأس في السلوك الجماعي هو القعود والاستسلام امام كل التحديات"، واضاف "من ييأس ليس له اي تأثير ولذلك اخطر شيء هو الاستسلام سواء استسلام الفرد او الشعوب".
واشار الى ان "الامل يعيد الثقة للفرد والشعوب ويؤكد القدرة على الانتصار والمعركة اليوم في خلفياتها الحقيقية هي معركة أمل وثقة مقابل يأس واستسلام".
وقال السيد نصر الله "عندما يصل الشعب الفلسطيني الى مرحلة اليأس يمكن ان تمر صفقة القرن ولكن عندما يتحلى هذا الشعب بالثقة والامل والايمان لا يمكن ان يفرض عليه طواغيت العالم اي شيء".
واضاف "في تجربة لبنان الذين رفضوا خيار المقاومة ماذا كانوا يقولون العين لا تقاوم المخرز اي اليأس، وطرحوا تساؤلات عن القدرة على هزيمة اسرائيل ولنا الامكانية على ذلك، لكن الثقة بالله وبالناس والثقة بالقدرة على هزيمة العدو فلو استسلم الناس لكان اليوم ترامب يعطي لبنان لاسرائيل".
واوضح ان "المنطلق الاساسي هو الامل وجمعية كشافة الامام المهدي دورها ان تزرع الامل في نفوس ووجدان الاجيال، الامل والثقة بالله والموعود الآتي والثقة بالنفس على مواجهة كل التحديات وكل الاخطار".
وحول الموقف الامريكي من تصدير النفط الايراني، قال السيد نصر الله “وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو أعلن قبل قليل عن انه لا تمديد للاعفاءات لبعض الدول حول استيراد النفط الايراني، وعندما يقف تصدير النفط الايراني سيؤدي الى ان سعر النفط سيرتفع وهذا احد اهم التحديات امام قرار ترامب وهناك من طرح هذا الاشكال في امريكا".
واضاف سماحته: "بومبيو قال لقد تلقينا وعودا قاطعة من السعودية والامارات انهما سيقومان بتغطية النقص الحاصل في الاسواق كي لا تتأثر اسعار النفط في السوق".
وتابع "نحن امام مشهد جديد من مشاهد الطغيان الامريكي على دولة كبيرة ومهمة اي ايران بل هو عدوان على العالم كله لانه يضرب بعرض الحائط كل المؤسسات الدولية ومصالح دول وحلفاء كبار".
وسأل سماحته: "لماذا تعاقب ايران وفنزويلا وقبلها سوريا واليوم يعدون عقوبات ضد سوريا ما يؤكد انه في ظل الادارة الامريكية هناك شريعة غاب فالامريكي يدعم الارهاب ويقتل الآلاف ويدعي انه يحارب الارهاب".
ولفت الى انه "من اجل شعوب العالم ودوله هذا العالم الذي يسكت على عدوان ترامب على ايران فهو عالم يفتح الباب امام الاستباحة الامريكية على الدول والشعوب، وهذا سياق شيطاني استكباري طغياني".
ودعا سماحته "شعوب ودول العالم الى مواجهة ورفض القرارات الامريكية الاستعلائية الطغيانية".
واشار السيد نصر الله الى انه "أليس الموقف السعودي والاماراتي حول اسعار النفط هو موقف معيب؟"، ولفت الى ان "الامريكي لا يهمه لا السعودي ولا الاماراتي وانما تهمه مصالحه، والهدف هو محاصرة جيران السعودية والامارات ولذلك يجب الاضاءة على حقيقة سياسة هاتين الدولتين امام العالم العربي والاسلامي، حقيقة موقفهما في السودان وليبيا واليمن والجزائر والبحرين"، وسأل "ماذا تفعل السعودية والامارات بالعالم العربي والاسلامي ومنطقتنا؟".
وقال السيد نصر الله "نحن ننتمي الى تاريخ وشعوب هذه الامة والمنطقة وطوال هذه السنين شعوبنا هزمت كل المستبدين والغزاة ونحن اليوم نراهن على شعوبنا وعلى وعيها وعلى اخلاصها وصبرها واستعدادها بالتضحية لتصنف من هو المعتدي ومن الاداة بيد المستكبرين".
وتابع "نحن بوعد الله الآتي نواصل طريقنا ومقاومتنا وصنع انتصاراتنا ومنتصرون ان شاء الله".